إسرائيل تعمل على “إزالة” الوكالة من غزة “لأنها المشكلة وليست الحل”.
ضربات المقاومة تنهك جيش الاحتلال.. وضربات التحالف مستمرة ضد «المحور الإيراني»
شهد اليوم الـ121 من الحرب الإسرائيلية الهمجية على غزة احتدام المعارك في قلب مدينة غزة وفي خان يونس جنوبي القطاع، بينما سدّدت فصائل المقاومة الفلسطينية ضربات جديدة لقوات الاحتلال مكبدة إياها خسائر كبيرة.
وفيما أعلن أبو عبيدة الناطق الرسمي باسم كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- تدمير 43 آلية عسكرية، وقتل 15 جنديا إسرائيليا من نقطة الصفر، قالت هيئة البث الإسرائيلية أمس إن الجيش الإسرائيلي يؤيد وقفاً مؤقتاً للقتال في غزة بما يسمح بإتمام صفقة تبادل للمحتجزين مع حركة «حماس».
وأضافت أن الجيش الإسرائيلية أبدى رغبة في وقف مؤقت للقتال بقطاع غزة، موضحة أن قادة الجيش أعربوا عن هذا الموقف للمسؤولين السياسيين، لأنه لم ينجح حتى الآن في إطلاق سراح المحتجزين.
من جهتها قالت القناة الـ12 إن الجيش يريد وقفاً للقتال لإعادة تنظيم صفوفه واستعادة المهارات، وصيانة المعدات العسكرية، وتجديد الإمدادات.
وبعد انسحابات جزئية لجيش الاحتلال من مدينة غزة في الأسابيع القليلة الماضية والتي مكنت بعض السكان من العودة والبحث وسط الأنقاض، قامت القوات الإسرائيلية بتصعيد عمليات التوغل.
ووصف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تلك العمليات أمس بأنها “عمليات تطهير”.
وقال في الاجتماع الأسبوعي لمجلس الوزراء الإسرائيلي، إن الجيش تمكن من تفكيك 17 كتيبة قتالية من أصل 24 تابعة لحماس مضيفا أن معظم الكتائب المتبقية هي في جنوب قطاع غزة، بما في ذلك رفح.
وبحسب بيان صادر عن مكتبه، قال “سوف نقضي عليهم أيضا”.
من جهة أخرى أقر نتنياهو خلال الاجتماع بالخلافات داخل حكومته مشددا القول: لا أحتاج مساعدة أحد في علاقتي بواشنطن”.
وانتقد نتنياهو وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير من دون تسميته قائلا: إن أطرافا إسرائيلية تسعى لاسترضاء إما الداخل وإما الخارج على حساب المصالح الحيوية لإسرائيل وأمنها القومي، حسب تعبيره.
وكان بن غفير قال في وقت سابق لصحيفة وول ستريت جورنال، إنه يعتقد أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تضر بالمجهود الحربي الإسرائيلي. واعتبر أن المرشح الرئاسي الجمهوري دونالد ترامب سيمنح إسرائيل يدا أكثر حرية للقضاء على حركة حماس.
من جهة أخرى قال مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض، جيك سوليفان، لوسائل الإعلام الأميركية، إن الأزمة الإنسانية في غزة، ستكون “أولوية قصوى” لزيارة وزير الخارجية الأميركي المرتقبة إلى الشرق الأوسط.
وتوجه أنتوني بلينكن أمس إلى المنطقة في رحلة تشمل إسرائيل ومصر وقطر والمملكة العربية السعودية والضفة الغربية هذا الأسبوع.
وأكد سوليفانً: “سوف نضغط من أجل ذلك بلا هوادة، فهذه أولوية قصوى بالنسبة لنا”.
وأضاف أن الكرة الآن في ملعب حماس، موضحاً أن الإسرائيليين طرحوا أفكاراً مقترحة.
من جهتها ذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن رئاسة الحكومة لا تريد عقد اجتماع للطاقم الوزاري المصغر لبحث صفقة الأسرى، قبل وصول رد من (حماس).
