“لن نموت على السكت”.. الجميّل من بكركي ردًّا على السيد نصر الله: لا مَن يريد حربًا “أهلية” إلا أنت
إستقبل البطريرك الماروني، الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، اليوم (الجمعة 19 آذار/ مارس 2021)، في بكركي، رئيس حزب الكتائب، النائب المستقيل سامي الجميّل، يرافقه نائب رئيس الحزب الوزير السابق، الدكتور سليم الصايغ.
وقال الجميّل بعد اللقاء: “مأساة اللبنانيين تزداد يوميًّا، والشعب غير قادر على إكمال حياته بسب الغلاء وتدهور القدرة الشرائية وفقدان الليرة لقيمتها بشكل كامل، وهذا الأمر يرتدّ كالكابوس على الشعب، وصمود الناس عمل بطولي، لكن، وللأسف، تواكبه طبقة سياسية بلا مبالاة كاملة، وهي لا تشعر بشيء كأنها تعيش في دنيا والناس في دنيا أخرى”.
وسأل: “اذا كان هذا الجو السائد قبل تأليف الحكومة، فأيّ نوع من الحكومة سيشكلون إذا كان التخاطب قبل تأليفها بهذه الطريقة، وكيف سيُدار مجلس الوزراء؟”
وقال: “تحدَّثوا عن كلّ شيء ما عدا برنامج هذه الحكومة، بل يتشاجرون على الحصص، فماذا سيفعلون في البرنامج إذًا؟”
وشدّد على أنّ “الحل برحيل كل المنظومة القائمة، وإجراء إنتخابات، في أسرع وقت، ليتمكّن الشعب من وضع القطار على السكة، ويفتح آفاقًا جديدة أمام اللبنانيين، لأنّه بظلّ المنظومة الموجودة والمجلس النيابي، الذي يجسّد التباينات، سنبقى في النهج نفسه وعدم الشعور بمسؤولية تجاه الناس”.
وذكّر بأنّ “الكتائب قدّمت إقتراح قانون لتقصير ولاية مجلس النواب، في تشرين 2019، لإجراء إنتخابات مبكرة، في أيار 2020 أي منذ سنة، وكان يجب أن نكون، اليوم، في مكان آخر، لكن، للأسف، تمرّ الشهور ولا يقومون بشيء، ولو حصلت الإنتخابات، في الصيف الماضي، لكان لدينا أمل في تغيير حقيقي وتحرير أنفسنا من هذه الكارثة التي نمرّ فيها”.
وأضاف: “لبنان، اليوم، رهينة بيد السلاح، وهذه المنظومة السياسية المتحكّمة برقاب اللبنانيين، وعلينا تحرير الشعب اللبناني من وضع الرهينة الذي هو موجود فيه، وهذا الأمر يتطلب 3 خطوات:
- السير بمبادرة البطريرك، أي تنفيذ القرارات الدولية بما يتعلّق: بسيادة لبنان؛ وحماية حدوده؛ ومنع دخول السلاح؛ وتحييد لبنان من الصراعات كي لا يدفع ثمنها. وهنا، ندعم مبادرة البطريرك أن تكون هناك صرخة صادرة من لبنان تجاه المجتمع الدولي، لكي يتحمّل مسؤوليته لأنّ القرارات الدولية صادرة بإجماع مجلس الأمن الدولي بكل مقوّماته ما يحمّل هذه الدول مسؤولية تجاه لبنان. وللبطريرك دور كبير في هذا المجال، ونؤكّد دعمنا له في أي خطوة يقوم بها في هذا الاتجاه.
- يجب العمل على إعادة القرار إلى الشعب اللبناني عبر الإنتخابات النيابية لتجديد كلّ الطبقة السياسية من المجلس النيابي وصولا إلى رئيس الجمهورية مرورًا بالحكومة ورئيسها، عبر الإتيان بمجلس جديد يأتي بحكومة جديدة وينتخب رئيسًا جديدًا على مستوى طموح الشعب اللبناني”، داعيًا إلى “إحترام المهل الدستورية، وإذا كان في الإمكان تقريب موعد الإنتخابات فسيكون أفضل، إنما حماية هذا الإستحقاق وإجراؤه هو مصيري بالنسبة إلينا.
- يجب توحيد القوى التغييرية والسيادية من أجل أن نواجه بشكل أفضل، وتكون كلمتنا أقوى ولتقديم بديل ونعطي أملا للناس، المطلوب هو التخلي عن كل الأنانيات والإنفتاح على بعض، بهدف واضح هو وضع الإصطفافات القديمة جانبًا، فلا مكان للحديث عن يمين ويسار، أو مسلم ومسيحي، لأنّ الوقت، اليوم، للكلام عن وجود دولة أو لا، ومَن سيبني دولة مستقلّة سيّدة حضارية متطوّرة، ومَن يريد البقاء في المنظومة القديمة المافيوية”.
ورأى أن على “الجيل الجديد أن يفكّ العقد القديمة وينفتح على بعضه، ولعدم وضع الأمور التي تفرّقنا على الطاولة لهدفين: أوّلًا، إستعادة سيادة الدولة، وأن يكون هناك موقف واضح من السلاح غير الشرعي، وعودة القرار إلى الشعب، وثانيًا، أن يكون لنا موقف واضح تغييري”.
