ضربة موجعة لبايدن: مقتل 3 عسكريين بهجوم على قاعدة أميركية في الأردن
اجتماع باريس: وقف النار وإطلاق الأسرى.. ملاحم خان يونس تتواصل.. وقطع المال الغربي عن الأونروا
برزت أمس موشرات جدية وخطيرة على احتمال توسع الصراع الدائر منذ أكثر من مئة يوم في غزة ليشمل المنطقة بعدما أدى هجوم على الجيش الأميركي الموجود على الحدود الأردنية السورية إلى مقتل 3 جنود وإصابة أكثر من 25 آخرين ما يضع الرئيس الأميركي الذي توعد بالردّ على هذه الضربة الموجعة في موقف حرج بينما يقف على أبواب انتخابات رئاسية آخر ما يريده فيها أن يبدو رئيسا ضعيفا وعاجزا عن ردع خصوم الولايات المتحدة في المنطقة والعالم.
وسارع بايدن إلى اتهام “جماعات إرهابية مدعومة من إيران” واصفا الهجوم بـ”الخسيس والغاشم جدا”.
وقال في بيان: «في الوقت الذي لا نزال نجمع فيه الحقائق عن هذا الهجوم، فإننا نعرف أنه من تنفيذ جماعات مسلحة متشددة مدعومة من إيران تعمل في سوريا والعراق»، متعهداً بمحاسبة جميع المسؤولين عن مقتل الجنود الثلاثة «في الوقت وبالطريقة المناسبين».
واستُهدفت القوات الأميركية وقوات التحالف الدولي المناهض لتنظيم الدولة الإسلامية المنتشرة في العراق وسوريا بأكثر من 150 هجوما منذ منتصف تشرين الأول الماضي وفق وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، ونفذت واشنطن ضربات انتقامية في كلا البلدين.
وأعلنت المقاومة الإسلامية بالعراق مسؤوليتها عن الهجوم في الأردن.
وقال مصدر بالمقاومة الإسلامية بالعراق إنهم “نفذوا في 100 يوم 178 هجوما بمسيرات وصواريخ على مواقع أميركية وإسرائيلية في العراق وسوريا والأراضي المحتلة”.
وأضاف المصدر أن جميع المصالح الأميركية بالمنطقة أهداف مشروعة، بسب الدعم الأميركي المتواصل للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
وكان الجيش الأميركي، أعلن في وقت سابق أمس عن مقتل 3 من جنوده وإصابة 25 في هجوم بطائرة مسيرة استهدف قاعدة للقوات الأميركية في الأردن (البرج 22) قرب الحدود السورية.
لكن مسؤول أميركي أفاد لوكالة «رويترز» إن عدد الجنود الذين أصيبوا قد ارتفع، مضيفاً أنه تجري مراقبة نحو 34 فرداً للاشتباه في إصابات محتملة بالدماغ.
بدورها، قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إن “ما تعرضت له قواتنا في الأردن تصعيد خطير”.
وفي ردود الأفعال الأميركية، قال رئيس مجلس النواب الأميركي مايك جونسون “يجب أن نبعث رسالة إلى العالم مفادها أننا لن نتسامح مع الهجمات على قواتنا”.
كما قال السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام إن سياسة إدارة بايدن ضد إيران فشلت ووقع أكثر من 100 هجوم على قواتنا في المنطقة.
وطالب غراهام إدارة بايدن “بضرب أهداف داخل إيران انتقاما لمقتل جنودنا وأيضا للردع”، مضيفا أن “الشيء الوحيد الذي يفهمه النظام الإيراني هو القوة”.
من جهته دعا الوزير في حكومة الحرب الإسرائيلية بيني غانتس إلى مواصلة العمل على كبح ما وصفه بـ«محور الإرهاب» بقيادة إيران في البحر الأحمر وأماكن أخرى بالشرق الأوسط».
وقال عبر منصة «إكس»، إنه نقل للسيناتور الأميركي لينزي غراهام تقديره للدعم «المستمر» لإسرائيل خاصة منذ بدء الحرب في غزة.
بالمقابل قال المتحدث باسم الحكومة الأردنية مهند مبيضين في تصريح للتلفزيون الرسمي الأردني إن الهجوم الذي استهدف عسكريين أميركيين لم يقع على الأرض الأردنية بل استهدف قاعدة التنف بسوريا، مضيفا أن “مليشيات إرهابية نفذت الهجوم”.
وقالت الحكومة الأردنية إن الهجوم الذي استهدف قاعدة التنف صباح اليوم كان على الحدود السورية الأردنية، وأوضحت أن الوجود الأميركي بالقرب من الحدود الأردنية يأتي في سياق اتفاقية التعاون بين البلدين.
وأضافت أن الهجوم أسفر عن مقتل 3 جنود أميركيين وإصابة آخرين، فيما لم يسفر عن إصابة أي فرد من القوات المسلحة الأردنية الموجودة على الحدود.
وفي اليوم الـ114 للعدوان على غزة يواصل ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي أمس 19 مجزرة جديدة أسفرت عن استشهاد 165 مدنيا و290 مصابا، كما شنت طائراته أحزمة نارية على غرب مدينة غزة في الوقت الذي تخوض فيه المقاومة الفلسطينية اشتباكات عنيفة مع الاحتلال على محاور عدة خاصة في خان يونس، وقد استهدفت عددا من آلياته.
وعلى الصعيد السياسي، يضغط الغرب من أجل وقف تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، إذ أعلنت 9 دول (بينها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وكندا والمانيا وسويسرا وفرنسا) تعليق تمويلها للوكالة في ضوء اتهامات إسرائيلية لعدد من موظفيها، فيما ناشدت الأمم المتحدة الدول المانحة ضمان استمرار عمليات الأونروا في غزة.
