الاحتلال يلجأ إلى التجويع لإخضاع غزة بعد النار والدمارفيتو أميركي في مجلس الأمن وموفد بايدن في القاهرة.. ونتنياهو يُكابر حول مصير الرهائن
أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس إن إسرائيل لن تخضع لأي ضغوط تدفعها لوقف حربها على غزة، ولن تكون مستعدة لدفع أي ثمن مقابل إبرام صفقة لإعادة المحتجزين الإسرائيليين لدى حماس.
وأضاف خلال زيارته قاعدة زيكيم:: “نحن ملتزمون بمواصلة الحرب حتى نحقق جميع أهدافها، وهو ما يعني القضاء على حماس وإطلاق سراح جميع الأسرى، وضمان أن غزة لن تشكل تهديداً لإسرائيل بعد الآن”، مضيفاً: “لا يوجد أي ضغط يمكنه أن يغير ذلك”.وفق ما أوردت “القناة 12” الإسرائيلية.
سياسيا فشل مجلس الأمن الدولي في تبني مشروع القرار الجزائري الداعي إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة بعد استخدام واشنطن حق النقص (فيتو).
وقال ممثل الجزائر الدائم لدى مجلس الأمن عمار بن جامع إن رفض مشروع القرار يشكل موافقة على التجويع كوسيلة حرب ضد الفلسطينيين.
وهذه المرة الثالثة التي تستخدم فيه الولايات المتحدة حق (الفيتو) في مجلس الأمن ضد مشاريع قرارات بشأن الحرب الإسرائيلية على غزة، مما عرقل المطالبة بوقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية.
وكان متحدث باسم البيت الأبيض قال في وقت سابق إن الولايات المتحدة لم تتمكن من دعم مشروع القرار الجزائري لأنه “كان سيعرض محادثات حساسة للخطر”، في إشارة إلى المباحثات التي تشارك فيها قطر ومصر، من أجل التهدئة وإطلاق سراح المحتجزين.
وأضاف أن “أميركا تأمل أن تخرج المفاوضات بشأن الأسرى في غزة بنتائج قريباً”، معتبراً أنه “ما زلنا لا نعتقد أن هذا هو الوقت الملائم لوقف دائم لإطلاق النار”.
بالمقابل وصف السفير الفلسطيني في الأمم المتحدة رياض منصور، استخدام واشنطن لحق النقض (الفيتو) بأنه “غير مسؤول وخطير”.
وفيما أعربت مصر عن أسفها البالغ ورفضها “لعجز” مجلس الأمن، حذرت وزارة الخارجية السعودية، في بيان، من “تفاقم الوضع الإنساني في قطاع غزة ومحيطها، وتصاعد العمليات العسكرية التي تهدد الأمن والسلم الدوليين، مؤكدة أن هناك “حاجة أكثر من أي وقت مضى إلى إصلاح مجلس الأمن للاضطلاع بمسؤولياته في حفظ الأمن والسلم الدوليين، بمصداقية ودون ازدواجية في المعايير”.
كما أعربت الأردن عن أسفها وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الأردنية السفير سفيان القضاة، إن عجز مجلس الأمن وللمرة الثالثة عن إصدار قرار يوقف الحرب المستعرة على غزة، يعكس العجز الدولي عن وقف الكارثة الإنسانية الناشئة عن الحرب العدوانية العبثية التي يصر كيان الاحتلال الإسرائيلي على الاستمرار بها.
وأكد ضرورة اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته. من جهته قال مندوب الصين في الأمم المتحدة تشانج يون، إن استخدام الولايات المتحدة حق الفيتو “يبعث برسالة خاطئة”، ويدفع غزة إلى مزيد من الأزمة في وقت يكافح فيه الفلسطينيون، ووصلوا على شفا الموت.
ميدانيا في اليوم الـ137 للحرب الإسرائيلية على غزة ارتكب الاحتلال 9 مجازر جديدة راح ضحيتها 103 شهداء لترتفع حصيلة الشهداء منذ بدء الحرب إلى 29 ألفا و195 شهيدا، في وقت استمرت المقاومة في خوض معارك ضارية ونصب كمائن للاحتلال، خاصة في خان يونس جنوبا وحي الزيتون بمدينة غزة.
وأفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي بأن جيش الاحتلال بدأ الليلة الماضية عملية عسكرية في حي الزيتون شمالي قطاع غزة.
وقالت الإذاعة إن العملية في حي الزيتون ستركز على البنى التحتية لحركة حماس التي لم يتم تدميرها حتى الآن، وأشارت إلى أن العملية يشارك فيها لواءان ومن المتوقع أن تستمر عدة أسابيع.
من جانبه، أقر جيش الاحتلال بالمزيد من خسائره، حيث أعلن مساء أمس إصابة 46 ضابطا وجنديا في معارك بقطاع غزة خلال الساعات الـ24 الأخيرة.
إنسانيا أعلن برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة أنه أوقف مؤقتا تسليم المساعدات الغذائية إلى شمال غزة حتى تسمح الظروف في القطاع بـ”توزيع آمن” وفق تعبيره، رغم التحذيرات المتصاعدة من شبح المجاعة الذي بات يخيم على أكثر من 2.2 مليون شخص في القطاع.
بدوره حذر مدير مكتب الإعلام الحكومي في غزة إسماعيل الثوابتة من أن سكان القطاع دخلوا مرحلة المجاعة.
وأضاف الثوابتة أنه منذ 10 أيام وحتى الآن لم تدخل إلى كل قطاع غزة سوى 9 شاحنات مساعدات، وأشار إلى أن 700 ألف شخص على الأقل يعانون مجاعة قد تؤدي إلى وفاتهم.
وأشار إلى أن جيش الاحتلال تعمد تجويع شمال قطاع غزة ومنع إدخال أي مساعدات، مناشدا “الأشقاء” في مصر فتح معبر رفح فورا لإدخال المساعدات.
وطالب الثوابتة باستمرار تدفق المساعدات إلى محافظة الشمال ومدينة غزة، كما طالب برنامج الغذاء العالمي بالتراجع عن قراره الذي اتخذه أمس بتعليق تسليم مساعداته إلى شمال القطاع.
من جهة أخرى قال موقع “والا” الإسرائيلي إن بريت ماكغورك كبير مستشاري الرئيس الأميركي جو بايدن لشؤون الشرق الأوسط سيزور مصر وإسرائيل اليوم وتستمر الزيارة لمدة يومين.
وأفاد الموقع نقلا عن مسؤولين إسرائيليين وأميركيين بأن زيارة ماكغورك تأتي لبحث عملية عسكرية إسرائيلية محتملة في رفح وصفقة تبادل أسرى ووقف إطلاق النار في غزة.
في الموازاة وصل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية على رأس وفد للقاهرة لإجراء مباحثات مع المسؤولين المصريين، بشأن الأوضاع السياسية والميدانية في قطاع غزة، وفق ما أفاد به بيان للحركة.
في الأثناء أكد عضو المكتب السياسي للحركة حسام بدران في حديث لـ”العربية” أن كل ما يصدر من قيادات حماس في الخارج يتم بالتنسيق مع رئيس المكتب السياسي للحركة في غزة يحيى السنوار.
وأضاف أن زيارة وفد الحركة إلى القاهرة هدفه التشاور، مشيرا إلى أن تصريحات الرئيس محمود عباس حول ضرورة توصل حماس وإسرائيل لاتفاق غير موفقة.
وتابع أن حماس بادرت للتواصل مع حركة فتح ولا وجود لأي تواصل مع السلطة، موضحا أنه يجري التشاور مع الفصائل الفلسطينية التي تشاركنا الرؤية.
وفي سياق متصل أعلن مبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى الشرق الأوسط وإفريقيا ونائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، خلال اتصال هاتفي أمس مع عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية عضو اللجنة المركزية لحركة “فتح”، عزام الأحمد، ونائب رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” موسى أبو مرزوق، دعم موسكو للوحدة بين الفلسطينيين من خلال منظمة التحرير الفلسطينية، وذلك خلال محادثات جرت بمبادرة من الجانب الفلسطيني.
