ريزا من جنيف حول لبنان: إنها الفترة الأكثر دموية منذ أكثر من عقدين
اكد منسق الشؤون الإنسانية في لبنان عمران ريزا في مؤتمر صحافي عقده في جنيف ووزعه مكتبه في بيروت، ان «لا يمكن وصف التصعيد الأخير في لبنان بأقل من كارثي».
وقال: «على مدار عام تقريبًا، عاش سكان لبنان – خاصة في الجنوب – في خوف وقلق دائم مما ستحمله التطورات المستقبلية. وقد أعرب الكثير منهم عن خشيتهم من سيناريوهات مشابهة لما يحصل في غزة. وعلى مدار العام، كنا نحثّ جميع الأطراف باستمرار على إنهاء التصعيد من أجل تجنّب ذلك. للأسف، في غضون أيام معدودات، يشعر الآن مئات الآلاف من سكان لبنان أنهم يواجهون مصيرًا مماثلًا (لغزة).اضاف: «لقد امتدّت الأعمال العدائية المتصاعدة إلى مناطق لبنانية لم تكن ضمن نطاق الاستهدافات في السابق، وأدت إلى دمار واسع في المنازل السكنية والبنى التحتية في أنحاء مختلفة من البلاد. وفي أقل من أسبوع، قتل ما لا يقل عن 700 شخص، وأصيب الآلاف، ونزح حوالى 120 ألف شخص في غضون ساعات. وتستمرهذه الأرقام بالازدياد ونحن نتحدث الآن. وقد تأثرنا بهذا التصعيد هنا في الأمم المتحدة، حيث كانت خسارتنا مؤلمة بمقتل زملاء لنا من المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وإحداهنّ قتلت مع طفلها». وتابع: «إنها الفترة الأكثر دموية في لبنان منذ أكثر من عقدين، ويتخوف الكثيرون أن هذه مجرد البداية». ولفت الى ان «حتى اليوم، هناك حوالي 80 ألف نازح داخلي في 500 من مراكز الإيواء، حوالي 300 منها هي مدارس يجري استخدامها لغرض الإيواء موقتًا، ما يؤثر بالمقابل على تعليم أكثر من 100 ألف طالب. وعلى مستوى التمويل، هناك الكثير من الفجوات في قطاعات حيوية وأساسية تحد من اجراء الإصلاحات اللازمة في مراكز الإيواء واللجوء والمساكن، ومن توفير مخزون كاف للغذاء والوقود ومن ادارة العمل التنسيقي. ونعمل حاليًا على تقييم حجم التمويل المطلوب لتلبية احتياجات العدد المتزايد من النازحين والاستجابة للأوضاع الإنسانية المتفاقمة.
ورأى انه «في الأفق، لا يبدو مسار التطورات واضحاً وهذا أمر يثير القلق. لكن الأولوية الآن التوصّل إلى وقف مباشر لإطلاق النار لإنهاء معاناة المدنيين ولوقف الدمار. إننا كعاملين في المجال الإنساني نحثّ جميع البلدان على استخدام نفوذها لممارسة الضغوط التي تعجّل الوصول إلى وقف مباشر وفوري للتصعيد.