بالمقابل أعلنت النرويج أنها ستواصل مساعدة الفلسطينيين عبر دعم الأنروا وذلك بعد أن أكدت أيرلندا بدورها أنها لا تنوي وقف تمويل العمل الحيوي الذي تقوم به الوكالة في غزة.
من جهتها قالت الرئاسة الفلسطينية إنها ترفض ما وصفتها بـ”الحملة الظالمة” على الأونروا وتدعو الدول التي علقت تمويل المنظمة إلى التراجع عن موقفها.
وفي نيويورك، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في بيان “فيما أفهم قلقهم، وقد روعت أنا أيضا بهذه الاتهامات، أناشد الحكومات التي علقت مساهماتها أن تضمن على الأقل استمرار عمليات الأونروا”.
وكان المفوض العام للوكالة فيليب لازاريني قد حذر أمس من أن تعليق بعض الدول تمويلها للوكالة سيؤدي إلى توقف جميع أنشطتها الإنسانية لدعم الفلسطينيين في غضون بضعة أسابيع.
ميدانيا قالت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إنها دمرت 11 آلية عسكرية إسرائيلية بشكل كلي أو جزئي خلال 48 ساعة.
وأضافت أنها دكت مقرات القيادة الميدانية لقوات الاحتلال في مختلف محاور القتال 6 مرات، واستولت على 8 طائرات مسيرة إسرائيلية من طرازات مختلفة.
من جهة أخرى قالت صحيفة وول ستريت جورنال إلى أنه بعد 114 يوماً من القتال، فإن ما يصل إلى 80 في المئة من نظام أنفاق حماس تحت غزة قد يظل سليمًا.
ويستشهد التقرير بمسؤولين إسرائيليين وأميركيين، ويشير إلى أنه “من الصعب تقييم حجم المتاهة الجوفية التي دمرتها القوات الإسرائيلية حتى الآن”.
وأكد مسؤولون في إدارة بايدن لوكالة “أسوشييتد برس” التقرير الذي نشرته صحيفة “نيويورك تايمز”، والذي يفيد بوجود تقدم نحو اتفاق يتوقف بموجبه القتال في غزة لمدة شهرين، مقابل إطلاق سراح أكثر من مائة رهينة.
وعلى أمل التوصل إلى هدنة وإطلاق سراح الرهائن الذين ما زالوا محتجزين في غزة، التقى مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية وليام بيرنز امس في باريس مسؤولين من مصر وإسرائيل وكذلك رئيس الوزراء القطري، وفق مصادر قريبة من المشاركين في هذه اللقاءات.
في الأثناء كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال “الأميركية أنه تم تقديم عرض جديد لحركة حماس وإسرائيل.
وأوضحت الصحيفة نقلا عن مسؤولين مصريين أن العرض تم تقديمه من الدول التي تلعب دور الوساطة بين الجانبين، حيث ينص على وقف إطلاق النار لمدة 4 أشهر في قطاع غزة مقابل إطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين.
وأضافت أن العرض الجديد يتضمن وقف الهجمات الإسرائيلية لـ6 أسابيع كمرحلة أولى من أجل إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين من الأطفال والنساء وكبار السن الذين يحتاجون إلى رعاية طبية عاجلة، مقابل إطلاق إسرائيل سراح عدد كبير من الأسرى الفلسطينيين وزيادة المساعدات الإنسانية إلى غزة.
كما تضمن العرض في مرحلته الثانية، إطلاق حماس سراح الجنديات الإسرائيليات الأسيرات، ومن ثم الجنود الأسرى، وتسليم جثث القتلى الإسرائيليين في غزة إلى تل أبيب.
وبحسب “وول ستريت جورنال”، فإن العرض الجديد يشمل أيضا حصول حماس على ضمانات دولية، بما في ذلك من الولايات المتحدة الأميركية، حول إمكانية التوصل إلى اتفاق شامل من شأنه إيقاف الهجمات على غزة بشكل نهائي.
وصباح امس، تظاهر إسرائيليون يطالبون بالإفراج عن الرهائن عند معبر كرم أبو سالم قرب رفح، ومنعوا مرور شاحنات المساعدات الإنسانية باتجاه القطاع الفلسطيني، معتبرين أن دخول هذه المساعدات يغذي استمرار الحرب.
وفي اليوم السابق، تظاهر آلاف من الأشخاص في أنحاء إسرائيل للمطالبة بإعادة الرهائن واستقالة الحكومة تمهيدا لإجراء انتخابات مبكرة.
من جهة أخرى أكد وزير الخارجية السعودية فيصل بن فرحان، على أولوية وقف القتال في قطاع غزة وإدخال المساعدات.
وأضاف في مؤتمر صحافي مع نظيره المصري سامح شكري في القاهرة، أمس أن المملكة تحرص على التنسيق المشترك مع مصر بشأن قضايا المنطقة.
في جبهة البحر الأحمر أعلنت البحرية البريطانية السبت إحباطها هجوما للحوثيين كان يستهدف مدمّرتها إتش ام اس دايموند مشيرة إلى عدم وقوع أي إصابات أو أضرار في المدمّرة وفق ما أعلنت وزارة الدفاع البريطانية أمس.
وكانت القوّات الأميركيّة قد شنت فجر أمس الأول ضربات استهدفت موقعا للحوثيّين بعدما هاجموا سفينة نفطيّة بريطانيّة “اشتعلت فيها النيران” في خليج عدن.