نصرالله: ردّنا المدروس انتهى … غزة: مصر تقرّب الحل
ألقى الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله كلمةً حول التطورات الأخيرة، استهلها بتوجيه التعزية برحيل الرئيس سليم الحص للشعب اللبناني ولعائلته، معتبرا أنه «كان عنواناً كبيراً ورمزا وطنياً للنزاهة والمقاومة وكان سنداً للمقاومة ومؤيداً لها حتى اللحظات الأخيرة من عمره». كما توجه بالتحية «إلى المقاومين والمجاهدين الأبطال والشجعان الراسخين في الأرض رسوخ الجبال وإلى المقاومين الأبطال في غزة والعراق واليمن». وقال: «المقاومة أعلنت التزامها وعزمها على الرد على العدوان الغاشم على الضاحية الجنوبية من اجل تثبيت المعادلات التي بذلت من أجلها الدماء والتضحيات». أضاف: «لماذا تأخر الرد؟ هناك عوامل عديدة، منها الاستنفار الأميركي والإسرائيلي، فالعجلة كان يمكن أن تعني الفشل ونفس التأخير كان عقابا للعدو. ونحن تريثنا بالرد لنعطي الفرصة الكافية للمفاوضات التي كانت تجري حول غزة». ورأى نصرالله أن «المفاوضات مع العدو طويلة وتعقيداتها متعددة، وقد قبلنا تحدي العمل في ظل الاستنفار القائم لدى العدو، ونحن لا مصلحة لنا في تأخير الرد بسبب وضع لبنان ووضع الناس وأسباب أخرى». أضاف: «قررنا أن لا يكون الهدف مدنيا، وقررنا أن نستهدف المخابرات العسكرية وأهدافا تتصل بطيران العدو. حددنا قاعدة غليلوت قرب تل أبيب كهدف أساسي لعملية «يوم الأربعين»، هذه قاعدة أساسية للمخابرات الاسرائيلية، وهي مسؤولة عن كثير من عمليات الاغتيال في بلادنا والمنطقة وهي تبعد عن حدود لبنان مئة وعشرة كيلومترات. والى جانب ذلك، استهداف عدد من الثكنات والمواقع العسكرية في شمالي فلسطين المحتلة والجولان المحتل، لإشغال القبب الحديدية والصواريخ الاعتراضية لإتاحة المجال للمسيرات كي تعبر». وتابع: «كذب العدو اليوم يشبه أفلام هوليوود. استهدفنا العدو بصواريخ الكاتيوشا وكان المقرر أن يطلق الأخوة 300 صاروخ كاتيوشيا وتوزيعها على المواقع لأن هذا العدد كافٍ لاشغال القبة الحديدة والصواريخ الاعتراضية لدقائق عدة لتعبر المسيرات. السلاح الآخر هو سلاح المسيرات على أساس أن يتجه بعضها لعين شومرا والجزء الأكبر يعبر الى تل أبيب. اتفقنا مع الاخوة ان تكون المنصات جاهزة فجر اليوم في ذكرى أربعين الحسين ونحن للأول مرة نطلق مسيرات من منطقة البقاع، وبالرغم من غارات العدو التي استهدفت المواقع قبل نصف ساعة، لكن المنصات لم تصب بغارات قبل الاطلاق وكل المرابض لم تصب أيضا».
وقال: «أطلقت الصواريخ التي أصابت كل الأهداف، وكل المسيرات عبرت الحدود اللبنانية- الفلسطينية، وكل المسيرات التي أطلقت من البقاع عبرت الحدود بسلام باتجاه الأهداف المحددة».
واكد نصرالله ان «ادعاء الاحتلال أنه دمر لنا صواريخ باليستية كذب ولم يكن لدينا نية باستخدامها في هذه العملية ولكن من الممكن أن نستخدمها في المستقبل». وقال: «الهدف العسكري النوعي في غليلوت هو قاعدة المخابرات العسكرية التابعة للفرقة 8200، ومعطياتنا أن عددا من المسيرات وصل الى هذا الهدف ولكن العدو يتكتم». أضاف: «كل ادعاءات العدو بأنه اكتشف العملية وأفشلها كذب، واذا كانت ادعاءاته تخفف عنه فلا مشكلة، ولكنها كلها أكاذيب، وهذا يكشف وهن هذا الكيان وضعفه. والحديث عن أن المقاومة كانت ستطلق 6 آلاف صاروخ هو ادعاء كاذب أيضا، كل ما أردنا إطلاقه في العملية 300 صاروخ وزدنا عليها، وعشرات المسيرات ولا أريد أن أذكر عددها. والعدو لم تكن لديه معلومات استخباراتية ولكنه رصد الحركة، وكل الأهداف التي قصفها لا علاقة لها بالمنصات التي أطلقت الصواريخ». وتابع: «نحن أمام سردية اسرائيلية كلها كذب وأمام فشل استخباري وبالمقابل عمليتنا العسكرية أنجزت بدقة كما خططت رغم كل الظروف الصعبة. واليوم شهدنا مشهدا يعبر عن شجاعة المقاومة ومن يؤيدها ومن يساندها رغم كل التهويل الأميركي والغربي. وأكد أن «هذه هي أول عملية كبرى تخوضها المقاومة في غياب قائد كبير كالسيد فؤاد ونعتقد أن أرواح قادتنا الشهداء حاضرة معنا وتؤيد وتسدد. ونحن سنتابع نتيجة تكتم العدو عما جرى اليوم وإذا كانت النتيجة مرضية فنعتبر أن عملية الرد قد تمت وإذا لم تكن النتيجة كافية فسنحتفظ بحق الرد حتى وقت آخر». وقال نصرالله: «في المرحلة الحالية يمكن للبنان أن يرتاح، والعدو أعلن أن ما جرى اليوم انتهى». وختم: «عمليتنا اليوم قد تكون مفيدة جدا للمفاوضات للطرف الفلسطيني والعربي ورسالتها واضحة للعدو ومَن خلفه بأن أي آمال بإسكات جبهات الإسناد وخصوصا الجبهة اللبنانية هي آمال كاذبة».
