اجتماع نواب طرابلس ومع الاحترام لا يرقى الى مستوى الامال
محمد الحسن
عقد نواب طرابلس، او عدد من النواب الطرابلسيين بمعنى ادق، اجتماعا جرى التحضير له على ارضية سياسية لاسبوع ونيف وفق ما اعلنت المكاتب السياسية النيابية المعنية بهذا الاجتماع، وبالطبع فان مستوى الازمه التي تعيشها مدينة طرابلس دفعت بالمراقبين لوضع احتمالات عده للبيان الختامي الذي يفترض ان يخرج به النواب عشية كثير من الاستحقاقات في مدينة طرابلس ولذلك كثرت الامال وكثرت التوقعات وبالتالي كثرت الاحتمالات التي تقول بضرورة خروج البيان المفترض بعناوين وقضايا أساسية هي حاجة ملحة .
الا انه
جاء البيان في الواقع اقل بكثير من التوقعات ، فان اجتماع النواب او اجتماع النواب الذين مثل قسم منهم قدرات سياسية وميدانية ومالية كبيرة جاء ضعيفا ، واذا قلنا ، وهذا اكيد ، ان النوايا حسنة باعتبار ان الاشخاص الذين شاركوا بالاجتماع، واذا استثنينا القوات اللبنانية كفريق سياسي غير طرابلسي وباعتبار ان الاهتمامات القواتية تنحصر خارج مدينة طرابلس والاعمال الإنمائية الكبيرة والمهمة للقوات ايضا تنفذ خارج الخريطة الطرابلسية ، فان البيان الختامي للاحتماع جاء اقل من عادي وهو تكرار لما سبق ان طرح على مستويات مختلفة في المدينة من قبل جمعيات صغيرة ومتوسطة ومن قبل المجلس البلدي ومن قبل ناشطين على صفحات التواصل الاجتماعي .
فحبذا لو عمد السادة النواب وهم من الاخيار الافاضل، حبذا لو ذهبوا الى مناقشة قضايا أساسية في مدينة طرابلس وشرعوا في معالجة الازمات الراهنة فيها .
وعلى سبيل المثال لا الحصر فان مناقشة ازدياد عدد الكلاب الشاردة في المدينه لهو امر لا ينبغي للنواب ان يذهبوا الى مناقشته في اجتماع على هذا القدر من الاهمية ،فيكفي مثلا لسعادة احد النواب وهو قادر بالمعنيين المالي والميداني ان يذهب الى معالجة هذا المشروع منفردا سواء لجهة الاتصال بدولة معنية صديقة يمكنها ان تقدم الخل لازمة الكلاب على طريقتها ووفق تجربتها ، از انه بامكانه ان يخصص قطع ارض لجمع هذه الكلاب بالكامل ومعالجة امرها ومعالجة صحتها بعيدا عن مخلفاتها وطبيعة وجودها في المشاعات وفي الطرقات وفي الباحات وبخاصة قرب بلدية مدينة طرابلس وقرب المالية ، اضافه الى الساحات الاخرى.
عمليا
لقد جاءت مناقشة هذه الامور بمثابة عامل اضعف السادة النواب فقد كانت الشرائح المختلفة تتطلع الى قيام النواب باعداد مشاريع قوانين تتعلق بمتطلبات مرفا طرابلس او حتى بمتطلبات معرض رشيد كرامي الدولي او حتى بمتطلبات المون ميشال هذا التجمع الجامعي المتروك اضافة الى متطلبات ما تبقى من فروع الجامعة اللبنانية في القبة وتعاني ما تعانيه.
ولكن ولكن و للاسف ذهب النواب الى حيث لا يجب ، ذهبوا الى معالجه قضايا من اختصاص مؤسسات معينة ومن اختصاص جمعيات محددة محلية، في حين انه كان لابد من مناقشة جدية اكثر و مسؤولة اكثر للقضايا التي يمكن للنائب ان يضطلع بها وهذا الامر لم يحصل في الواقع، وانه لحري السؤال عن دور السادة النواب المشاركين في هذا الاجتماع في الاعداد لمستقبل مدينة طرابلس والاقتصادي وتحري هويتها الاقتصادية المقبلة والبحث في ميزاتها التفاضلية، وايضا وايضا ثمة سؤال ، لماذا وكيف تجاهل النواب اعتماد عاصمة ثقافية لطرابلس وما هي الخطة الموضوعة لاستثمار حركة وزير الثقافة في المدينة لرفع مستوى الانجازات والمهرجانات واللقاءات الثقافية ، ثم أولم يخطر ببال مثلا التحضير المفترض لمؤتمر عربي ثقافي في المدينة يناقش تحديات الثقافة العربية في ظل العولمة في ظل العناوين الكبيرة التي تحيط باللغة العربية ومع انتشار لغة وسائل التواصل الاجتماعي السخيفة المسخفة المفرنجة البائسة وكيف نحافظ على ثقافات المدن العربية وتراثها في هذا الزمن الرديء .
لقد ذهب نواب طرابلس الى حيث يتكرر الكلام كل يوم وخاصة على المستوى الامني، وحبذا هنا ايضا لو ذهب النواب الى اجتماع مع محافظ الشمال بل اكثر من ذلك لو ذهبوا الى المشاركة في اجتماع الامن المركزي ولفرضوا على هذا المجلس برئاسة وزير الداخلية الطرابلسي القاضي الوقور بسام مولوي ان يتخذ امورا مدعومة لوجستيا من مكاتب السادة النواب على المستويات المختلفة ، ولم لا على المستوى المالي ، واقتراح صندوق يدعم الجهود الأمنية باجراءات مختلفة منها المكننة والكاميرات الإضافية وغير ذلك.
لقد جاء الاكتفاء بما ورد و وكان المدينة متروكة بالفعل ، وان فيها من لا يقدر على تفعيل العمل الاهلي صونا لأمن وسلامة ومجتمع البلد .
كما انه لا بد ومجددا ومجددا ومجددا التأكيد على كفاءة السادة النواب وعلى انهم كرام ابناء كرام وعلى انهم حريصون على المدينة ولكن يبدو ان المستشارين الفاعلين في هذه المكاتب يتناسون الدور الاساسي للنائب ولقواعده الشعبية في مدينه طرابلس ومدى قدرته على لعب دوره الاساسي في شؤون مختلفه سياسيا تشريعيا برلمانيا اقتصاديا ثقافيا ، وقبل كل ذلك نيابيا .
فان الاجتماع على قدر من الاهمية و اهميته ان لقاء الوجوه الطيبة في مدينة طرابلس مع بعضها البعض هو امر بالغ الأهمية ولكن ماذا عن الطلعات التي يجب طرحها اي حراك تتطلبه طرابلس وماذا عن دور الاغتراب وتفعيل الجباية منه لصالح ما هو منتج لدعم المشاريع الحيوية في مدينة طرابلس .
واما الماء والكهرباء يا سادة فانتم تعلمونها ولا داعي لكي نكرر الحديث عنها فان البيان ربما يكرر الحديث عن ازمة لا تحتاج لتكرار حديث انما للشروع بامور منتجة طارئة فاعلة مفعلة.
وقبل الختام نذكر السادة النواب ان طرابلس تعاني اقتصاديا وان مختلف المشاريع الاستثمارية في المدينة شبه متوقفة والبلد تحتاج الى عمل ثوري والى انتاج بعيدا عن الروتينيه التي قد تقلل من شان كاتبها وهو ذو شان عظيم وينظر وننظر اليه بعين التقدير والمحبة والرفعة . اقول ان بيان السادة النواب احتاج كي يكون بيانا شكرا لقراءتكم