باسيل يفكّ تحالفه مع «الحزب» أم يعوم نفسه وتياره؟
سلسلة مواقف لافتة من حزب الله، أطلقها في الساعات الماضية رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل. فقد أعلن «عدم استمرار التحالف مع «حزب الله» وان التيار ليس في وضع تحالف معه، مشيرًا إلى أنّه «عندما اتبع «حزب الله» نهج وحدة الساحات، أصبحت هناك مصلحة غير لبنانية بهذا الموضوع وأصبحت هناك أجندات غير لبنانية، لذا كنا ضدّها». وفق المصادر، هذا الخطاب العالي السقف سببه الاول، المنبر الذي يتحدث منه باسيل، اي قناة العربية «السعودية». فمن خلال هذه الوسيلة الاعلامية وهذا الكلام، يريد رئيس التيار ان يوصل رسالة الى الدول الخليجية بأن تموضعه السياسي تبدّل وبأنه، بعد ان غطى كل سلوكيات الحزب المعادية للعواصم الخليجية على مر السنوات الماضية، خاصة خلال عهد عمه الرئيس ميشال عون، قرر فك هذا الارتباط بالحزب. تقول مصادر سياسية معارضة لـ»المركزية»، بدأت بتحميله مسؤولية الحرب التي أطلق الحزب رصاصتها الاولى في 8 تشرين الاول الماضي، وبالتالي مسؤولية كل تبعاتها وتداعياتها الكارثية على لبنان وناسه واقتصاده، وصولا الى تحميله ايضا مسؤولية الازمة الرئاسية، بإعلانه ان الثنائي الشيعي كان يراهن على تطورات اقليمية ودولية ما. لكن باسيل، تضيف المصادر، لا يريد من فك التحالف مع الحزب تسهيل مسار بناء الدولة من خلال تسهيل انتخاب رئيس جمهورية سيادي اصلاحي يعمل على اعادة لبنان الى كنف الشرعية ويعمل لتطبيق القرارات الدولية وتنفيذ «اتفاق الطائف»، بل يتطلّع أولا الى تعويم نفسه وتياره. ولهذا السبب، هو يغازل الخليجيين والعرب (فيفك العزلة العربية التي يعاني منها منذ سنوات)، وايضا يصر على فتح قنوات التواصل عريضة مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، وعبره مع الثلاثي بري – نجيب ميقاتي – وليد جنبلاط الذي رصّ الصف بعد اغتيال الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله. باسيل يرى ايضا ان لا بد من التقارب مع هذه الشخصيات وتحديدا مع عين التينة لادارة المرحلة المقبلة معا. لكن الكل يعلم، تضيف المصادر، ان مَن اوصل البلاد الى هذا الدرك من التلاشي السيادي والاقتصادي والسياسي، لا يمكن ان يخرجنا من هذا الواقع. كما ان باسيل، في حال تبنى «الحزب» او بري ترشيحه للرئاسة او ترشيح شخص يرضى عنه، فإن كل الخطاب الذي اعتمده، سيتبدل… واضح اذا ان حسابات باسيل وتبدّل لهجته، هو لاغراض شخصية حزبية لا لبناء دولة، تختم المصادر.