شهداء وعشرات المعتقلين ومقتل جندي باقتحام مجمع الشفاء و «الصحة العالمية»: المستشفيات ليست ساحة للمعارك
“جيروزاليم بوست”: لا مؤشرات على القضاء على قادة حماس
في اليوم الـ164 للحرب على غزة، وثامن أيام شهر رمضان المبارك، اقتحم جيش الاحتلال الإسرائيلي مجمع الشفاء الطبي في شمال غزة، ما أسفر عن شهداء وجرحى واعتقال العشرات، وقال الجيش الإسرائيلي إنه ينفذ عملية محدودة بعد ورود معلومات بأن مسؤولين من حماس يعملون داخل المجمع.
واعتقل جيش الاحتلال مراسل الجزيرة إسماعيل الغول من داخل مجمع الشفاء الطبي، واعتدت قوات الاحتلال بالضرب المبرح على المراسل قبل اعتقاله.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة أن قوات الاحتلال ارتكبت 8 مجازر في القطاع خلال الساعات الـ24 الماضية راح ضحيتها 81 شهيدا و116مصابا. وبذلك يرتفع عدد ضحايا الحرب الإسرائيلية على القطاع المحاصر إلى 31 ألفا و726 شهيدا، و73 ألفا و792 مصابا منذ بداية العدوان في السابع من تشرين الأول الماضي.
وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن قوات الاحتلال نفذت عملية مخططا لها منذ أيام في مجمع الشفاء، وسيطرت الاثنين على المجمع، واعتقلت 80 شخصا وصفتهم بـ”المخربين”، وأشارت إلى إصدار “أوامر للمسلحين بالخروج من مختلف الأماكن بالمجمع والاستسلام”، وفق زعمها.
وتحدث الناطق باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري في وقت سابق عن عمل من وصفهم “بقادة كبار في حماس” من داخل المجمع لمهاجمة إسرائيل، وفق تعبيره.
وأظهرت مشاهد وجود الآليات والجرافات الإسرائيلية داخل مجمع الشفاء
وقالت مصادر امنية إن العميد فايق المبحوح، الذي قتله الاحتلال في عملية مستشفى الشفاء، يشغل منصب مسؤول عمليات الشرطة في قطاع غزة.
وذكرت المصادر أن العميد المبحوح تولى التنسيق مع العشائر والأونروا لإدخال وتأمين المساعدات شمال قطاع غزة.
من جهتها قالت كتائب عز الدين القسام إن مقاتليها خاضوا منذ فجر الاثنين “اشتباكات ضارية مع قوات العدو الإسرائيلي قرب مستشفى الشفاء”، وقالت الكتائب إن مقاتليها أوقعوا قتلى وجرحى في صفوف جيش الاحتلال.
واقر الجيش الاسرائيلي بإصابة 3 عسكريين في معارك قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية.
وأدان المكتب الإعلامي الحكومي بغزة بأشد العبارات اقتحام الاحتلال مجمع الشفاء، ووصفه بأنه جريمة حرب صارخة، وقال المكتب إن الاعتداء يؤكد نية الاحتلال القضاء على القطاع الصحي.
من جهتها، حملت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة إسرائيل مسؤولية حياة الطواقم الطبية والمرضى والنازحين داخل مجمع الشفاء الطبي، وأضافت أن ما تقوم به قوات الاحتلال في مجمع الشفاء الطبي انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني واتفاقية جنيف الرابعة.
بدورها، أدانت الفصائل الفلسطينية في غزة بأشد العبارات استمرار استهداف المستشفيات، ووصفته بأنه “استكمال لحرب الإبادة التي يشنها الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني وانتهاك صارخ لكافة المواثيق والقوانين الدولية”.
وأعربت منظمة الصحة العالمية عن قلقها بعد هجوم قوات الاحتلال الإسرائيلي على مجمع الشفاء الطبي في قطاع غزة، محذرة من أن المعارك “تعرض العاملين في مجال الصحة والمرضى والمدنيين إلى الخطر”.
وهذه المرة الثانية التي تقتحم فيها القوات الإسرائيلية مجمع الشفاء الطبي منذ بداية العدوان على غزة في السابع من تشرين الأول الماضي، حيث اقتحمته للمرة الأولى في 16 تشرين الثاني الماضي بعد أن حاصرته لمدة أسبوع على الأقل.
وحينها انسحبت القوات الإسرائيلية من المستشفى، بعد تدمير ساحاته وأجزاء من مبانيه وأجهزة ومعدات طبية إضافة لمولد الكهرباء بالمستشفى.
في موازاة ذلك ذكرت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية نقلا عن مصادر لم تسمهم أنه لا مؤشرات على مقتل أو جرح أي من قادة حركة حماس الكبار ولا على تحرير مزيد من “الرهائن”.