فشل إسرائيلي كبير في لاهاي وتركيا تقدم وثائق مهمة للمحكمة
فشلت إسرائيل في الرد على الأدلة التي قدمتها جنوب أفريقيا في قضية الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين ولم تقدم ما يدحض الوقائع التي اتهمت بها فيما حاول فريقها القانوني المناورة للوصول إلى إعلان رفض مبدئي للقضية، بزعم عدم الاختصاص القضائي للمحكمة، عبر القول إن ما يحكم ما يجري من هجوم إسرائيلي على قطاع غزة يقع في إطار القانون الإنساني الدولي وآلياته، وليس اتفاقية الإبادة الجماعية.
ورفعت محكمة العدل الدولية جلستها، بعد الاستماع للفريق القانوني الإسرائيلي في قضية ارتكاب إبادة جماعية في غزة.
وسيقوم قضاة المحكمة ببحث حجج الطرفين بعدما استمعوا امس الاول إلى المسوغات والأدلة التي قدمتها جنوب أفريقيا، ثم الرد الإسرائيلي .
ومن المنتظر أن تصدر المحكمة خلال الشهر الجاري حكما بشأن قرار عاجل محتمل يأمر إسرائيل بوقف الحرب، لكنها لن تبتّ سريعا في اتهامات الإبادة الجماعية لأن هذه المسألة قد تستغرق سنوات.
من جهته، قال وزير العدل في جنوب أفريقيا رونالد لامولا -في مؤتمر صحفي أمام المحكمة في لاهاي- إن إسرائيل أخفقت في الرد على الأدلة التي قدمتها بلاده، ولم تقدم ما يدحض الوقائع التي اتهمت بها.
ووصف لامولا الردود الإسرائيلية بأنها “غير متوازنة”، وقال إن تل أبيب تبدو غير قادرة على إدانة أفعال جنودها، مشددا على أنه لا يمكن تجاهل تصريحات المسؤولين الإسرائيليين بشأن الإبادة.
وكانت اسرائيل أكدت أمام محكمة العدل الدولية أنها لا تسعى لتدمير الشعب الفلسطيني في غزة، في سياق الدفاع عن نفسها من تهمة ارتكاب “أعمال إبادة” التي اعتبرت أنها “خبيثة” و”تشويه للحقائق”.
وأكد تال بيكر كبير المحامين المدافعين عن إسرائيل في المحكمة أن جنوب إفريقيا “قدّمت إلى المحكمة للأسف حقائق وصورة سردية وقانونية مشوّهة بشكل عميق”.
وعرض بيكر مقاطع فيديو وصورا ورسم أمام القضاة صورة للفظائع التي ارتكبتها على حد قوله حركة حماس خلال هجومها.
وقال أن عناصر من حركة حماس “عذبوا أطفالا أمام ذويهم وأباء أمام أطفالهم واحرقوا أشخاصا” وارتكبوا “عمليات اغتصاب”.
وشدد المحامي على أن الرد الإسرائيلي يندرج في إطار الدفاع عن النفس ولا يستهدف المدنيين مؤكدا أن “إسرائيل منخرطة في حرب دفاعية ضد حماس وليس ضد الشعب الفلسطيني”.
ومضى يقول إنه في ظل هذه الظروف “ما من اتهام اكثر نفاقا وأكثر خبثا من اتهام إسرائيل بارتكاب إبادة”.
رأى المحامي أن “كامل حجج (جنوب إفريقيا) يستند إلى وصف يتعمد إخراج الأمور من سياقها والتلاعب بحقيقة الأعمال القتالية الحالية”.
وشدد على أن “ما تسعى إليه إسرائيل من خلال عملياتها في غزة ليس تدمير الشعب بل حماية شعب، شعبها الذي يواجه هجمات على جبهات عدة”.
من جانبه أكد مكتب حقوق الإنسان بالأمم المتحدة أن “إسرائيل” أخفقت مرارا في احترام القانون الإنساني الدولي منذ أن شنت هجومها على غزة في السابع من تشرين الاول الماضي.
وقالت المتحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان إليزابيث ثروسيل، في تصريح لها اليوم الجمعة: “لقد سلطنا الضوء مرارًا على إخفاقات إسرائيل المتكررة في احترام المبادئ الأساسية للقانون الإنساني الدولي: التمييز والتناسب واتخاذ الاحتياطات عند تنفيذ الهجمات”.
وأضافت ثروسيل أن المفوضة السامية شددت على أن هذه الانتهاكات “قد تؤدي إلى تحمل المسؤولية عن جرائم الحرب، كما حذرت من مخاطر الجرائم الفظيعة الأخرى”.
من جهته قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن بلاده قدمت وثائق وصورا تدين إسرائيل في إطار الدعوى المرفوعة ضدها أمام محكمة العدل الدولية بتهمة الإبادة الجماعية.
وذكر أردوغان -في تصريحات للصحفيين عقب صلاة الجمعة في إسطنبول- أنه يتوقع إدانة إسرائيل في القضية التي رفعتها جنوب أفريقيا، مشيرا إلى أن “جميع الوثائق التي قدمناها لها وقع كبير في لاهاي”.
وتابع “مؤمنون بالعدالة التي ستتحقق في محكمة العدل الدولية، ونعتقد أنها ستدين إسرائيل”، لافتا إلى أن أنقرة ستواصل تقديم الوثائق وكثير منها مرئية.
في الوقت نفسه، قال الرئيس التركي إنه كان يود أن يرى نظيره الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ “أكثر ودا في هذه الفترة”، لكنه “قلد (رئيس الوزراء بنيامين) نتنياهو مؤخرا وبدأ يدلي بتصريحات مختلفة تماما”.
إلى ذلك نظم مؤيدون للشعب الفلسطيني مسيرة في لاهاي حاملين أعلام فلسطين، وتابعوا إجراءات المحكمة على شاشة عملاقة في الخارج. وبينما كان الوفد الإسرائيلي يتحدث رددوا هتاف “كاذب! كاذب!”.