الراعي حذّر من «الفراغ المتعمّد» واستهداف مواقع مسيحية – مارونية تمهيداً لقضمها
ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الأحد السابع عشر من زمن العنصرة في كنيسة الصرح البطريركي في الديمان، وألقى عظة لفت فيها الى ان «المحبّة والرحمة هما ثقافتنا المسيحيّة التي علينا أن نعامل بها كلّ إنسان، دونما اعتبار لدينه أو ملّته أو انتمائه. يكفي أن يكون ذا حاجة. والحاجة لا دين لها ولا انتماء». وتابع: «إنّ اللبنانيين يعانون اليوم من ثقل التربية والتعليم والصحة والإستشفاء والغذاء والمعيشة وفرص العمل وسواها وهي من صميم مسؤولية الدولة الملتزمة برعاية أبنائها. لكنّها معدومة طالما أنّ الدولة بلا رأس وفاقدة الجانب الأعلى من ميثاقيتها، الذي يستمر فارغًا منذ ما يقارب السنتين»». ورأى «إن هذا الفراغ الذي يبدو متعمدا يترك تداعيات سلبية كبيرة على المستوى الوطني أولها عدم انتظام المؤسسات، وتفكك الإدارة واستباحة القوانين والأعراف وصولا الى استهداف مواقع ومراكز مسيحية وبخاصة مارونية في الدولة تمهيدًا الى قضمها، ما بات يهدد صيغة المشاركة والمناصفة في الحكم والادارة. الكل بانتظار المبادرات الخارجية، المشكورة، التي لا يجوز أن تختزل إرادة اللبنانيين عبر ممثليهم في مجلس النواب». واستطرد الراعي: «من المؤسف والمعيب ان يبقى انتخاب الرئيس أسير رهانات على الخارج، او على استحقاقات أو تطورات خارجية وهمية. وأن تبقى كتل نيابية اسيرة رهاناتها الضيقة الخاطئة. إن التحرك الداخلي المطلوب هو ضرورة لنجاح المساعي الخارجية، وأبرزها مساعي اللجنة الخماسية، التي استأنفت تحركها المتعلق بالاستحقاق الرئاسي هذا الاسبوع، والذي نأمل له النجاح بتجاوب المجلس النيابي الذي يبقى المسؤول الاول والاخير عن اتمام هذا الاستحقاق ووضع حدّ للحالة السياسية غير السليمة وغير المألوفة والشاذة في لبنان».