ميقاتي إلى لندن وإيرلندا بعد باريس والتقى بلينكن وهاريس: ملتزمون تطبيق 1701 دون تعديل بعد وقف إطلاق النار
مواكبة لمؤتمر باريس، وفي إطار السعي لإيجاد حل ديبلوماسي دولي لوقف إطلاق النار ومن ثم تطبيق القرار 1701 كاملا، لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على لبنان، انتقل رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي من باريس بعد مشاركته في مؤتمر دعم لبنان، الى لندن حيث عقد محادثات مع وزير الخارجية الأميركية انتوني بلينكن في لندن.
شارك في اللقاء عن الجانب الأميركي الناطق الرسمي باسم الحكومة ماثيو ميلر، ومسؤول معهد الدراسات الدولية في الخارجية الأميركية جيمس روبي. وعن الجانب اللبناني حضر سفير لبنان في لندن رامي مرتضى ومستشار رئيس الحكومة زياد ميقاتي.
وفي خلال الاجتماع، قال رئيس الحكومة: «نحن نصرّ على أولوية وقف اطلاق النار وردع العدوان الإسرائيلي خصوصا وان هناك أكثر من مليون وأربعمائة ألف لبناني نزحوا من المناطق التي تتعرض للاعتداءات. كما تنتهك إسرائيل القانون الدولي باعتدائها على المدنيين والصحافيين والطاقم الطبي».
كما شدّد على «التزام لبنان بتطبيق القرار 1701 كما هو، من دون تعديل».
وقال: «المطلوب أولا التزام حقيقي من إسرائيل بوقف اطلاق النار، لان التجربة السابقة في ما يتعلق بالنداء الأميركي – الفرنسي المدعوم عربيا ودوليا، لوقف اطلاق النار أثّرت على صدقية الجميع».
بدوره، أكد وزير الخارجية الأميركية «ان واشنطن ما زالت تسعى للحل الديبلوماسي لوقف فوري لاطلاق النار والتزام كل الأطراف بالقرارات الدولية التي تضمن الاستقرار في المنطقة».
وأعرب «عن دعم الولايات المتحدة للمؤسسات الحكومية لا سيما الجيش والقوى الأمنية»، وشدّد على «أهمية الدور المناط بالجيش في تنفيذ القرار 1701». وشدّد «على أهمية التوصل الى حل ديبلوماسي للنزاع القائم ووقف العنف».
وكان الرئيس ميقاتي عقد سلسلة لقاءات في ختام «مؤتمر دعم لبنان» مع وزراء خارجية كندا وقبرص وألمانيا في باريس، قبيل مغادرته الى لندن وإيرلندا.
لقاء نظيره الإيرلندي
وثم انتقل الرئيس ميقاتي الى إيرلندا، حيث أجرى محادثات مع رئيس وزراء إيرلندا سيمون هاريس، في مقر رئاسة الحكومة في العاصمة الإيرلندية دبلن.
وخلال الزيارة، رحّب هاريس بالرئيس ميقاتي كـ«أول رئيس حكومة لبناني يزور إيرلندا»، مؤكدا «تضامن إيرلندا مع لبنان، لا سيما في هذه المرحلة»، مشدّدا على أن «بلاده طالبت عبر المنظمات الدولية والاتحاد الأوروبي المنضوية فيها بالضغط لوقف إطلاق النار في لبنان وطالبت كل الأطراف بتطبيق قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1701». وقال: «كما أننا ندين بشدّة الاعتداءات الإسرائيلية على قوات اليونيفيل».
وأشار إلى أن «دائرة العنف في الشرق الأوسط بلغت مستويات غير مقبولة»، وقال: «على المجتمع الدولي بذل جهود إضافية ونوعية لوقف دائرة العنف».
بدوره، شدّد رئيس الحكومة «على شكر لبنان لإيرلندا لوقوفها بجانبه ولكونها من أوائل الدول الأوروبية التي لديها مشاركة فاعلة في عداد قوات اليونيفيل»، مشيدا بـ«التضحيات التي قدمتها إيرلندا وجنودها في لبنان».
كما شكر لـ«إيرلندا وقوفها الدائم مع القضايا الإنسانية والمحقة، وفي مقدمها قضية فلسطين»، مؤكدا أن «رمزية هذه الزيارة هي شكر الدول التي تقف دائما بجانب لبنان».
وكان ميقاتي وصل إلى مقر رئاسة الحكومة، حيث كان نظيره الإيرلندي في استقباله عند مدخل المقر، ثم انتقلا معا إلى مكتب رئيس الحكومة حيث عقدا خلوة، أعقبها اجتماع موسّع شارك فيها سفير لبنان في بريطانيا وإيرلندا رامي مرتضى والمستشار زياد ميقاتي، وعن الجانب الإيرلندي مسؤولة العلاقات الدولية في رئاسة الحكومة ومستشار رئيس الوزراء برونان غارغان.
وفي ختام الزيارة، دوّن ميقاتي في سجل رئاسة الحكومة الآتي: «سررت جدا بزيارة هذا البلد الصديق، الذي يقف مع لبنان وشعبه وكل القضايا المحقة والإنسانية في العالم، ونتطلع الى تفعيل العلاقات بين بلدينا على الصعد كافة».
توثيق جريمة استهداف الصحافيين
على صعيد آخر، أدان الرئيس ميقاتي خلال جولته «العدوان الإسرائيلي الجديد الذي استهدف الصحافيين والمراسلين في حاصبيا»، ورأى انه «يشكّل فصلا من فصول جرائم الحرب التي يرتكبها العدو الإسرائيلي من دون رادع أو صوت دولي يوقف ما يجري».
وقال «كما ان هذا العدوان المتعمّد هدفه بالتأكيد ترهيب الإعلام للتعمية على ما يرتكب من جرائم وتدمير».
أضاف: «لقد أعطيت توجيهاتي الى وزارة الخارجية والمغتربين لضم هذا الجريمة الجديدة الى سلسلة الملفات الموثقة بالجرائم الإسرائيلية التي سترفع التي المراجع الدولية المختصة، لعل الضمير العالمي يوقف ما يحصل. رحم الله الشهداء الصحافيين والدعاء بالشفاء العاجل للمصابين».