«فايننشال تايمز»: الهجوم على مجمع «الشفاء» يكشف عن غياب الإستراتيجية الإسرائيلية وقدرة «حماس» على المواصلة

«فايننشال تايمز»: الهجوم على مجمع «الشفاء» يكشف عن غياب الإستراتيجية الإسرائيلية وقدرة «حماس» على المواصلة

نشرت صحيفة “فايننشال تايمز” تقريراً أعده نيري زيبلر قال فيه إن عودة القوات الإسرائيلية إلى مجمع “الشفاء” الطبي يظهر الكثير عن إستراتيجية الحرب التي يرى النقاد أنها لم تؤد إلى القضاء على “حماس”، حتى في المناطق التي احتلتها في شمال غزة، فيما يقول المدافعون عن الإستراتيحية الإسرائيلية في غزة إنها جزء من مرحلة بدأت في كانون الثاني، وهي عملية بطيئة الوتيرة تستغرق أشهراً قبل أن تفقد “حماس” قوتها.

ويرى الكاتب أن الجيش الإسرائيلي، في عمليّته الأولى ضد مجمع “الشفاء”، احتاج لعدة أسابيع وثلاث فرق عسكرية مدعومة بغارات جوية وقصف مدفعي مكثف حتى وصل إلى المستشفى.

والأسبوع الماضي، قام الجيش، وبقوة أصغر يبلغ عددها 1,000 جندي وأقل من كتيبة، بمحاصرة أكبر مجمع طبي في عدة ساعات. لكن الهجوم الثاني على “الشفاء” امتد إلى يومه التاسع، ويتشكّل ليصبح أكبر معركة ضد “حماس” في الحملة العسكرية التي مضى عليها ستة أشهر تقريباً، وهي واحدة من الهجمات التي تكشف عن الوضع العسكري في غزة.

وبالنسبة لأنصار العملية العسكرية، تُظهِر المداهمة تصميم القوات الإسرائيلية والتفكير التكتيكي، أي مداهمة العدو فجأة وتوجيه ضربة قاصمة له. وهي تكشف عن الطريقة التي تغيرت فيها دينامية الحرب. ففي تشرين الثاني، حرّكت إسرائيل إلى القطاع قوة مكوّنة من 100,000 جندي تقريباً. أما اليوم فقد انسحب معظمها، وأصبح الشمال أرضاً خراباً، وتحوّل تركيز الجيش على الجنوب.

أما نقاد الحملة العسكرية فيرون أن عودة الجيش مرة ثانية تحكي قصة أخرى، وهي تصميم “حماس” وقدرتها على تجميع قواتها في مناطق دخلتها القوات الإسرائيلية في السابق.

ويعلق الكاتب بأن حوادث قليلة ألقت مزيداً من الضوء على إستراتيجية إسرائيل في غزة، أو أنها كشفت عمّا سيحدث هناك فيما بعد، وأن الجيش الإسرائيلي أبعد من تحقيق أهدافه، حسبما يقول ضباط سابقون في الجيش الإسرائيلي.

وبحسب تامير هيمان، المسؤول السابق للمخابرات العسكرية: “لن تكون هذه الأخيرة، ولن تكون عملية حاسمة“، و”هي جزء من تسلسل سيأخذ عدة أشهر حتى تتآكل حماس في النهاية”. ويرى هيمان، الذي ساعد في تشكيل إستراتيجية الحرب الإسرائيلية في غزة، أن عملية مجمع “الشفاء” الثانية هي صورة رئيسية عن المرحلة الثالثة في عملية ذات وتيرة منخفضة بدأت في كانون الثاني.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هجاري، هذا الأسبوع، إن إسرائيل قتلت مسلّحين من “حماس” في العملية الثانية ضد المجمع الطبي، وأكثر من أي عملية عسكرية منذ بداية الحرب.

ويقول الجيش الإسرائيلي إنه قتل حوالي 180 مقاتلاً من “حماس” و”الجهاد الإسلامي”، إلى جانب اعتقال حوالي 500، من بينهم قادة ميدانيون. وتمت مصادرة أسلحة وملايين الدنانير الأردنية، حسب زعم الجيش، الذي قُتل ثلاثة من جنوده في العملية.

وأجبرت العملية آلافاً من الفلسطينيين الذين لجأوا إلى المشفى للخروج عبْر نقاط تفتيش إلى الجنوب. وتم نقل المرضى والأطباء إلى جناح خصصه الجيش، فيما قامت القوات الخاصة بتفتيش المجمع غرفة غرفة. وتأتي العملية في وقت فَقَدَ فيه حلفاء إسرائيل، بمن فيهم الولايات المتحدة، الصبر بالعملية في غزة. والأمر لا يتعلق بالخسارة الفادحة للأرواح والكارثة الإنسانية المتفاقمة، ولكن بغياب خطة ما بعد الحرب.

وفي هذا الصدد، يرى نقاد العملية العسكرية أن مداهمة “الشفاء” مؤشرُ نجاح تكتيكي وعملياتي للجيش الإسرائيلي، وتظهر قدرة “حماس” على النجاة حتى في المناطق التي سيطر عليها الجيش الإسرائيلي سابقاً. ويرى مايكل ميليشتين، المسؤول الأمني السابق، والخبير في الشؤون الفلسطينية: “حقيقة عودة إسرائيل إلى هذا المكان تكشف عن غياب الإستراتيجية”.

وتساءل ميليشتاين: “لو سيطرت على هذا الحي، في وسط مدينة غزة، ودمرت البنية التحتية لحماس، فكيف عادت حماس مباشرة بعد مغادرتك، وملأت الفراغ”.

Spread the love

adel karroum

اترك تعليقاً