وزير خارجية فرنسا في بيروت الثلاثاء
«حزب الله»: حرصاء على انتخاب رئيس
على غرار موجة البرد القارس التي تضرب البلاد، تجمدت الحركة السياسية عموما وتلك الخاصة بالاستحقاق الرئاسي خصوصا بعد نكبة تبدو أنها اصابت سفراء الخماسي الدولي بفعل مواقف الداخل المتصلبة ليس في الرئاسة فحسب انما في ملف الامن ايضا مع رفض السلطة الرسمية كل الطروحات والاقتراحات الهادفة بإبعاد شبح الحرب الشاملة عن لبنان بذريعة الحل الشامل لا المجتزأ، موقف يعكس عمليا قرار حزب الله بربط مصير البلاد بحرب غزة.
واذا كان شبه اخفاق جهود الخماسية لا يبشر بخير قد يحمله معه الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان في زيارة متوقعة قريباً، فإن وزير خارجية بلاده ستيفان سيجورني سيسبقه الى بيروت، ويصلها وفق معلومات “المركزية” يوم الثلاثاء المقبل ضمن حلقة من سلسلة زيارات ستشمل مصر والاردن واسرائيل ورام الله، من دون ان تتعارض زيارته الخاطفة مع مهمة سلفه، باعتبار انها تنحصر بالملف الامني، وقد يحمل معه وفق التوقعات اجابات اسرائيلية حول اسئلة تتصل بالوضع الحدودي وامكان تهدئة الجبهة الجنوبية.
حركة
إذا، وفي انتظار الزيارة الفرنسية بعد البريطانية والهنغارية امس، طبع الجمود الحركة السياسية في الداخل، سيما غداة زيارة سفراء الخماسية الى عين التينة التي لا يبدو انها كانت ايجابية.
حريصة على الانتخاب
في الموازاة، ومع اعلان نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم ان الملف الرئاسي لا يزال معقدا، رأى رئيس الهيئة الشرعية في “حزب الله” الشيخ محمد يزبك ان “المقاومة التي تخوض حربا في الجنوب، هي حريصة على انتخاب رئيس للجمهورية ليتحمل مسؤولياته بانتظام المؤسسات، ومعالجة الملفات، ونؤكد على أن اختيار الشخصية القادرة لا يتم إلا بالحوار وتفاهم اللبنانيين”.
اجهاض الحراك
في المقابل، رأى عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب غياث يزبك أن “حراك سفراء اللجنة الخماسية ولد ميتًا وأُجهض من جانب الرئيس نبيه بري ومن خلفه “حزب الله”، معتبرا في حديث اذاعي أنّ “الرئيس بري أعادنا إلى النقطة صفر وأراد أن يتحول حراك الخماسية إلى رسول ينقل وجهة رأي الثنائي الشيعي إلى باقي الأفرقاء، فضلا عن إصراره على الحوار، تحت عنوان واحد الاتفاق على انتخاب المرشح سليمان فرنجية، بشكل أساسي قبل فتح المجلس النيابي”.
لا مقايضة
من جانبه، قال رئيس جهاز العلاقات الخارجية في حزب القوات اللبنانية الوزير السابق ريشار قيومجيان “لا شك أنه في ظل المفاوضات القائمة لتهدئة حرب غزة، سيتم الدفع باتجاه انتخاب رئيس للجمهورية، ولكننا لم نلمس أي استعداد لدى الدول المعنية بالمبادرات لمساعدة لبنان، ولم نسمع اي كلام منها، عن مقايضة او هدايا مجانية للحزب مقابل تطبيق القرار 1701، ولا أي اسم في الملف الرئاسي”.
لقاء مع ليف
في الغضون، استكمل وفد من النواب يضم كلاً من نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب والنواب الان عون، نعمة فرام، ياسين ياسين وأسعد درغام زيارته إلى واشنطن بلقاء جمعهم بمساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الادنى باربرا ليف حيث تم التشديد على ضرورة ان يسعى اللبنانيون إلى انتخاب رئيس للجمهورية واستكمال بناء الدولة، كما العمل على تحييد شبح الحرب الشاملة عن لبنان. وقد أكدت ليف في هذا السياق، أن اللجنة الخماسية تسعى لمساعدة لبنان لايجاد حل لأزمته السياسية لكن لا يمكنها ان تحل مكان اللبنانيين في التوصل الى حل داخلي والتفاهم في ما بينهم، مشددة على ان الحل في نهاية المطاف هو من مسوؤلية اللبنانيين انفسهم.