ميقاتي: لا نقبل أن تستباح أجواؤنا ولا يمكن السكوت عن الإعتداءات الإسرائيلية
عقد امس لقاء تشاوري بين رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي والوزراء في السراي، وشارك فيه وزراء الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب، المهجرين عصام شرف الدين، الشباب والرياضة جورج كلاس، المال يوسف خليل، التربية عباس الحلبي، الأشغال العامة والنقل علي حمية، البيئة ناصر ياسين، الشؤون الاجتماعية هكتور حجار، الاتصالات جوني القرم، الزراعة عباس الحاج حسن، الثقافة محمد وسام المرتضى، الداخلية بسام المولوي، السياحة وليد نصار، الإعلام زياد المكاري، العدل هنري خوري، العمل مصطفى بيرم، المدير العام لرئاسة الجمهورية أنطوان شقير والامين العام لمجلس الوزراء محمود مكية.
ميقاتي:
في مستهل اللقاء تحدث رئيس الحكومة نجيب ميقاتي فقال: «اردت هذا اللقاء مناسبة لبحث الوضع الامني عموما وفي الجنوب خصوصا، وملف النازحين والوضع التمويني في البلد.
نلتقي معاً للتشاور والتفكير معاً بدقة الوضع، امنياً ووطنيا، والبحث بما يجب اتخاذه من خطوات لتحصين الاستقرار الاجتماعي، وان يكون للبنان موقف واحد امام المجتمع الدولي من مسألة النازحين السوريين وتأثير ذلك على الواقع اللبناني بكل جوانبه، الاقتصادية والاجتماعية والامنية والسيادية.
هدفنا جميعا ان نواجه معا كل التحديات. نحن نعيش ازمات قديمة، نتوارثها و لا نتجاهلها، امنيا واقتصاديا، وكل يوم تستجد ازمة، نعمل على حلها بمسؤولية وواقعية، بالتفاهم مع جميع المسؤولين والمرجعيات.
في هذا اللقاء نجدد تأكيد ضرورة الاسراع بانتخاب رئيس للجمهورية واستكمال عقد المؤسسات ووجوب الخروج من مأزق الشغور الذي ينعكس على كل مكونات الدولة والاستقرار الوطني. نحن في الحكومة نتحمل مسؤولياتنا الوطنية والمجتمعية، وهذا ما قلته لصاحب الغبطة البطريرك الراعي، ولا نمارس الترف السياسي، وليس عندنا شغف بالسلطة».
وقال: «مرّت على البلد هذا الأسبوع حوادث امنية، كادت ان تتسع تشظياتها لولا جهود الجيش والقوى الامنية وجدية التحقيقات، وحكمة القيادات والمرجعيات والدعوات الى التعقل والتروي والاحتكام معا إلى الضمير، وهو المدخل الوحيد لتجاوز الأزمات. وهنا لا ننكر موقف الاعلام وعمله التوعوي وسعيه لتقصي الحقيقة. كما ندعو طلاب الجامعات الى ان يكونوا على مستوى المسؤولية ويقدروا الظرف الوطني الحالي».
أضاف: «مع تكاثر الجرائم التي يقوم بها بعض النازحين السوريين، لا بد من معالجة هذا الوضع بحزم من قبل الأجهزة الأمنية، واتخاذ إجراءات عاجلة لمنع حدوث أي عمل جرمي والحؤول دون اي تصرفات مرفوضة اساساً مع الاخوة السوريين الموجودين نظامياً والنازحين قسراً. نطلب من معالي وزير الداخلية التشدد في تطبيق القوانين اللبنانية على جميع النازحين والتشدد مع الحالات التي تخالف هذه القوانين».
وقال: «ما يحصل يجب الا ينسينا ما يحصل في الجنوب من عدوان اسرائيلي وسقوط شهداء وجرحى ودمار وخراب وحرق اراض.
ورغم أننا اكدنا مرارا وتكرارا اننا لسنا دعاة حرب، الا ان الاعتداءات الاسرائيلية لا يمكن السكوت عنها، ولا نقبل ان تستباح اجواؤنا. هذه الاعتداءات نضعها برسم المجتمع الدولي ونقدم دائما شكاوى الى مجلس الامن بهذا الصدد. اسرائيل تجر المنطقة الى الحرب، وعلى المجتمع الدولي التنبه الى هذا الامر ووضع حد لهذه الحرب.