وخلال المحادثات، تم التركيز بشكل رئيسي على مشاكل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وعلى الكارثة الإنسانية المتزايدة في قطاع غزة.
كما تم إجراء تبادل مفصل لوجهات النظر حول القضايا المتعلقة، بإعداد وإدارة الاجتماع المقرر عقده في نهاية شباط- بداية آذار من هذا العام في موسكو، بمنصة معهد الدراسات الشرقية التابع لأكاديمية العلوم الروسية للاجتماع الفلسطيني الداخلي.
كما جاء في بيان وزارة الخارجية الروسية: “أكد الجانب الروسي موقفه الثابت بشأن دعم الوحدة الفلسطينية، من خلال منصة منظمة التحرير الفلسطينية”.
على صعيد جبهة البحر الاحمر قالت القيادة المركزية الأميركية أمس إن أضراراً طفيفة لحقت بسفينة أميركية تحمل شحنة حبوب بخليج عدن جراء استهدافها بصاروخين باليستيين أطلقا من مناطق سيطرة الحوثيين باليمن.
وأضافت في بيان، أنه لم تقع إصابات بشرية جراء الهجوم، مشيرة إلى أن السفينة “إم/في. سي شامبيون” التي ترفع عمل اليونان، واصلت رحلتها لإيصال شحنة الحبوب إلى عدن.
كما أعلنت القيادة الأميركية تعرض سفينة بضائع أميركية ترفع علم جزر مارشال لأضرار طفيفة بعد تعرضها لهجوم بطائرة مسيرة، دون وقوع إصابات، وقالت إن السفينة واصلت رحلتها إلى إيطاليا.
وقالت القيادة الأميركية إنها دمرت منصة إطلاق صواريخ وطائرة مسيرة بمناطق سيطرة الحوثيين، كما تمكنت من إسقاط صاروخ باليستي آخر مضاد للسفن بعد إطلاقه، دون أن يؤثر ذلك على أي سفن تجارية أو تابعة للتحالف البحري الدولي بالمنطقة.
وأضافت أنها أسقطت 10 طائرات مسيرة في البحر الأحمر وخليج عدن في الساعات الماضية.
وكان المتحدث العسكري باسم جماعة الحوثي يحيى سريع، أعلن في وقت سابق، أمس مهاجمة عدة سفن أميركية في البحر الأحمر وبحر العرب باستخدام طائرات مسيرة.
كما أعلن سريع في بيان استهداف مواقع “حساسة” في إيلات في جنوب إسرائيل بعدد من الطائرات المسيرة، وقصف سفينة إسرائيلية بخليج عدن بصواريخ بحرية.
وأمس قال مسؤولان أميركيان إن الحوثيين أسقطوا طائرة مسيرة عسكرية أميركية من طراز إم.كيو-9 بالقرب من اليمن.
وهذه هي الواقعة الثانية التي يتم فيها إسقاط مثل هذا النوع من الطائرات خلال الاشتباكات.
وقال أحد المسؤولين، الذي طلب عدم نشر اسمه، إن المعلومات الأولية أظهرت إصابة الطائرة المسيرة الأميركية التي تصنعها شركة جنرال أتوميكس بالقرب من ميناء الحديدة الاثنين. وأضاف أن هذه المعلومات ربما تتغير دون أن يذكر ما إن كانت الطائرة تحلق في المجال الجوي الدولي.
وقال المسؤول الثاني إن الطائرة المسيرة أُسقطت بصاروخ أرض جو أطلقه الحوثيون من موقع بالقرب من الحديدة.
إلى ذلك قالت وزارة الدفاع الفرنسية، أمس إن سفناً حربية فرنسية في البحر الأحمر اعترضت طائرتين مسيرتين ودمرتهما بعد انطلاقهما من اليمن لشن هجمات.
وأضافت: “ليلة أمس رصدت فرقاطات فرنسية متعددة المهام في مناطق الدوريات التي تقوم بها في خليج عدن وجنوب البحر الأحمر هجمات متعددة بطائرات مسيرة من اليمن. وتم الاشتباك مع طائرتين مسيرتين وتدميرهما”.