مكاري في ندوة عن الاعلام في زمن الحرب في معهد العلوم الاجتماعية في طرابلس : للإستفادة من ارشيف تلفزيون لبنان وسبل تطويره ورقمنته
محمد سيف
نظّم معهد العلوم الاجتماعية – الفرع الثالث في الجامعة اللبنانية ندوة حوارية بعنوان “الإعلام في زمن الحروب”، قدّمها وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال المهندس زياد المكاري، وذلك بحضور رئيس الجامعة اللبنانية الدكتور بسام بدران ورئيس الهيئة التنفيذية في رابطة الأساتذة المتفرغين في الجامعة اللبنانية الدكتور أنطوان شربل والنائب طوني فرنجيه ممثلًا بالدكتور أدولف عبدالله وكل من الدكتور علي رمال والدكتور نديم منصوري والدكتور علي كنج والسيدة سحر علم الدين ورئيس جمعية شباب العزم ماهر ضناوي، إضافة إلى مدراء عدد من كليات الجامعة وموظفين وطلاب.
البداية كانت مع النشيد الوطني اللبناني ونشيد الجامعة، ثم دقيقة صمت عن أرواح شهداء فلسطين ولبنان، ثم افتتحت مديرة معهد العلوم الاجتماعية – الفرع الثالث الدكتورة وديعة الأميوني اللقاء، مشيرة إلى “دور الإعلام الأساسي في تشكيل وجدان المجتمع ورسالته الأخلاقية في نقل الحقيقة وفتح باب التعبير الحر والنقاش والحوار” .
ولفتت الدكتورة الأميوني إلى ان “الجامعة اللبنانية محور أساسي في المفاصل الوطنية، ودورها لا يقتصر على نقل المعرفة وتقديم المحتوى العلمي فحسب، بل بناء مواطنين صالحين وتشجيع التفكير الموضوعي والنقدي وتعزيز البحث العلمي وتحفيز الابتكار لأجل صناعة مستقبلٍ متطوّر في لبنان” .
بعد ذلك، تحدثت عميدة معهد العلوم الاجتماعية الدكتورة مارلين حيدر، فشددت على” اهمية دور الإعلام وخصوصا في زمن الحروب ومدى تأثيره في تشكيل الوعي لدى الرأي العام وتحريكه باتجاه قضايا معيّنة وبالتالي فعاليته في صنع القرار وتشكيل الثقافة العامة المجتمعية”.
وألقى الرئيس بدران كلمة أشار فيها إلى “الإعلام كأداة رئيسية من أدوات الحروب والصراعات”، لافتا الى” اهميته المتزايدة بعد انتشار الاعلام الرقمي ووسائل التواصل الاجتماعي حتى أصبح الأداة الأكثر أهمية ضمن ما يسمى بحروب الجيل الخامس”.
وفي اشارة الى ما يجري حاليا، اعتبر الرئيس بدران ان “الحرب على غزة هي النموذج الحي الذي يحاكي دور الإعلام في تضليل الرأي العام والتعتيم على الحقائق واجتزائها وصولا إلى تحويل الضحية إلى قاتل”.
أضاف: “إننا نتطلع في زمن الحروب، أن يأخذ الإعلام دوره في تحفيز بناء السلام القائم على الحقوق المشروعة للشعوب، بدل أن يتموضع في أجندات تضعه في قفص الإتهام على خلفية دوره في التحريض على القتل والعدوان”.
وختم الرئيس بدران: “على الإعلام إعادة النظر بوظائفه أثناء الحروب من خلال رمزية ما يُمثّل وإعطاء المعنى يقتضي الأخذ بعين الاعتبار انعكاسات كل فعل اعلامي ومدى مساهمته في إحداث أثر إيجابي في المجتمع والعكس، هذا ما يجعل الاعلامي فاعلاً اجتماعياً قائماً بحد ذاته وليس مجرد شاهد على الأحداث”.
وفي الندوة التي قدمها، ركز الوزير المكاري على” تجربة الإعلام اللبناني في تغطية حرب غزة”، وتناول “استهداف اسرائيل للصحافيين في جنوب لبنان والشق القانوني المتعلق باستهدافهم خلال الحروب، أضافة الى اهمية تدريبهم تدريبا محترفا قبل ارسالهم لتغطية الحروب والأحداث الأمنية”.
وتطرق الوزير المكاري الى “قضية تلفزيون لبنان وسبل تطويره والاستفادة من أرشيفه الكبير ورقمنته بالتعاون مع السفارة الفرنسية في لبنان”.
كما تناول” مسألة الإعلام الرقمي واقتراح مشروع قانون تحقيق الشفافية وتطوير الاعلام في لبنان”.
كما اضاف الوزير مكاري: “نحن نعيش في زمن تحديات كبيرة، ودور الإعلام يتسارع بأهميته في توجيه الرؤى ونقل الحقائق. في ظل التحولات الإقليمية والتوترات، يجب علينا كوزارة الإعلام تعزيز دورنا في نقل الوقائع بشكل دقيق وموضوعي، خاصة عند التعامل مع الحروب مثل الذي يحصل في فلسطين. وندعم ونوجه وسائل الإعلام على تحمل مسؤولياتها الأخلاقية وتقديم تحليلات عميقة للفهم العام، مع تعزيز قيم السلام والعدالة في تغطيتها.”