اتهامات لنتنياهو بقيادة إسرائيل الى وضع خطير
محادثات مفصلية.. القاهرة تشهد جولة جديدة من مفاوضات التبادل
عقدت الأحد في العاصمة المصرية القاهرة جولة محادثات جديدة بشأن مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة وإبرام صفقة تبادل بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل.
وكان وفد من حركة حماس برئاسة عضو المكتب السياسي ومسؤول ملف المفاوضات في الحركة خليل الحية وصل إلى القاهرة أمس الاول، بدعوة من الوسطاء في مصر وقطر، للاطلاع على نتائج المفاوضات الأخيرة.
وأكد بيان صادر عن حماس استعداد الحركة لتنفيذ ما اتُفق عليه سابقا، مطالبا بالضغط على الاحتلال وإلزامه، ووقف تعطيل التوصل إلى اتفاق.
ونقلت وكالة رويترز أن رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني حضر محادثات وقف إطلاق النار على غزة في القاهرة.
وذكرت وكالة أسوشيتد برس عن مصدر مطلع أن الوفد الأميركي برئاسة مدير وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) وليام بيرنز ومستشار البيت الأبيض لشؤون الشرق الأوسط بريت مكغورك أجريا محادثات مع كبار المسؤولين المصريين ثم محادثات مع وسطاء مصريين وقطريين.
ووفقا لوسائل الإعلام الإسرائيلية، ترأس الوفد الإسرائيلي مدير جهاز المخابرات الخارجية (الموساد) ديفيد برنياع الذي توجه إلى القاهرة امس.
جولة مفصلية
وكانت جولة مناقشات موسعة جرت في القاهرة يومي الجمعة والسبت للإعداد لجولة المفاوضات، ووفقا للمصادر المصرية فقد ناقشت واشنطن مع «الوسطاء مقترحات إضافية لسد الفجوات بين إسرائيل وحماس وآليات التنفيذ».
وذكرت مصادر مصرية لوكالة الأنباء الفرنسية أن جولة «مفصلية لبلورة اتفاق سيعلن عنه إذا نجحت واشنطن في الضغط على (رئيس الوزراء الإسرائيلي) بنيامين نتنياهو».
وكان مكتب نتنياهو قد أكد هذا الأسبوع تمسكه بتحقيق «كل أهداف الحرب» قبل وقف النار، معتبرا أن «هذا يتطلّب تأمين الحدود الجنوبية» للقطاع مع مصر.
يؤشر ذلك إلى تمسّك إسرائيل بإبقاء قوات في غزة، خصوصا عند الشريط الحدودي بين القطاع ومصر، المعروف بـ»محور فيلادلفيا». وترفض حماس ذلك بشدة، وتشدد على ضرورة الانسحاب الكامل.
وظهرت على السطح مجددا خلافات في إسرائيل بين نتنياهو والمفاوضين بسبب تمسك نتنياهو بإبقاء الجيش في محور فيلادلفيا.
من جهتها، نقلت صحيفة هآرتس الإسرائيلية عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن نتنياهو يقود إسرائيل إلى مفترق طرق خطر بين صفقة الرهائن والتصعيد.
وأضاف المسؤولون أن نتنياهو أوصل إسرائيل إلى أسوأ وضع إستراتيجي لها على الإطلاق، مع احتمال اندلاع حرب كبرى.
بدوره، طالب زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد رئيس الوزراء نتنياهو بالذهاب إلى القاهرة لإبرام صفقة الآن لوقف إطلاق النار وتبادل الرهائن.
ودعا لبيد رئيس الحكومة للاستقالة، مشيرا إلى أنه كان على نتنياهو أن يستقيل في الثامن من تشرين الأول الماضي.
وتزامنت تصريحات لبيد مع تظاهر عشرات آلاف الإسرائيليين السبت في «ميدان المخطوفين» وسط تل أبيب وقبالة وزارة الدفاع للمطالبة بإبرام صفقة تبادل مع حركة حماس.
ورفع المتظاهرون لافتات تطالب برحيل حكومة نتنياهو وأخرى تشير إلى أن المفاوضات الجارية في القاهرة هي الفرصة الأخيرة للصفقة.
في حين تظاهر آلاف آخرون في مدينة حيفا، تلبية لدعوة عائلات الأسرى الإسرائيليين وطالبوا بالاستجابة لنداء العائلات، والتوصل إلى صفقة بشكل فوري.
كما شهدت بلدات إسرائيلية مختلفة مظاهرات مشابهة، من ضمنها مظاهرة بمشاركة المئات قبالة منزل نتنياهو في مدينة قيساريا. وكانت عائلات الأسرى قد اتهمت نتنياهو، في مؤتمر صحفي قبل بدء المظاهرات، بأنه يغامر بحياة الأسرى من أجل مصالحه السياسية.