دفع ديبلوماسي قوي جداً لإنهاء أزمة لبنان

سفراء «الخماسية» يجولون على الرؤساء والقادة

بين التهويل الاسرائيلي بالحرب المدمّرة والتحذير الاميركي من مخاطر كبيرة وواقعية لإمتداد الحرب إلى جميع أنحاء الشرق الأوسط، بعدما تقدم ملف اليمن على قضية غزة بفعل مخاطره الاقتصادية على دول العالم ودخول جبهة لبنان في دوامة الروتين، شرع المحور الديبلوماسي بتزييت محركاته لتشغيلها بزخم في اتجاه محاولة اخراج لبنان من شرنقة الازمات الامنية والسياسية بدءا بفصل مساره عن مصير غزة وصولا الى انجاز الاستحقاق الرئاسي، ولو اضطر الامر الى استخدام العصا الغليظة مع المعرقلين هذه المرة.

وفي السياق، يتهيأ الخماسي الدولي لتكثيف نشاطه على الخط الرئاسي اللبناني. وبينما تردد ان موعد زيارته عين التينة اليوم، ألغي بطلب من السفير السعودي وليد البخاري الذي يزور هو عين التينة في الموعد نفسه، علم  ان سفراء الدول الخماسية سيجولون على الرئيسين بري وميقاتي والرؤساء السابقين ورؤساء الطوائف والقادة السياسيين، وان الموفد القطري جاسم بن فهد آل ثاني (ابو فهد) سيكون في بيروت خلال ايام قليلة.

بخاري وأماني

ليس بعيدا، إستقبل سفير المملكة العربية السعودية في مقر إقامته في اليرزة، سفير الجمهورية الاسلامية الإيرانية لدى لبنان مجتبى أماني. وجرى خلال اللقاء استعراض لأبرز التطورات السياسية الراهنة على الساحتين اللبنانية والإقليمية، بالإضافة إلى العلاقات الثنائية بين البلدين، وتبادل الرؤى في العديد من القضايا والموضوعات ذات الاهتمام المشترك. واشارت مصادر المعلومات الى ان اجواء اللقاء كانت ايجابية جدا وتناولت في شكل خاص الاستحقاق الرئاسي اللبناني، عشية تحرك السفراء الخمس في بيروت قبل اجتماع دول الخماسية.

تهديد متجدد

وسط هذه الاجواء، الاتصالات لمنع تمدد الحرب الاسرائيلية نحو لبنان مستمرة على الساحة الدولية. في السياق، علمت “المركزية” ان المستشار السابق للبنتاغون دوجلاس ماكجريجور يزور اسرائيل وقطر والسعودية وقد يعرج على لبنان. في المقابل، أكد وزير الدفاع الإسرائيلي يواف غالانت أننا لن نوقف النار على الحدود مع لبنان حتى ضمان عودة السكان. وشدد خلال لقائه نظيره الفرنسي، على ان “الحرب في الشمال ستكون مدمرة بالنسبة لحزب الله ولبنان”.

سليم

الى ذلك، التقى وزير الدفاع الوطني في حكومة تصريف الاعمال موريس سليم منسقة الأمم المتحدة الخاصة في لبنان يوانا فرونتسكا. وجرى في خلال اللقاء عرض للأوضاع العامة في البلاد لا سيما أوضاع المؤسسة العسكرية والتطورات على الحدود الجنوبية اللبنانية. واكدت فرونتسكا “التزام الأمم المتحدة المستمر بمساعدة لبنان في المجالات كافة لا سيما دعم الجيش اللبناني وتمتين التعاون والتنسيق بين وحدات الجيش وقوات” اليونيفيل”.

غارات

في الميدان، التصعيد الاسرائيلي على حاله. واستهدفت المدفعية الاسرائيلية أمس، أطراف بلدة مارون الراس وعيترون. واستهدف القصف المدفعي مباشرة اطراف بلدتي يارين والبستان، وسهل مرجعيون. وشن الطيران الحربي الاسرائيلي غارة جوية على اطراف بلدة شيحين دمرت منزلاً من طبقتين. وشن غارة على مروحين، وأخرى على الطيبة قرب مركز للدفاع المدني، وقصفت المدفعية الاسرائيلية أطراف بلدتي حولا وميس الجبل وتلة العزية في أطراف دير ميماس، واستهدفت المدفعية ايضا بلدة كفركلا بالقذائف الفوسفورية، وسط عملية تمشيط بالأسلحة الرشاشة من المطلة باتجاه البلدة. كما سقطت قذائف فوسفورية على بلدة عديسة عند حدود بلدة كفركلا. واستهدف الجيش الاسرائيلي تلة العويضة في محيط بلدة الطيبة بعدد من القذائف. ونفذ الطيران ظهر امس عدوانا جويا حيث استهدف بغارة جوية منزل المواطن س. ياغي في بلدة طيرحرفا مطلقا باتجاهه صاروخين من نوع جو- ارض ، مخلفا فيه اضرارا كبيرة. واطلقت مسيرة صاروخا خلف معتقل الخيام – وادي العصافير، كما قصفت المدفعية تلة العويضة من جهة الطيبة. ايضا، أطلقت مسيرة إسرائيلية صاروخا على غرفة سكنية داخل مشروع زراعي في محلة أبل القمح خراج بلدة الوزاني من دون تسجيل إصابات. وحلق الطيران الاستطلاعي فوق القرى المتاخمة للخط الازرق وعلى مستويات منخفضة.

حزب الله

في المقابل، أعلن “حزب الله” انه استهدف “تجمعا لجنود العدو الاسرائيلي في محيط موقع الراهب ‏‏بالأسلحة المناسبة وأصيب اصابة مباشرة”. واستهدف “قوّة من الجمع الحربي الاسرائيلي في مرتفع أبو دجاج ‏‏بالأسلحة المناسبة وأصيبت إصابة مباشرة”. وكان قد اعلن ايضا انه عند منتصف ليل الأحد الاثنين، هاجم “قوة إسرائيلية في محيط ثكنة زرعيت بالأسلحة الصاروخية، كانت تتحضّر لتنفيذ عدوان داخل ‏الأراضي اللبنانية، ما أدى إلى وقوع ‏إصاباتٍ مؤكدة في صفوفها”.