وأوضحت الإذاعة أن رئاسة الوزراء تخشى أن تتعمق الخلافات وتتسرب المعلومات عن الموقف الإسرائيلي من الصفقة.
وكان 4 وزراء من حزب الليكود هاجموا أمس منحى الصفقة خلال جلسة الحكومة الأسبوعية.
وأمس نفى مصدر قيادي بحركة (حماس) صحة الأخبار المتداولة حول رفض الحركة لمقترحات وقف إطلاق النار.
في القاهرة أعرب وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيغورنيه امس عن رفضه تعرض سكان قطاع غزة المحاصر لأي “تهجير قسري” إلى شبه جزيرة سيناء.
وقال سيغورنيه خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره المصري سامح شكري “نتفهم قلقكم والمخاوف بشأن التهجير القسري لسكان (غزة) إلى أرضكم”، مشددا على أن “موقف فرنسا ثابت في هذا الصدد، إذ ندين ونرفض أي إجراءات تتخذ في هذا الاتجاه”.
وأضاف أنه على وقع المحادثات عبر وسطاء قطريين ومصريين للتوصل إلى هدنة محتملة، فإن باريس تدعو إلى “وقف إطلاق النار، ولكن أيضا الاستعداد لعودة السلطة الفلسطينية إلى غزة بنظام حكم جديد”.
في جبهة البحر الأحمر تعهّد الحوثيون امس بالردّ على الضربات التي شنّتها الولايات المتحدة وبريطانيا ليلًا على عشرات من مواقعهم في اليمن.
وجاء في بيان مشترك للولايات المتحدة وبريطانيا ودول أخرى قدمت دعما للعملية أمس أن الضربات ليل السبت الأحد أصابت “36 هدفًا للحوثيين في 13 موقعًا في اليمن ردًا على هجمات الحوثيين المستمرة ضد الشحن الدولي والتجاري وكذلك السفن الحربية التي تعبر البحر الأحمر”.
وأضاف البيان أن “هذه الضربات الدقيقة تهدف إلى تعطيل وإضعاف القدرات التي يستخدمها الحوثيون لتهديد التجارة العالمية وحياة البحارة الأبرياء”.
وفجر أمس شنّت الولايات المتحدة منفردةً ضربة أخرى ضد صاروخ مضاد للسفن تابع للحوثيين “معدّ للإطلاق ضد سفن في البحر الأحمر”.
في سياق متصل أعلن مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جايك سوليفان أمس أن الولايات المتحدة “ستواصل” ردها ضد المجموعات الموالية لطهران في العراق وسوريا، لكنه لم يوضح مما إذا واشنطن تستبعد تنفيذ ضربات ضد إيران.
وقال لقناة “إن بي سي” التلفزيونية إن “الأمر لم ينته بعد. نعتزم تنفيذ ضربات إضافية واتخاذ المزيد من الإجراءات لمواصلة بعث رسالة واضحة مفادها أن الولايات المتحدة سترد عندما تتعرض قواتها لهجوم”.
ويعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعًا طارئًا اليوم حول الضربات الأميركية في سوريا والعراق، وذلك بناء على طلب موسكو التي اتّهمت واشنطن أمس الأول بـ”زرع الفوضى والدمار” في الشرق الاوسط.
وفي العراق، طالب رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض بانسحاب القوات الأجنبية المنتشرة في العراق في إطار التحالف الدولي وذلك خلال تشييع مجموعة من مقاتلي فصائل مسلحة موالية لإيران قتلوا في ضربات أميركية.
وقال الفياض في كلمة القاها “استهدفوا مقرات ادارية ومستشفى (للحشد) واستهدفوا قوات تقوم بواجب حماية الحدود”.
ورأى أن “استهداف الحشد الشعبي لعب بالنار”، مضيفا “أحذر كل من له بصيرة أن لا يكرر هذه العملية”.
على صعيد آخر قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، أمس “سنبذل قصارى جهدنا كوننا منظمة إنسانية لمواصلة عملنا لدعم أهالي غزة”.