في “يوم الغضب” محتجّون على تدهور الأوضاع يقفلون طرق لبنان

في “يوم الغضب” محتجّون على تدهور الأوضاع يقفلون طرق لبنان

أقفل محتجّون، صباح الإثنين، طرقًا رئيسية في مختلف أنحاء لبنان، بينها غالبية المداخل المؤدّية الى العاصمة، على وقع تسجيل سعر الصرف تدهورًا قياسيًّا مقابل الدولار وغرق البلاد في جمود سياسي من دون أفق.

أقفل محتجّون، صباح اليوم (االإثنين الثامن من آذار/ مارس 2021)، غالبية مداخل بيروت تحت شعارات عدّة، بينها “يوم الغضب”. وأضرموا النيران في مستوعبات للنفايات وأشعلوا الإطارات. وكذلك، أقفلوا طرقًا عدّة جنوب بيروت، أبرزها طريق المطار، وفي مناطق الشمال خصوصًا طرابلس، والبقاع شرقًا، وفي جنوب البلاد.

سجّلت الليرة، في الأيام الأخيرة، إنخفاضًا قياسيًّا غير مسبوق منذ دخول لبنان دوامة الإنهيار الاقتصادي قبل عام ونصف العام، إذ إقترب سعر الصرف مقابل الدولار من عتبة 11 ألفًا في السوق السوداء. وتسبّب ذلك بإرتفاع إضافي في الأسعار، دفع الناس للتهافت على المحال التجارية لشراء المواد الغذائية وتخزينها.

وقالت باسكال نهرا، متظاهرة شاركت في إقفال طريق رئيسي في منطقة جل الديب شمال بيروت، “أغلقنا كل الطرق في المنطقة اليوم، لنقول للجميع: «إنتهى الأمر، لم يعد لدينا ما نخسره»، حتى كرامتنا خسرناها”.

وأضافت الشابة، التي كانت تعمل في مجال العقارات، بحرقة “نريد من كلّ الناس أن تتضامن معنا وتنزل الى الشوارع لتطالب بحقّها، فالأزمة المعيشية تطال اللبنانيين والطوائف كافة”.

ويتزامن إقفال الطرق، الإثنين، مع دخول لبنان المرحلة الأخيرة من تخفيف قيود الإغلاق المشدّد المفروض منذ منتصف الشهر الماضي في محاولة للحد من التفشي المتزايد لفيروس كورونا.

وناشدت شركة كبرى للأوكسيجين، في لبنان، المواطنين “تسهيل مرور شاحناتها على جميع الطرقات لتلبية حاجة المستشفيات للأكسيجين الطبّي للضرورة الإنسانية، خصوصًا خلال جائحة كورونا” التي تكافح السلطات للحدّ من تداعياتها.

وشهدت محال بيع المواد الغذائية حوادث صادمة، في الأيام الأخيرة، مع التهافت على شراء سلع مدعومة، لم تمر دون صدامات، في بلد يعيش أكثر من نصف سكانه تحت خط الفقر وترتفع فيه معدلات البطالة تدريجيًّا.

وحذّر مرصد الأزمة في الجامعة الأميركية في بيروت، وهو مبادرة بحثية تهدف الى دراسة تداعيات الأزمات المتعدّدة في لبنان وطرق مقاربتها، في تقرير الإثنين من أنّه و”إن ظهرت تداعيات إنهيار قيمة الليرة جليًّا في تدهور القدرة الشرائية للبنانيين والمقيمين في لبنان، وما يرافق ذلك من تنافس محموم وأحيانًا عنيف على ما يُعرض من سلع وبضائع مدعومة في بعض المحلّات، فأنّ الأسوأ لم يحدث بعد”.

ورغم ثقل الأزمة الإقتصادية وشحّ السيولة، لم تثمر الجهود السياسية رغم ضغوط دولية عن تشكيل حكومة، منذ إستقالة حكومة حسّان دياب بعد أيام من إنفجار المرفأ المروّع.

وقال الباحث في الشؤون المصرفية والمالية، محمّد فاعور، أنّ التدهور في قيمة الليرة “هو مجرّد إستمرار لإتّجاه واضح نحو الإنخفاض في سعر الصرف منذ بدء الأزمة وللتقاعس السياسي المزمن”.

ويشهد لبنان منذ صيف العام 2019 أسوأ أزماته الإقتصادية التي أدّت الى خسارة العملة المحلية أكثر من ثمانين في المئة من قيمتها مقابل الدولار، وفاقمت معدلات التضخّم وتسبّبت بخسارة عشرات الآلاف وظائفهم ومصادر دخلهم، فيما نضب إحتياطي المصرف المركزي بالدولار.


AFP | NNA

Spread the love

عادل كروم

اترك تعليقاً