فرق منظمة أطباء العالم في غزة تعاني صدمة نفسية
أكدت رئيسة قسم الشرق الأوسط في منظمة أطباء العالم لويز بيشيه، عقب عودتها من مهمة في قطاع غزة، أن المتعاونين مع المنظمة غير الحكومية هناك -وعددهم نحو 20- «مصابون بصدمة نفسية» بعد أكثر من 5 أشهر من الحرب.
ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تشن إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة خلفت أكثر من 31 ألف شهيد، فضلا عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية ومجاعة باتت تعصف بعدد من المناطق.
وقالت بيشيه، يقولون إن من الصعب أن تكون مساعدا بينما أنت قلق؛ إنهم مصابون بصدمة نفسية، وبحاجة إلى النظر إلى الأشهر القليلة الماضية، وإلى ما مروا به، إذ يحملون جميعا أحداثا مؤلمة في رؤوسهم، وليس لديهم حتى وقت لاستيعاب أن أخرى مقبلة. حالة التوتر دائمة بالنسبة إليهم وإلى أطفالهم، ثم العمل في مجال الصحة، من أجل السكان المدنيين، يهمهم، وهم قادرون على القيام بعمل استثنائي.
وتابعت بالنسبة للفريق، كان هناك حدث مؤلم جدا، إذ قتل أحد زملائنا في قصف على المبنى الذي يقطن فيه في الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي. والزملاء أخذوا عهدا على أنفسهم بشكل جماعي أنهم بمجرد ما يتاح لهم الوصول إلى الشمال (قطاع غزة)، سيزيلون أنقاض بناية زميلهم، (لاستخراج جثته) ودفنه بكرامة، ومن دون ذلك، فإنهم لا يتمكنون من عيش فترة الحداد.
وفقد أحد زملائنا شقيقه بقصف في الشمال. وكان عليه أن يدفنه بيديه ويدفن جثثا أخرى، في وقت بدأت فيه الكلاب تلتهم الجثث. هذا الزميل نفسه طرد من مكاتبنا (في مدينة غزة) من قبل الجيش، بدون ملابس (بملابس داخلية)، حين دخل الجيش الإسرائيلي وطرد الجميع، النساء والأطفال من جهة، والرجال من جهة أخرى، ثم وضعوا متفجرات في طوابق المبنى وفجروه.
وعن الصعوبات قالت لويز بيشيه، يفتقرون إلى أشياء مادية، النقاط الطبية (المستوصفات) تعمل بشكل جيد، لأن لدينا فريقا ذا مستوى جيد جدا، ولكنه يعمل على الرمال أو على الطين، مع 4 أوتاد خشبية وغطاء بلاستيكي وكرتون لإقامة جدران. هذه هي الظروف التي يعملون فيها كل يوم. ببساطة، لا جهاز كمبيوتر، لذا فإن جمع البيانات أمر معقد، ولا توجد أدوية كافية ولا معدات لازمة لإجراء فحوص. لقد تمكنا للتو من تجهيز المستوصفات بأسرّة للفحوص، ولكنها ليست كذلك، بل هي أسرّة مخيمات سيتمكن الناس من الاستلقاء عليها ليتم فحصهم. إذن، على مستوى المعدات وظروف العمل، الأمر أكثر من معقد، مع استمرار القصف.