وزير الخارجية المصري يرجئ زيارته الى بيروت
مجلس وزراء اليوم تحت تهديد المقاطعين والمتظاهرين
مع اعلان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو أعطاء الضوء الأخضر لوقف إطلاق النار في غزة في الفترات التي تفصل مراحل الصفقة المرتقبة مع “حماس”، وجولة المحادثات الطويلة والمعمّقة التي اجراها مع رئيس الوزراء الاميركي انتوني بلينكن في القدس، اتجهت الانظار كلها الى مصير صفقة التبادل الجاري العمل على اخراجها الى النور، علّها تشكل اللبنة الاولى في جدار بلوغ لحظة وقف اطلاق النار فالتسوية المنشودة.
بيد ان رياح التهدئة المتوقع ان تهب لا يبدو أنها ستلفح لبنان وجبهته الجنوبية المشتعلة وقد شهدت امس تصعيدا نوعيا لجهة الغارات والاستهدافات التي حصدت شهيدا مدنيا وجريحين، فيما عُلِم ان كبير مستشاري الرئيس الاميركي لشؤون الامن والطاقة آموس هوكشتاين عدل عن زيارة بيروت بفعل رفع لبنان الرسمي منسوب شروطه وآخرها المطالبة بالعودة الى اتفاق الهدنة الذي مرّ عليه الزمن.
في الاثناء وفيما كانت بيروت تترقب وصول وزير الخارجية المصرية سامح شكري، اول وزير خارجية عربي يزورها بعد عملية طوفان الاقصى والعضو في الدول العاملة على خط التسوية الكبرى في المنطقة، تم ارجاء الزيارة الى موعد يحدد لاحقا، وقالت مصادر مطلعة ان الارجاء جاء لاعتبارات مصرية خاصة.
المطارنة
في الغضون، المستجدات العسكرية والرئاسية ايضا، حضرت في قلب المواقف السياسية والروحية امس. فقد حذّر المطارنة الموارنة من المحاولات دوليا ومحليا لتمرير ترسيم مشبوه للحدود بين لبنان واسرائيل خال من اي ضمانات دولية واضحة، مؤكدين ان التفاوض في هذا الشأن يبقى من اختصاص رئيس الجمهورية. كما شجبوا التعرض لبكركي وطالبوا بتعزيز الأجواء السياسية والديبلوماسية لتنفيذ القرار الدولي 1701.
دريان
بدوره، سأل مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان في رسالة الاسراء والمعراج “لماذا تخلو المناصب من شاغليها، وترتكب مئات الحيل القانونية وغير القانونية لإبقائها خالية أو شغلها الموقت؟ لا أعرف بلدا في العالم يتعذر فيه انتخاب رئيس للجمهورية، وكيف تقوم دولة بدون رئيس وحكومة عاملة؟”.
خديعة
في المواقف السياسية من التطورات، لفت رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع إلى “أن حزب الله لن ينسحب من الجنوب اللبناني وهو يخدع الأميركيين. كما أكد أنه لا يمكن استبدال تطبيق القرار الدولي 1701 برئاسة لبنان، فرئيس الجمهوريّة يجب أن يمثّل البلد بأكمله وليس حزب الله، ومن يفكر في اقتراحٍ مماثل فهو يحلم، اذ لا مقايضات ولا تسويات على حساب لبنان وسيادته ومهمة السلطة التنفيذية إعلاء مصلحة البلاد وليس محور الممانعة”. كلام جعجع جاء خلال حديث مع جريدة “كورييري ديللا سيرا”.
“التيار” للتوافق
ايضا، جدد “المجلس السياسي في التيار الوطني الحر” بعد اجتماعه برئاسة النائب جبران باسيل “الدعوة الى حوارات بين اللبنانيين ينتج عنها التوافق على إنتخاب رئيس مؤهل بمواصفاته لقيادة المرحلة المقبلة وفق برنامج اصلاحي يتفق عليه مع حكومة إصلاحية تتعاون مع المجلس النيابي لإقرار التشريعات الإصلاحية”. ودعا في بيان “اللبنانيين الى مزيد من الحكمة لتفويت الفرصة على نتانياهو للقيام بأي حماقة تجاه لبنان”.
عشية الجلسة
في الغضون، أجرى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي سلسلة لقاءات وزارية تم خلالها عرض أوضاع الوزارات وشؤونها، والتحضيرات لجلسة مجلس الوزراء اليوم. وفي هذا الاطار، اجتمع رئيس الحكومة مع كل من وزير الخارجية عبد الله بو حبيب، وزير الاتصالات جورج القرم ووزير الاعلام زياد مكاري، كما إجتمع مع وزير العمل مصطفى بيرم في حضور مستشار رئيس الحكومة الوزير السابق نقولا نحاس والامين العام لمجلس الوزراء القاضي محمود مكية وجرى عرض لموضوع الزيادات على رواتب القطاع العام.
القطاع العام
شمس ليس بعيدا، وفي وقت أكد تجمّع العسكريين المتقاعدين قراره السابق “بالتجمع والتظاهر اليوم وإقفال مداخل مجلس الوزراء ومنعه من الانعقاد حتى إشعار آخر ولغاية إحقاق العدالة والمساواة”، إستقبل الرئيس ميقاتي وفداً من “الاتحاد العمالي العام” برئاسة رئيس الاتحاد بشاره الاسمر.