المرتضى زار الديمان والتقى هيئات جبّة بشري الثقافية
زار وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى الكرسي البطريركي في الديمان حيث عقد لقاء مع المطران جوزف نفاع، النائب البطريركي على منطقتي بشري واهدن–زغرتا، في إطار مبادرة “طرابلس عاصمة ثقافية للعالم العربي”، وتفعيل مشاركة مختلف الأقضية الشمالية المجاورة في تحقيق هذه المبادرة.
بدايةّ كانت زيارة كنيسة الكرسي البطريركي واطلاع على وضع رسوماتها الجدارية وتلك التي في سقفها، المرسومة بريشة الفنان صليبا الدويهي، في ثلاثينات القرن الماضي عهد البطريرك أنطون عريضة. وكان عرض لكيفية حماية هذه الرسومات وصيانتها، فيما أشار الوزير المرتضى الى أن وزارة الثقافة ستولي هذه المسألة العناية اللازمة، وستضع، بالتنسيق مع الكرسي البطريركي والخبراء المختصين، آلية ترجمة هذه العناية.
بعد ذلك عقد اجتماع بمشاركة قائمقام بشري ربى شفشق ومسؤولي الهيئات المعنية بمبادرة طرابلس عاصمة ثقافية، وحضر الخوري خليل عرب، رئيس الديوان في الكرسي البطريركي، الخوري طوني الآغا، الوكيل البطريركي في الديمان،ايلي مخلوف، رئيس اتحاد بلديات قضاء بشري، نوفل الشدراوي، رئيس رابطة قنوبين للرسالة والتراث، المهندس قزحيا طوق من لجنة أصدقاء غابة الأرز، جوزف جبور، أمين سر هيئة المؤتمر الدائم لتاريخ جبة بشري، المهندس ناصيف واكيم، عضو المجلس الإقتصادي في الديمان، وجورج عرب، مدير عام رابطة قنوبين للرسالة والتراث، صاحب مشروع المسح الثقافي الشامل لتراث الوادي المقدس.افتتح الإجتماع بتأمل روحي وجداني حول المبادرة واتصالها العميق بتراث الوادي المقدس بضفتيه، اللتين تحتضنان أقضية بشري وزغرتا والكورة وصولاً الى طرابلس حيث تتحول تسمية نهر قاديشا الى نهر أبو علي.
ثم رحب المطران نفاع بالوزير المرتضى ناقلاً بركة غبطة البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الراعي لهذا اللقاء، وأثنى على مبادرته التي تتجاوز جغرافية طرابلس الى جوارها بأبعادها الثقافية والوطنية، التي تجمعها بهذا الجوار. وأشار الى الثوابت التاريخية المتصلة بعلاقة الوادي المقدس بطرابلس، وقد بينتها الأبحاث والدراسات، ويجب أن تظل موضوع اهتمام لكي تتطور خدمةً لمفاهيم اللقاءالإنساني في إطار وحدة لبنان ودوره ورسالته. وامل ان تبرز هذه المبادرة وجه طرابلس التاريخي الحقيقي، وتعزيز وجود أبناء جوارها من المسيحيين، وتنشر ثقافة الحياة الوطنية الواحدة استكمالاً لدور الصروح التربوية المسيحية العريقة في المدينة.
الوزير المرتضى شكر للمطران نفاع استضافته هذا اللقاء بحضور مسؤولي هيئات منطقة بشري المعنية بمبادرة طرابلس عاصمة ثقافية من باب اهتمامها بالشأن الثقافي الذي يجمع قضاء بشري ونطاق الوادي المقدس بعاصمة الشمال. وحيّا البطريرك الراعي، الذي يرعى “لقاءنا ويستضيفنا في بيته” الجامع اللبنانيّين دوماً على ثوابت الوحدة والتضامن والأخوّة. ولفت الوزير المرتضى الى أن المبادرة تتحقق من خلال استنهاض مجمل الطاقات الإبداعية والموروث الثقافي ما يولد تطويراً ملموساً لمجتمعنا، يصب في خدمة الهدف البعيد للمبادرة، وهو تعميق روابط الوحدة، والعيش الوطني الواحد ضمانة مستقبل لبنان. وشدّد على أهمية تحصين عائلاتنا وشبابنا بترسيخ منظومة القيم الجامعة في مواجهة ما يتهددنا من أخطار تسيب القيم واستباحتها. وأبدى استعداد وزارة الثقافة لاحتضان ودعم كل المبادرات التي تخدم هذه الأهداف، محيّياً جهود هيئات قضاء بشري الثقافية الأمينة على مخزون المنطقة الثقافي المتصل بوجود وحضور ودور أبنائها ماضياً وحاضراً ومستقبلاً.
بعد ذلك كانت مناقشات حول سبل مشاركة الهيئات الحاضرة في فعاليات طرابلس عاصمة ثقافية استناداً الى ما هو محقق من أعمالها، والى ما ستحققه في هذه المناسبة، وكله بالإمكان المشاركة من خلاله بعرضه في قاعات معرض طرابلس الدولي أوفي داخل منطقة بشري. وفي نهاية النقاش اتُفق على آليّة متابعة بين أمانة سرّ الكرسي البطريركي في الديمان وإدارة فعاليات “طرابلس عاصمة ثقافية”.
مكتبة الوادي المقدس
بعد الإجتماع انتقل الوزير المرتضى والمطران نفاع وسائر الحاضرين الى مكتبة الوادي المقدس حيث كان اطلاع على محتوياتها وكيفية العمل في تبويب وفهرسة أوراقها وسائر موجوداتها، وعلى برنامج حماية هذه الموجودات من العوامل المناخية السلبية ومرور الزمن. وقدمت الى الوزير المرتضى مجموعة “زوّادة قنوبين”المتضمنة كتباً وأفلاماً متعددة اللغات انتجتها رابطة قنوبين البطريركية للرسالة والتراث في سياق تحقيقها مشروع المسح الثقافي الشامل لتراث الوادي المقدس. ودوّن الوزير المرتضى كلمة في سجل المكتبة جاء فيها: نعمة تيسرت أن تسنى لي زيارة هذا المكان المبارك العابق بالايمان والقيم، بكل ما يختزنه من جذور روحية وسمو انساني ورمزية وطنية تعكس الوعي لنعمة لبنان القيم والعيش الواحد.
يشار الى ان الوزير المرتضى تلقى اتصالاً من النائب ستريدا جعجع، من خارج لبنان، رحّبت فيه بقضاء بشري وعرضت معه مجمل شؤون مبادرته الثقافية وكيفية التعاون لانجاحها مؤكدة على ضرورة تطبيق القوانين للحفاظ على الوادي المقدس على لائحة التراث العالمي.