الراعي للنواب: قوموا بواجبكم

الراعي للنواب: قوموا بواجبكم

رأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الاحد على مذبح كنيسة الباحة الخارجية للصرح البطريركي في بكركي “كابيلا القيامة”، عاونه فيه لفيف من المطارنة والكهنة، في حضور قائد الجيش العماد جوزاف عون مع العائلة، مدير العناية الطبية في وزارة الصحة الدكتور جوزيف الحلو، قنصل جمهورية موريتانيا ايلي نصار، اسرة الحركة الرسولية المريمية، وحشد من الفاعليات والمؤمنين.

بعد الانجيل المقدس، القى الراعي عظة، ناشد فيها دولة رئيس المجلس النيابي أن يدعو منذ الغد نوّاب الأمّة إلى عقد جلسات متتالية وانتخاب الرئيس، بموجب القاعدة الديموقراطيّة، من دون أن ينتظروا من الخارج أي إشارة لإسم أو أي شيء آخر من حطام الدنيا. فانتخاب الرئيس هو الواجب الأوّل الملقى على ضميرهم الوطني وعلى نيابتهم بحكم الدستور. أمّا الإستمرار في الإحجام عن هذا الواجب فهو خيانة واضحة لثقة الشعب الذي وضعها فيهم يوم انتخبهم. فنرجو أن لا تتم فيهم المقولة الثابتة: “من اشتراك باعك”. ونقول كفى إقفالًا لقصر بعبدا الرئاسيّ! وكفى إقصاءً للطائفة المارونيّة، وهي العنصر الأساس في تكوين لبنان! أجل، أيّها السادة نوّاب الأمّة، قوموا بهذا الواجب الموكول إليكم من الشعب والدستور، وانتخبوا رئيسًا للدولة لكي تقوم من حال نزاعها وتفكّك مؤسّساتها، وعلى رأسها مجلسكم النيابي الفاقد صلاحيّة التشريع، والحكومة فاقدة الصلاحيّات الإجرائيّة. كفّوا عن هرطقة “تشريع الضرورة”، و”تعيينات الضرورة”، واذهبوا إلى الضرورة الواحدة والوحيدة وهي انتخاب رئيس للدولة فتستعيد كلُّ مؤسساتكم وممارساتكم شرعيّتها. فلبنان دولة عمرها مئة سنة ونيّف، اكتسب خلالها كرامةً واسمًا مشرفَا بين دول العالم. فكونوا على مستوى هذه الكرامة وأعيدوها إلى لبنان الكبير بقيمه، وإلى شعبه الكبير بكرامته”.

وتابع: “بانتخاب رئيس الجمهوريّة ينتهي الخلاف والمقاطعة في مجلس النواب من جهة لكونه بموجب الدستور هيئة ناخبة لا إشتراعيّة منذ فراغ سدّة الرئاسة (سنة وثلاثة أشهر)، وفي مجلس الوزراء من جهة ثانية، لكون المادّة 62 من الدستور “تنيط صلاحيّات رئيس الجمهوريّة وكالةً بمجلس الوزراء”. فتقتضي “الوكالة” معطوفة إلى القانون 871 من قانون الموجبات والعقود أن يوقّع جميع الوزراء لا رئيس الوزراء وحده في هذه الحالة، فالموضوع يختلف عن إجراءات مجلس الوزراء العاديّة. وهكذا يزول الخلاف والمقاطعة الحاصلان بسبب الممارسة وتباين التفسير.

بعد القداس، استقبل الراعي المؤمنين المشاركين في الذبيحة الإلهية، كما استقبل العماد عون وعائلته في زيارة شكر لمواساته لهم بفقدان والدته هدى مخلوطه عون.

Spread the love

adel karroum

اترك تعليقاً