إسرائيل تواصل غاراتها الجوية على مناطق عدة
جيش الاحتلال ينسحب من مستشفى “الشفاء” بعد تدميره بالكامل والعثور على جثث 300 شهيد
في اليوم الـ179 للحرب على غزة، والـ23 من شهر رمضان المبارك، واصلت إسرائيل غاراتها الجوية على مناطق عدة مخلّفة شهداء وجرحى، ما أدى إلى ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 32 ألفا و916 شهيدا و70 ألفا و494 مصابا منذ 7 تشرين الأول الماضي، وفقا لوزارة الصحة في غزة.
يأتي ذلك في وقت أعلنت فيه منظمة “وورلد سنترال كيتشن” (المطبخ المركزي العالمي) وقف عملياتها موقتا وبشكل فوري في قطاع غزة، بعد مقتل 7 من أعضاء فريقها بغارة جوية إسرائيلية.
وفي تطورات سابقة، انسحبت قوات جيش الاحتلال من داخل مجمع الشفاء الطبي ومحيطه بعد عملية استمرت نحو أسبوعين، في حين تحدثت مصادر فلسطينية عن انتشال ما يقارب 300 جثة من المستشفى.
وكشف الانسحاب عن عشرات الشهداء ودمار هائل في المستشفى ومحيطه، بعد أسبوعين من اقتحامه.
وغيرت عملية الاقتحام الأكبر والأوسع ضد مدينة غزة، منذ بدء الحرب الإسرائيلية في السابع من أكتوبر الماضي، معالم مشفى الشفاء، الذي كان يعد أكبر مشفى في القطاع.
واكتست واجهات مباني المستشفى باللون الأسود بسبب القصف والتدمير الممنهج وعمليات الحرق التي نفذتها قوات الاحتلال.
وأوضحت مصادر طبية، أن جيش الاحتلال دمّر خلال العملية العسكرية طوابق بشكل كامل في مبنى الجراحات التخصصية، كما أحرق بقية المبنى، فيما أحرق مبنى الاستقبال والطوارئ الرئيسي، ودمر عشرات من غرفه وجميع الأجهزة الطبية فيه.
وقام جيش الاحتلال بإحراق مباني الكلى والولادة وثلاجات دفن الموتى والسرطان والحروق، ودمر مبنى العيادات الخارجية.
وبذلك خرج المستشفى رسميا عن الخدمة، بسبب شدة القصف الذي دمر المباني والأجهزة.
وقال الناطق باسم الدفاع المدني في غزة، الرائد محمود بصل، إن هناك نحو 300 شهيد في مجمع الشفاء ومحيطه بعد انسحاب قوات الاحتلال.
من جهتها، قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن الجيش قتل 200 واعتقل 500 آخرين واحتجز نحو 900 للتحقيق خلال عمليته بالمجمع الطبي ومحيطه.
وكانت قوات جيش الاحتلال قد فرضت حصارا محكما على المشفى، وأجبرت الطواقم الطبية والمرضى على البقاء في أحد المباني الإدارية، من دون أن يوصل إليهم الطعام والدواء.
وحسب شهود من المكان، فقد أشاروا إلى أن من بين الشهداء من وُجدوا مكبلي الأيدي، بما يؤكد أنهم تعرضوا بعد اعتقالهم لعمليات “إعدام ميداني”.
وحسب الشهادات، فقد أقدمت قوات الاحتلال على إعدام عدد من مرافقي المرضى، فيما جرى اعتقال عدد منهم، وإجبار آخرين على النزوح القسري إلى مناطق وسط وجنوب غزة.
ووفق أحد السكان، فقد تحولت المنطقة التي يقطنها وتقع إلى الغرب عشرات الأمتار من مستشفى الشفاء إلى “مدينة أشباح”،
وأكد هذا الشاهد الذي فضّل عدم ذكر اسمه، أنه لم يعد هناك مبنى في المنطقة إلا ودُمر أو تعرض لقصف أو حرق من قبل قوات الاحتلال.
وفي السياق، ناشدت وزارة الصحة الجهات الدولية بالعمل من أجل إعادة مشفى “ناصر” للعمل من جديد، بعد أن خرج هو الآخر من الخدمة، لافتة إلى أن توقفه يعتبر “ضربة قاصمة للخدمة الصحية التي تقلصت إلى أدنى مستوياتها، ويحرم المرضى من الحصول على الخدمات العلاجية”.