الباكستاني منذ عقود عمليات ضد مجموعات إنفصالية في منطقته الحدودية ذات الكثافة السكانية الضئيلة.
شنت باكستان أمس هجمات ضد “ملاذات إرهابيّة” في إيران أوقعت قتلى ردا على ضربات جوية إيرانية داخل أراضيها، في تصعيد للتوتر ما دفع طهران لاستدعاء المبعوث الباكستاني لديها.
وقتل تسعة أشخاص بينهم ثلاث نساء وأربعة أطفال في الضربات الباكستانية على محافظة سيستان بلوشستان المضطربة، بحسب وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية “إرنا”.
وجاء الهجوم بعد يومين على شن إيران ضربات على أهداف لجماعات “إرهابية” في باكستان المجاورة أودت بطفلين على الأقل.
وقالت وزارة الخارجيّة الباكستانيّة في بيان إنّ “باكستان نفّذت هذا الصباح سلسلة ضربات عسكريّة منسّقة جدا ودقيقة ضدّ ملاذات إرهابيّة في محافظة سيستان بلوشستان الإيرانيّة”.
واستُخدمت مسيرات وصواريخ في الضربات التي استهدفت حركات للإنفصاليين البلوش بحسب الجيش. ويشن الجيش الباكستاني منذ عقود عمليات ضد مجموعات إنفصالية في منطقته الحدودية ذات الكثافة السكانية الضئيلة.
ودانت إيران الضربات واستدعت القائم بالأعمال الباكستاني “لتقديم احتجاج وطلب تفسير من الحكومة الباكستانية”، حسبما أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية ناصر كنعاني.
وذكرت وكالة “فارس” الإيرانية للأنباء من دون الإفصاح عن مصادرها بأنه يعتقد أن القتلى من “المواطنين الباكستانيين”.
وقالت باكستان إنها شنت الضربات “في ضوء معلومات استخباراتية موثوقة عن أنشطة إرهابية وشيكة واسعة النطاق” مضيفة أن “عددا من الإرهابيّين قُتِلوا”.
وأكدت أنها “تحترم بشكل كامل سيادة وسلامة أراضي الجمهورية الإسلامية الإيرانية” وأن “الهدف الوحيد” للضربات “كان السعي للمحافظة على أمن باكستان ومصلحتها الوطنية التي تعد بالغة الأهمية ولا يمكن المساس بها”.وأفادت وسائل إعلام إيرانية أن الضربات استهدفت قرية قرب مدينة سراوان.
في المواقف قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أمس إن الأمين العام حث إيران وباكستان على “ممارسة أقصى درجات ضبط النفس لتجنب المزيد من تصعيد التوتر”.
وقال المتحدث ستيفان دوجاريك “الأمين العام يؤكد ضرورة معالجة جميع المخاوف الأمنية بين البلدين بالوسائل السلمية عبر الحوار والتعاون ووفقا لمبادئ السيادة ووحدة الأراضي وعلاقات حسن الجوار”.
واعتبر الرئيس الأميركي جو بايدن أن الهجمات المتبادلة بين إيران وباكستان، هذا الأسبوع، تُظهر أن «طهران لا تحظى بقبول أحد في المنطقة».
وأضاف بايدن: «كما يمكنكم أن تروا، إيران لا تحظى بالقبول الكبير في المنطقة، ونعمل الآن (لتحديد) مآل كل هذا، لا أعلم إلى أين سيؤول ذلك».
جاء ذلك بعدما أدانت الولايات المتحدة الضربات الإيرانية في باكستان وسوريا والعراق، وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية، ماثيو ميلر: «رأينا إيران تنتهك الحدود السيادية لثلاث من جاراتها، خلال الأيام القليلة الماضية».
من جهتها حضت روسيا إسلام أباد وطهران على خفض التصعيد.
وقالت الخارجية الروسية في بيان “نراقب بقلق التصعيد في الوضع في المنطقة الحدودية الإيرانية الباكستانية والذي يتزايد في الأيام الأخيرة. ندعو الطرفين إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس وحل المسائل المستجدة بالسبل السياسية والدبلوماسية حصرا”.
وأعربت بكين عن استعدادها للتوسط بين باكستان وإيران بعد تبادل القصف عند الحدود بين البلدين.
وأبدى الاتحاد الأوروبي قلقه العميق إزاء “دوامة العنف في الشرق الأوسط وخارجه”.
وسيختصر رئيس الحكومة الباكستانية الموقتة أنور الحق كاكار زيارته إلى دافوس للمشاركة في المنتدى الاقتصادي العالمي “نظرا إلى التطورات المستمرة”، بحسب وزارة الخارجية.
من جهتها، عبّرت تركيا عن قلقها من التصعيد وأكدت استعدادها لتبادل خبراتها والمساهمة مع دول المنطقة.
وأجرى وزير الخارجية، هاكان فيدان، اتصالين هاتفيين مع نظيريه الباكستاني والإيراني، حثّ خلالهما على التزام ضبط النفس.