دريان في الإسراء والمعراج: انتخاب رئيس هو مفتاح الحل لكل قضايانا
سأل مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان “لماذا تخلو المناصب من شاغليها، وترتكب مئات الحيل القانونية وغير القانونية لإبقائها خالية أو شغلها الموقت؟ وكيف تقوم دولة بدون رئيس وحكومة عاملة؟ والسبب أن هذا الفريق أو ذاك، لا يقبل غير مرشحه، مع أن العنوان هو الانتخاب أو الاقتراع، وليفز من يفوز”.
وجه دريان رسالة الى اللبنانيين، لمناسبة ذكرى الإسراء والمعراج. مما جاء فيها: “في ذكرى الإسراء والمعراج، نعلن أن إنقاذ الأقصى والقدس وفلسطين، واجب شرعي، فهي أرض وقف لله، وأولوية عربية ودينية.
ذكرت المرارات الكبيرة في العيش الوطني، التي لا علة لها إلا الأنانيات السياسية والحزبية، ولا علة لها غير الطموحات والأطماع وأحلام السيطرة والاستيلاء، وعلى ماذا السيطرة ؟ ما عاد هناك شيء يمكن أو يستحق السيطرة عليه. الإخوة الفلسطينيون يناضلون منذ مائة عام وأكثر ضد المغتصبين والمحتلين، فضد من يحدث عندنا الاستقطاب، وضرب المؤسسات، وإفراغ المناصب الكبرى، وتضييق سبل العيش على الناس. لقد صرنا ننافس أكثر الدول والبلدان شقاء وفقرا، في موجات هجرة الشباب الأكفاء من لبنان. وانظروا إلى شجاعة اللبنانيين وآمالهم التي لا شفاء منها، إذ لا ينسون وطنهم ولا أهليهم مهما تباعدت بهم ديار الهجرة، سواء بالزيارة أو بالدعم من الخارج إلى الداخل.
أما في مجتمعنا السياسي والإداري، فلا حرص ولا إشارة إلى استقامة أو أمل، بل وعود وحركة بلا نتيجة تضع النقاط على الحروف. كل يوم هناك حيلة جديدة للاستمرار في احتجاز أموال الناس وودائعهم وحجبها، فما حدث عندنا ما عرفه بلد في العالم وقد حدثت ظروف استثنائية هنا أو هناك، لكنها سرعان ما انقضت، أما عندنا فلا يزال الحاكمون ورجالات المصارف يأتمرون في كيفيات إنكار حقوق الناس، وما اتفقوا على شيء إلا على الاستمرار في ضرب مقومات البلاد المالية والإدارية والإنسانية.
أيها اللبنانيون:
لماذا تخلو المناصب من شاغليها، وترتكب مئات الحيل القانونية وغير القانونية لإبقائها خالية أو شغلها الموقت؟ لا أعرف بلدا في العالم يتعذر فيه انتخاب رئيس للجمهورية، وكيف تقوم دولة بدون رئيس وحكومة عاملة؟ والسبب أن هذا الفريق أو ذاك، لا يقبل غير مرشحه، مع أن العنوان هو الانتخاب أو الاقتراع، وليفز من يفوز. كل هذه الأمور بديهيات إلا في لبنان المصاب بسياسييه ونخبه المتنطحة للتسلط بأي ثمن، فلا بد من إيجاد حل لانتخاب رئيس لوطننا، فانتخاب رئيس لجمهوريتنا هو مفتاح الحل لكل قضايانا، وعجبا لساستنا عندما يتفقون حول قضية معينة، يجدون الحلول، وحينما يختلفون، لا حلول، وفي مقدمتها انتخاب رئيس للجمهورية، وتشكيل حكومة فاعلة رئيسا وأعضاء، وينتظرون المساعدة من الخارج، ومشكورة اللجنة الخماسية الباحثة لنا عن رئيس أو مواصفات للرئيس، في غياب الإرادة السياسية والوطنية لانتخاب رئيس جامع وحكومة فاعلة.