من خلال الاتصالات التي نقوم بها، يتبين لنا كم ان للبنان اصدقاء في العالم يدافعون عنه ويبذلون كل جهد للضغط على اسرائيل لوقف عدوانها ومنع توسع حدة المواجهات.
مكاري:
بعد الاجتماع قال وزير الاعلام زياد مكاري: مواكبة للأوضاع الراهنة دعا دولة الرئيس الوزراء الى لقاء تشاوري وتم البحث بما يلي:
اولا: الوضع في الجنوب والدعوة الى وقف الاعتداءات الإسرائيلية على جنوب لبنان وغزة، والتوصية الى مجلس الوزراء بتشكيل لجنة لوضع منهجية مسح الإضرار وتحديد الحاجات، وكذلك تقديم اقتراحات لتمويل عملية اعادة الأعمار.
ثانيا: شدد دولة الرئيس والمجتمعون على اهمية حماية السلم الاهلي في هذه الظروف الدقيقة، والاشادة بالدور الذي تقوم به الجهات الامنية على صعيد المحافظة على الامن وكشف الجرائم بالسرعة القصوى وبشكل محترف.
ثالثا: في ما خص الوجود السوري بحث المجتمعون في آلية وكيفية تصنيفهم بين نازح شرعي وغير شرعي، وتمت التوصية بتطبيق القوانين اللبنانية على الجميع من دون الاخذ في الاعتبار الوظيفة الحالية للنازح، والتعميم على المحافظين بإقفال كل المؤسسات المخالفة، والطلب من النيابة العامة التمييزية، عبر وزارة العدل، حصر المراجعات الخاصة بالسوريين بالمدعين العامين الاستئنافيين للحد من التدخلات الحاصلة في هذا الصدد، والبحث في إمكان معالجة الاكتظاظ في السجون وإمكان ترحيل السوريين منها وفقا للقوانين والأنظمة المرعية الأجراء، إضافة الى تأكيد وجوب تنفيذ القرارات والتعاميم الصادرة عن وزارة الداخلية والبلديات المتعلقة بموضوع النازحين السوريين.
رابعا: التحقق من نواقص المواد الغذائية والتموينية والفيول إضافة الى التأكد من توافر سلسلة الامداد بشكل طبيعي وسليم، وتبيّن توفر المواد التموينية اللازمة في هذه المرحلة كحد ادنى لمدة ثلاثة اشهر.
سئل: هل سنبقى في دوامة النازحين نفسها في ظل عدم وجود قرار سياسي لمعالجة القضية؟
أجاب: «لقد حصلت أحداث كثيرة أخيرا اعادت تحريك هذا الملف، وفي هذا الوقت فإن جميع اللبنانيين موحدون حول هذا الموضوع الدقيق والوجودي والمتعلق بلبنان، وسترون القرارات وتنفيذها بشكل جدي في هذا الخصوص.
سئل: متى ستعقد جلسة مجلس الوزراء؟
اجاب: «ستعقد الجلسة في26 نيسان الحالي».
سئل: هل تم تحريك ملف النازحين السوريين بسبب الحادثة الأخيرة وعدم وجود إحصاءات لعددهم؟
اجاب: «كما ذكرنا فإن البند الأول يتعلق بهذا الإجراء والتصنيف وهذه الإحصاءات».
سئل: هل لدى الحكومة رؤية مشتركة للذهاب بها الى المحافل الدولية بشأن ملف النازحين، ومتى سيعقد اجتماع بروكسل؟
اجاب: «اجتماع بروكسل سيعقد أواخر ايار المقبل، وبالتأكيد سنعقد اجتماعات حول العلاقات الجديدة مع الأوروبيين بعد الاجتماع مع الرئيس القبرصي».
سئل: هل ستقدم الحكومة مساعدات للتعويض عن الإضرار للجنوبيين؟
اجاب: «الحكومة اتخذت قرارا بهذا الخصوص من دون اي تفاصيل، ولكن من حيث المبدأ بالتأكيد هناك مساعدات».