الخطيب في احتفال بذكرى رحيل السيد علي الحكيم: لاستلهام العبر والجلوس معا لانتخاب رئيس قاووق: عين المقاومة على ميادين المواجهات لا ساحات المفاوضات

الخطيب في احتفال بذكرى رحيل السيد علي الحكيم: لاستلهام العبر والجلوس معا لانتخاب رئيس قاووق: عين المقاومة على ميادين المواجهات لا ساحات المفاوضات

أحيا أهالي وبلدية بنت جبيل والحوزات العلمية ذكرى رحيل عميد المنبر الحسيني السيد علي الحكيم في مجمع “المجتبى” في الضاحية الجنوبية، بحضور نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب ونائب الأمين العام لـ”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم وشخصيات رسمية وعلمائية.

الخطيب

بعد آي من الذكر الحكيم، قال نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى: “إن مسيرة أتباع أهل البيت بقيادة المرجعية الرشيدة الحارس الأمين لوحدة الامة على اختلاف مذاهبها والمدافعة عن مصالحها، كانت دائمة مبادرة بتوجيه من المرجعية الرشيدة إلى الدفع نحو لَمّ الشعث ووأد الفتنة التي تُثار في وجه أتباع أهل البيت باستخدام المذهبية السياسية، وهم لم يعتبروا أنفسهم يوما ما أقلية ومنفصلين عن أمّتهم أو أن لهم قضايا منفصلة عن قضاياها أو مشاريع سياسية خاصة، وهو ما دفعهم دائماً أن يكونوا رأس حربة في الدفاع عن الأمة في المراحل المفصلية رغم محاولات الاتهام والتشويه والتعتيم، وهو ما دعانا اليوم كما الماضي الى الدفاع عن الأمة بالمبادرة الى المواجهة مع واجهة قوى الاحتلال الغربي، فالمقاومة التي نشأت في جنوب لبنان نشأت في مواجهة الاحتلال ولتحرير الأرض وكان نجاحها سبباً لما وصلت اليه القضية الفلسطينية اليوم وعودتها لتكون القضية الاولى للأمة بعد أن فقأت المقاومة عين الفتنة الغربية الداعشية المذهبية”.

اضاف: “إن الدافع لتكون المقاومة اللبنانية عسكرياً وسياسياً الى جانب أبطال طوفان الاقصى ليس سوى الدفاع عن مصالح الأمة الاستراتيجية إنطلاقا من هذه الرؤية لأتباع أهل البيت من وحدة الامة وأن المذاهب والطوائف ليست إلا مدارس فقهية وعقدية كما هي المدارس في الاقتصاد والطب وغيرها، وليست وسائل لتقسيم الامة الى أمم تتقاسمها المذاهب والطوائف”.

وتابع: “نحن اليوم إذ نؤبّن عالماً ومنبرياً حسينياً فذاً قضى عمره الشريف في خدمة الدين الحنيف والمنبر الحسيني ترسيخاً لخط ونهج أجداده الاطهار محمد وآله الطاهرين في نشر تعاليم الدين إظهاراً للحقّ وإبطالاً للباطل، يحمل هذا الخطاب وهذه الرؤية العميقة والواعية وهذا الفهم لمنهج أهل البيت في رفض أن يكون المنبر الحسيني إلا وحدوياً كما كان الحسين، وتوعوياً ضد العصبيات الطائفية التي كانت احدى أهم الأسباب لتخلّف الأمة التي أودت بها إلى هذا القعر ومَكّنت القوى المعادية من التغلّب عليها”.

