بشائر الخير ويوم دار الإيتام الإسلامية
صلاح سلام
بشائر الخير في شهر رمضان المبارك بدأت تطل علينا من خلال النشاطات الديناميكية، والخدمات الإجتماعية، التي تقوم بها مؤسسات عريقة، وجمعيات ناجحة، ومجموعات من السيدات والرجال والشباب، نذروا أنفسهم، طوعاً أو عملاً، لخدمة المحتاجين في مجتمعهم.
بالأمس تعرفنا على إنجازات كبيرة لجمعية «الإرشاد والإصلاح»، في مهرجان الأونيسكو، لمناسبة مرور ٤٠ عاماً على إنطلاقتها، وهي تمثل الجيل الجديد من المؤسسات الخيرية، التي تقوم بمهمات رعوية وتربوية وصحية، وتقدم المساعدات الإجتماعية والمعيشية للعائلات المحتاجة.
وزيارة وزير الداخلية القاضي بسام مولوي إلى دار العجزة الإسلامية عشية حلول شهر رمضان المبارك، كانت فرصة للإطلاع على الخطوات التطويرية التي حققتها الإدارة الشابة، في هذه المؤسسة العريقة لتوفير العناية اللائقة لكبارنا بما يحفظ الكرامة والإحترام.
وقبل أسابيع شاركنا في حفل تخرج كوكبة من قيادات الغد في «مؤسسة مخزومي للتعليم المهني»، حيث كانت الفرحة تغمر وجوه المتخرجات والمتخرجين بعد حصولهم على ما يمكنهم من الإنخراط في العمل المنتج، وتحقيق طموحاتهم بسواعدهم.
واليوم نعيش نهاراً كاملاً مع مؤسسات الرعاية الإجتماعية دار الإيتام الإسلامية، عبر اليوم التلفزيوني الطويل، «التليترون»، على شاشة «MTV»، نتعرف من خلاله على أعمال وخدمات ٣٣ منشأة منتشرة في مختلف المناطق اللبنانية، من بيروت إلى الشمال في عكار والضنية، ومن الجبل والجنوب وصولاً إلى شبعا، فالبقاع الغربي والشمالي، وفي قلب المدينة التاريخية بعلبك بالذات.
دار الإيتام الإسلامية لا تحتاج إلى تعريف، لأن تاريخها الطويل في الرعاية الإجتماعية والتعليمية لأجيال من اليتامى والأرامل وأصحاب الإحتياجات الخاصة، طوال عقود من الزمن، يشهد بريادتها للعمل الإنساني، دون تمييز طائفي أو مناطقي. ويكرس المبادئ والمفاهيم الإيمانية الإسلامية والوطنية التي عملت بها هذه المؤسسة العملاقة، منذ إنطلاقتها المتواضعة من مبنى صغير بجوار مستشفى المقاصد في الطريق الجديدة، إلى عهد إزدهارها الواسع بإدارة الرائد العربي الأول في العمل الإجتماعي المدير العام الأسبق محمد بركات، أطال الله بعمره، والذي حافظ خليفته في الإدارة الوزير السابق خالد قباني على تألق المؤسسة وتطورها، قبل أن يستلم الأمانة المدير الشاب بشار حسين القوتلي، ليتابع المسيرة بروح شبابية طموحة.
أهمية هذا اليوم التلفزيوني أنه يجدد التواصل، ليس مع لبنان المقيم وحسب، بل مع عالم الإغتراب اللبناني المنتشر في إنحاء المعمورة، والقادر على تقديم الدعم لمؤسسات الوطن لتخظي صعوبات سنوات الإنهيارات، إضافة إلى إعادة النبض لشرايين الحياة التي ربطت دار الإيتام الإسلامية مع أهل الخير من الأشقاء العرب، أفراداً ومؤسسات، طوال مراحل التفاعل السابقة.
إنه يوم دار الإيتام الإسلامية ومؤسسات الرعاية الإجتماعية، المؤسسة الإنسانية والوطنية بإمتياز، ونجاحه أمانة إنسانية لكل محب لأعمال الخير، والنهوض بالمجتمع.