بري: إسرائيل رفضت خارطة الطريق اللبنانية لوقف النار وأخشى تحويل لبنان إلى غزة ثانية

بري: إسرائيل رفضت خارطة الطريق اللبنانية لوقف النار وأخشى تحويل لبنان إلى غزة ثانية

ازاء الفشل شبه المؤكد لمهمة الموفدين الاميركيين الى تل ابيب اول امس واخفاقهما في اقناع بنيامين نتنياهو في ارساء هدنة مع حزب الله، لم يبق امام لبنان واللبنانيين الا الصلاة والدعاء لتمر الايام الفاصلة عن موعد الانتخابات الاميركية يوم الثلاثاء المقبل بأقل نسبة من الضرر، في ضوء عزم تل ابيب على التصعيد الى الحد الاقصى والافادة من الايام الاربعة لتنفيذ اكبر قدر من العمليات الحربية المجرمة في حق لبنان وقد نفذت منها نسبة كبيرة امس جنوبا وبقاعاً.

مع البابا فرنسيس يصلي اللبنانيون للسلام وقد دعا إلى الصّلاة «من أجل أوكرانيا المعذبة، من أجل فلسطين وإسرائيل ولبنان وميانمار وجنوب السودان، ومن أجل جميع الشعوب التي تتألّم بسبب الحروب». وقال «إنَ الحرب هي هزيمة، على الدوام! وهي خسيسة، لأنها انتصار الكذب، الباطل».

حاجة ملحة

 وعلى وقع الغارات الاسرائيلية واستمرار العدوان، أعربت وزارة الخارجية الفرنسية عن الحاجة الملحة لوقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل، مؤكدة على ضرورة التوصل إلى تسوية ديبلوماسية تستند إلى قرار مجلس الأمن رقم 1701. وأوضحت أن القرار 1701 يُعدّ إطارًا أساسيًا لضمان أمن السكان في كل من لبنان وإسرائيل، ويُعزز العودة الآمنة للنازحين الذين تأثروا بالأحداث الحالية.

المفاوضات مستمرة

واكد وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال، عبدالله بو حبيب أعلن أن المحادثات من أجل وقف إطلاق النار لا تزال جارية. وأكد اننا «لا زلنا مستمرين في المفاوضات من أجل وقف إطلاق النار وجلب السلام إلى لبنان».

بري: إسرائيل رفضت

واعلن رئيس مجلس النواب نبيه في تصريح لـ»الشرق الاوسط»، أن «رئيس وزراء العدو الاسرائلي بنيامين نتنياهو، رفض خارطة الطريق اللبنانية التي توافقنا عليها مع المبعوث الأميركي إلى لبنان آموس هوكستين»، ناعيا «المبادرة الأميركية الأخيرة لوقف النار في لبنان».

واشار الى ان «الحراك السياسي لحل الأزمة تم ترحيله إلى ما بعد الانتخابات الأميركية»، ورفض «وضع توقعات لمسار الأزمة في ضوء نتائج الانتخابات الأميركية»، مشيرا إلى أن «هذا يترك الأمور في لبنان رهنا بتطورات الميدان»، مبديا تخوفه من «تحويل لبنان إلى غزة ثانية».

وأكد بري أن «هوكستين لم يتواصل معنا منذ مغادرته إسرائيل»، مشيرا إلى أنه «وعد في زيارته السابقة بالذهاب إلى تل أبيب في حال وجد إيجابيات، لكنه لم يبلغنا بأي شيء منذ مغادرته تل أبيب»>

وجدد بري «تأكيد لبنان على ثوابته في هذا المجال، وأبرزها التمسك بالقرار الدولي 1701».

عناد اسرائيلي

 من جهته، وخلال إستقباله القائد العام للقوة الدولية العاملة في جنوب لبنان الجنرال ارولدو لازارو، جدد رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي «التعبير عن تقدير لبنان للجهود الشاقة التي تبذلها اليونيفيل في هذه المرحلة الصعبة، والتمسك بدورها وبقائها في الجنوب وبعدم المس بالمهام وقواعد العمل التي انيطت بها والذي تنفذه بالتعاون الوثيق مع الجيش». وعبّر عن «ادانته للاعتداءات الاسرائيلية على اليونيفيل والتهديدات التي توجه اليها»، مقدّرا «اصرار العديد من الدول الصديقة للبنان على استمرار اليونيفيل في عملها في الجنوب». وقال: «ان توسيع العدو الاسرائيلي مجددا نطاق عدوانه على المناطق اللبنانية وتهديداته المتكررة للسكان باخلاء مدن وقرى باكملها، واستهداف الضاحية الجنوبية لبيروت مجددا بغارات تدميرية، كلها مؤشرات تؤكد رفض العدو الاسرائيلي كل المساعي التي تبذل لوقف اطلاق النار تمهيدا لتطبيق القرار 1701 كاملا». وجدد رئيس الحكومة «التزام لبنان الدائم بالقرار الاممي ومندرجاته»، معتبرا» ان «التصريحات الاسرائيلية والمؤشرات الديبلوماسية التي تلقاها لبنان تؤكد العناد الاسرائيلي في رفض الحلول المقترحة والاصرار على نهج القتل والتدمير، مما يضع المجتمع الدولي برمته أمام مسؤولياته التاريخية والاخلاقية في وقف هذا العدوان».

السفير الفرنسي

 من جهة اخرى، اشرف السفير الفرنسي هيرفيه ماغرو على تسليم المساعدات التي وصلت صباحًا إلى مبنى الشحن في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت والتي اقرت في المؤتمر الدولي لدعم لبنان في باريس.

خوف على الاثار

 ومع استمرار اسرائيل باستهداف بلدات ومدن تضم مواقع اثرية قيّمة لا سيما بعلبك وصور وصيدا، ووسط خشية من تعرضها للدمار، حذرت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس بلاسخارت من المخاطر التي تشكلها الحرب بين حزب الله وإسرائيل على المواقع الأثرية، لا سيما في مدينتي بعلبك في شرق البلاد وصور في الجنوب، اللتين تعرضتا لغارات مكثفة مؤخرًا. وأشارت بلاسخارت في منشور على منصة «إكس» إلى أن «مدنًا فينيقية قديمة ضاربة في التاريخ تواجه خطرًا شديدًا قد يؤدي إلى تدميرها»، مضيفةً أنه «يجب ألا يصبح التراث الثقافي اللبناني ضحية أخرى لهذا الصراع المدمر».

Spread the love

adel karroum