وقال: “إنّ مظهر التعاون بين قوى المقاومة في المنطقة اليوم وخصوصاً بين المقاومة اللبنانية والفلسطينية بالمقدار الذي اقتضته الظروف هو إحدى أهم تجليات وحدة الامة التي تتعرض لسيل من التشويه والتشكيك من الداخل والخارج لما تشكّله وحدة الامة من خطر على المصالح الغربية، ولقد استطاعت المقاومة في لبنان أن تحقّق معجزة لم يتخيلها أولئك الذين أظهروا عداءهم لكل أشكال المقاومة في المنطقة على الدوام وليس الان فقط، هؤلاء الذين لم ينجزوا شيئاً إيجابياً سوى التمهيد للهزائم وتبريرها عليهم الآن أن يستوعبوا الدرس ويستلهموا العبر وينجزوا ما فيه مصلحة بلدهم كما تفعل المقاومة التي راعت في المواجهة مع العدو مصلحة لبنان وأثبتت أن هذا السلاح هو للدفاع عن لبنان مع الشعب والجيش اللبناني، ولذلك ليس المطلوب منهم إلا أن يجلسوا معاً للإتفاق على انتخاب رئيس للجمهورية للحفاظ على لبنان وهو أمرٌ لا مفرّ منه، فليبادروا من أنفسهم قبل أن تُسلم القوى الخارجية التي ينتظرون اشارتها بهذا الواقع”.

اضاف: “بدأت المقاومة والشعب الفلسطيني بفرض إرادتهم وكسر إرادة العدو، وأريد أن أؤكد أنّ المقاومة ليست موجهة ضد الانظمة ونحن نتبنى مقولة الشيخ محمد مهدي شمس الدين وهي شعار: ضرورات الانظمة وخيارات الامة. فلكل دولة أن تتبنى الموقف الذي تريد فَلْتُترك للشعوب العربية والإسلامية خيارها في دعم القضية الفلسطينية”.

وتابع: “هذا المجاهد العالم وخادم المنبر الحسيني الحرّ الذي كان أحد اعمدة نشر هذه الثقافة الحسينية، الذي صمد في بنت جبيل وعايش الاعتداءات التي شنّها العدو على جنوب لبنان حتى فارق الحياة وهو يرى نتاج صموده وجهاده وصبره والعدو يذلّ بيد المقاومة”.

وختم: “رحمك الله وجميع الشهداء، والتحية الى المقاومة والى بيئتها والى أهالي الشهداء الكرام والى شعبنا في القرى التي تتعرّض للعدوان على تضحياتهم وصبرهم الذي سيثمر نصراً قريبا بإذن الله”.

قاووق

بدوره، تحدث عضو المجلس المركزي في “حزب الله” الشيخ نبيل قاووق عن مزايا الفقيد ودوره في “بث الوعي والثقافة وخدمته للقضية الحسينية”.

ولفت الى أن “إسرائيل في محنة كبرى، فهي مهزومة ومأزومة، وان كثرة التهديدات لا تعبر عن قوة بل عن ضعف”، مشيرا الى أن “العدو الإسرائيلي يهدد لبنان وهو مرتعد لأنه يخشى قوة ومفاجآت المقاومة”.

وقال: “كل اعتداء سيقابل بالرد، ولا يمكن أن يمر أي اعتداء على أهلنا وبلدنا دون حساب وعقاب. ان التصعيد يتبعه تصعيد والتوسعة تتبعها توسعة”.

وعن المفاوضات، قال: “ان عين المقاومة على ميادين المواجهات لا ساحات المفاوضات”.

اضاف: “ان جبهات المساندة في اليمن والعراق قد سلبت أمن العدو من كريات شمونة إلى البحر الأحمر وما بعد بعد البحر الأحمر.”

وتابع: “المقاومة في لبنان نجحت في أعقاب عملية طوفان الأقصى في تعزيز قدراتها العسكرية كماً ونوعاً، وهي اليوم أقوى مما كانت عليه”.

كلمة العائلة

وألقى نجل الراحل حسن الحكيم كلمة العائلة، كما القى ابن اخ الراحل الدكتور عباس الحكيم قصيدة من وحي المناسبة.

واختتم الاحتفال بمجلس عزاء للسيد عادل الحكيم.

Spread the love

adel karroum

اترك تعليقاً