الجنوب مشتعل .. وبوحبيب من مصر: لتطبيق الـ1701
عبد العاطي: الظرف الإقليمي معقد وبالغ الخطورة
التأهب على أشدّه والترقب سيّد الساحات. استنفار عسكري، جيوش متأهبة، بوارج حربية ومنصات صاروخية تنتظر الضوء الاخضر والساعة الصفر لتشغيل محركاتها. دول العالم قاطبة توجه انظارها الى ايران رصدا للرد الذي دخل معجم التوقعات الفلكية الزمنية، فيما طهران وحدها تملك التوقيت.
وكما في العالم والمنطقة كذلك في لبنان، لا بل اكثر اذ فيه من الترقب والخوف والقلق ما يكفي ويزيد، كل شيء معلق على لحظة الرد وما يليه وكيفية تعامل تل ابيب معه، ذلك ان البلد الواقع منذ خمس سنوات تحت نير الازمات يتلقى اقصى الضربات بفعل اقحامه عنوة في حرب بدأت في غزة وأصر حزب الله بمساندتها على ضرب ما تبقى من ارضه وشعبه، ارضاء لراعيته الاقليمية طهران.
الميدان مشتعل
وقبل الكلمة المرتقبة للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عصر امس، في ذكرى اسبوع القائد في الحزب فؤاد شكر، اشتعل الميدان الجنوبي بالقصف والغارات المتبادلة بين الحزب واسرائيل، في انتظار رد الحزب على تصفية شكر ورد ايران على اغتيال اسماعيل هنية على اراضيها.
ميقاتي والمخاوف
وسط هذه الاجواء المقلقة، جدد رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي مطالبة المجتمع الدولي بوقف الاعتداءات والتهديدات الاسرائيلية على لبنان تمهيدا لارساء حل يرتكز على التطبيق الكامل للقرار الدولي الرقم 1701. وقال: “العدوان الاسرائيلي الاخير على الضاحية الجنوبية لبيروت زاد من تعقيدات الوضع القائم وعزز المخاوف من مواجهات ميدانية من شأنها ان تدفع الامور نحو الحرب الشاملة”.
بوحبيب والـ1701
من جانبه، أكّد وزير الخارجيّة والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال عبدالله بوحبيب، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره المصري بدر عبدالعاطي عقب اجتماعهما الثنائي في مقر وزارة الخارجيّة المصريّة في القاهرة اليوم، أنّ التصعيد الإسرائيلي الأخير في المنطقة يُقوّض الاتصالات والجهود التي تبذلها مصر للتهدئة، ويضرب بعرض الحائط مبادرة الرئيس الأميركي جو بايدن لوقف إطلاق النار وقرار مجلس الأمن الرقم 2735 الذي تبنّى هذه المبادرة، ويعكس نيّات إسرائيل بإطالة أمد الحرب وتوسيع رقعة الصراع، مُشدّدًا على أنّ الخطوة الأولى باتجاه وقف التصعيد هي وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة، من أجل أن نحمي المنطقة كلّها من تبعات اشتعال حرب إقليميّة. وحذّر من أنّ توسّع رقعة الحرب أصبح جديًا في حال لم يتحرّك المجتمع الدولي والدول المعنيّة بشكلٍ فوري وفاعل لوقف جرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل. وثمّن بوحبيب، في إطار حشد الدعم المصري والعربي للبنان إثر التطوّرات الأخيرة، الاتصالات التي تجريها مصر مع مختلف الأطراف المعنيّة لاحتواء التصعيد، معربًا عن أمل لبنان في مواصلة مصر دعمها له خلال المرحلة المُقبلة، وخصوصًا في ما يتعلّق بتأمين دعم عربي للبنان جرّاء النيّات والخطط العدوانيّة الإسرائيليّة لتوسيع رقعة الحرب، وسعيه للتنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن الرقم 1701، وانسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانيّة المُحتلّة ووقف خروقاتها للسيادة اللبنانيّة. وشكر بوحبيب جمهوريّة مصر العربيّة، بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي، وحكومتها وشعبها، على وقوفها الدائم إلى جانب لبنان، لا سيّما في ظلّ التطوّرات الأخيرة الخطيرة التي تشهدها المنطقة، مطمئنًا لاستمرار مصر في لعب دورها التاريخي في مساندته ودعمه، إذ لا يمكن للبنانيين أن ينسوا الدعم الكبير الذي قدمته مصر للبنان، خلال جميع المراحل الصعبة التي مرّ بها. وأكد ثقة لبنان بجهود مصر التاريخية التي تهدف إلى الحفاظ على سيادة واستقرار لبنان ومصالح شعبه.
مصر
بدوره، أشار عبد العاطي إلى أن الظرف الإقليمي معقد وبالغ الخطورة، مشددا على أن مصر تدين الاعتداءات التي يتعرض لها لبنان، لا سيما القصف التي تعرضت له الضاحية الجنوبية ونحن كقيادة وحكومة وشعب متضامنون مع لبنان وشعبه. واذ دعا كافة أطراف الصراع لتجنب الانزلاق في حرب إقليمية شاملة، مشيرا إلى أن السياسات التصعيدية لن تؤدي إلا إلى مزيد من العنف، أكد دعم مصر الكامل لتنفيذ القرار 1701، مشددا على ضرورة التنفيذ الفوري لهذا القرار بشكل كامل من جانب كافة الأطراف المعنية.
المستلزمات الطبية
واذ يستمر تأجيل الرحلات الجوية من والى بيروت وايضا التحذيرات الدولية للرعايا بضرورة مغادرة لبنان، أكدت نقيبة مستوردي المستلزمات الطبيّة سلمى عاصي ان التنسيق مع وزارة الصحة طاول استيراد المستلزمات الطبيّة الخاصة بالحرب. وفي حديث اذاعي، طمأنت عاصي إلى أن “لا مشكلة في المستلزمات الطبيّة، هناك مخزون في المستشفيات وفي الشركات يكفي ما بين ثلاثة إلى ستة أشهر على الأقل”. وعمّا إذا كان المخزون يكفي في حال وقوع عدد كبير من الإصابات، أكدت أنّ “هناك مساعدات من المستلزمات الطبية الخاصة بالحرب قد وصلت إلى لبنان”. وعن احتمال احتكار المستلزمات الطبية وبيعها في السوق السوداء، شددت على أنّ “الاحتكار لا يمكن أن يحصل، لأن الشركات مُجبرة على بيع المستلزمات للمستشفيات وليس للأفراد”، موضحة أن هناك “رقابة من وزارة الصحة كما أن الأسعار مدروسة ومحددة من قِبلها”.
اضراب كهربائي
حياتيا، وفي وقت اعلنت نقابة عمال ومستخدمي كهرباء لبنـان عن اضراب تحذيري اليوم، رأس ميقاتي اجتماعا ضم المدير الأقليمي لدائرة الشرق الاوسط في البنك الدولي جان كريستوف كاريه، رئيس مجلس الأدارة المدير العام لمؤسسة كهرباء لبنان كمال حايك ومستشاري رئيس الحكومة الوزير السابق نقولا نحاس وسمير الضاهر. خصص الاجتماع للبحث في المواضيع التي ستدرج على جدول اعمال البنك الدولي في اجتماعات شهر ايلول المقبل، ومن ضمنها مشروع يتعلق بقطاع الكهرباء في لبنان.