نقيب الأطباء أبو شرف: آليات التلقيح فيها عيوب وبطء وفوضويّة
علّق نقيب أطباء لبنان في بيروت، البروفسور شرف أبو شرف، على عملية التلقيح ضدّ كورونا، وقال في بيان:
لقد عملت اللجنة المختصّة للقاح كورونا، في وزارة الصحة، على دراسة وتحضير آليّات تلقيح المواطنين، وقدّمت بذلك عملًا جبّارًا تُشكر عليه.
لكنّ حساب الحقل جاء مغايرًا لحساب البيدر، إذ أظهر التنفيذ على أرض الواقع عيوبًا كثيرة من حيث الأداء، والتنظيم الذي جاء بعيدًا عن الشفافية، بطيئًا وفوضويًّا، وخلق إنطباعًا عامًا في القطاع الصحي، خاصّة لناحية الإهمال أو الإستخفاف به كخطّ الدفاع الأوّل لمواجهة وباء كورونا.
هناك تجاوزات كثيرة حصلت في مراكز تلقيح عديدة، وشاهدناها على شاشات التلفاز وفي الإعلام، بعدما طال التلقيح فئات عديدة لا أولويّة لها ولم تكن أسماؤها مسجلة على المنصّة، وقضينا الوقت نردّ على مكالمات الزملاء الهاتفية، من أطباء وأطباء أسنان وصيادلة وممرّضين وممرّضات، ومواطنين تزيد أعمارهم عن 75 سنة لم يتمكّنوا من الحصول على لقاح ولا على مكان وزمان تلقّيه، يتصلون بنا ويستجدون واسطة ليضمنوا دورًا لهم، وهذا أمر غير مقبول.
أطباء الطب العائلي والطب العام وأطباء البنج والجراحون ونقباء قطاع صحي يتّصلون على الخطّ الساخن في الوزارة ولا من مجيب، أو تأتي الإجابة بتحويلهم إلى النقابة مجدّدًا، علمًا أنّ النقابة لعبت دورها وسجّلت الأسماء على منصّة الوزارة التي أصرّت على تحديد الزمان والمكان، ولم يعد للنقابة أيّ دور تلعبه سوى المراجعة والإستعلام.
ولا شك أن عامل الضغط قويّ جدًّا على المسؤولين في الوزارة، لكنّ الأمور لا تستطيع أن تكمل سيرها على هذا الشكل.
الحل السريع يكون بالعودة إلى شفافية أكبر وبدعوة القطاع الخاص، بما فيها القطاع الرياضي، للمساهمة بهذه المهمّة والمشاركة بالتلقيح تحت إشراف الوزارة، وإلّا فنحن قادمون على كارثة كبيرة.
لم نبدأ الجولة الثانية من اللقاحات بعد، والوضع يكاد لا يُحتمل. علينا الإسراع بالتلقيح كي لا تتكاثر المتحوّلات الفيروسية، وحتى نحصل على مناعة مجتمعيّة تزيد عن 80%، ونحمي الناس من الموت الأكيد والمضاعفات الصعبة. يكفي أن نقول أنّ 31 طبيبًا، حتى الآن، إستشهدوا بسبب معالجتهم لمرض كورونا، والمستشفيات مكتظّة، علمًا أننا لم ننه بعد تلقيح الفوج الأوّل من أصحاب الأولوية في تلقّي اللقاح.
اللقاح أملنا الوحيد للخروج من هذا النفق المظلم، فلتعمل الوزارة بسرعة لإشراك القطاع الخاص الذي أظهر إهتمامًا للمساهمة بإعطاء اللقاح سريعًا لقطاعاته، ونحن في النقابة على إستعداد للمساهمة بهذا الدور.
حياة الناس حقّ لهم، وعلاجهم حقّ وواجب علينا، فلنسرع الخطوات قبل أن يطفح الكيل