وأكّد أن “لا سيادة من دون تغيير، ولا تغيير من دون سيادة، فالتغيير بند أساسي لأن الأشخاص أنفسهم والأحزاب والقوى السياسية نفسها التي —ومنذ عشرات الأعوام وتتّخذ مواقف سيادية— تعود وتلتف عليها بحسب مصالحها”.
وشدّد على أنّ “التغيير والمحاسبة هما الأساس إذا اردنا أخذ البلد إلى الامام”، وقال: “في 2005، حرّرنا البلد من النظام السوري لكن لم نقم بالتغيير، والأشخاص أنفسهمن أوصلونا إلى ما وصلنا إليه اليوم”.
وتابع: “يجب أن نتعلم أنّ السيادة من دون تغيير لا تُجدي، وأن التغيير بظلّ سيطرة السلاح لا جدوى منها، لأنّ القرار سيبقى في مكان آخر، علينا تحرير القرار اللبناني وأن نحاسب لنتمكّن من بناء مستقبل مختلف لشبابنا، وأن نتحرر من كل الطريقة القديمة في التعامل بالعمل السياسي، وإعطاء أمل للناس في مستقبل أفضل”.
وردًّا على سؤال، أكّد أنّ “الآلية الداخلية في كل دول العالم هي الإنتخابات”، مُعربًا عن ثقته الكاملة بأنّ “الشعب، بأكثريّته الساحقة، سيعبّر عن غضبه في صناديق الإقتراع وفي أيّ إستحقاق نيابيّ مقبل، بغضّ النظر عن القانون ومَن يدير الإنتخابات، فالشعب اللبناني سيحاسِب، والتحدّي، اليوم، أن تحصل الإنتخابات، ونحن نخاف من تطييرها وسرقة هذا الإستحقاق من الشعب، والتمديد سيكون تمديدًا للمأساة ومعاناة اللبنانيين”. ورأى أنّ “بمجرّد حصول هذا الإستحقاق فالتغيير حاصل حتمًا”.
وقال: “لكن، ما دامت هذه المنظومة موجودة، فسيستمرّون في سياسة التقاذف التي رأيناها، في الأيام الأخيرة الماضية، بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلَّف، وسنبقى رهينة بيد هؤلاء الأشخاص، وإذا كان هذا الجوّ سائدًا، فكيف سيكون إذا الجوّ داخل الحكومة”.
وأضاف: “يتحدَّثون عن حكومة سياسية، ما يعني أننا ما زلنا غير قادرين على التحدّث مع المجتمع الدولي، وتحت الوصاية، وغير قادرين على القيام بإصلاح، لا حلّ إلّا بحكومة متحرِّرة من هذه المنظومة، قادرة على القيام بإصلاح والإنفتاح على الغرب. نحن في حاجة إلى الغرب ودول العالم لكي يقفوا إلى جانب لبنان، وأيّ حكومة تسيطر عليها هذه المافيا والميليشيا هل تكون قادرة على إنقاذ لبنان؟”
ودعا إلى “تأليف حكومة مستقلّة تبدأ أوّلًا بالإصلاح، وثانيًا بجولة على دول العالم والتفاوض مع صندوق النقد والدائنين، وتبدأ فورًا بضبط كل الحدود والجمارك، وتدخل الأموال وتبدأ العمل”، مشيرًا إلى أنّ “البلد متوقّف، ويتركون الناس لمصيرهم يموتون جوعًا، فيما هم يفكّرون بالمحاصصة”.
وردًّا على كلام الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصر الله، أمس، قال: “السيد نصر الله ذكَر 10 مرّات كلمة «الحرب الأهلية»، ما هذا الكلام التخويفي عن حرب أهلية! لا يوجد أيّ لبناني يريد حربًا أهلية إلّا أنت، وإذا كان هناك بعض المهووسين بالحرب ولديهم مصلحة فيها. لكن، كن أكيدًا أنّ الشعب اللبناني، من شماله إلى جنوبه، لا يحب الحرب بل السلام”.
وأكّد أن “لا حرب أهلية في لبنان”، وقال: “أنت مسيطر على البلد وهذه المنظومة، وتحدّد للسياسيين اللبنانيين حدود لعبتهم، وتعتبرون أنّ ثورة الشعب موجّهة ضدّكم. كلّا! هذه الثورة تريد بناء دولة، وبلد، ومستقبل”.
وتابع: “نفهم أنّ من يسيطر على رهينة، فهو لا يرغب في أن تتحرّك وتحاول أن تتحرّر، بل يهمّه أن تبقى ساكتة وتتعذّب بصمت. لكن، كلا! «لن نموت على السكت»، بل سنرفع الصوت ونواجه، ولا تهدّدونا بالحرب الأهلية، فنحن أشخاص سلميّون نرفض منطق الحرب، وهناك شعب يحاول أن يتحرّر وينقذ نفسه، وإذا كنتم تريدون القيام بأمر جيّد: فكّوا الأسر؛ فشعبك جائع أيضًا، والشيعة ليسوا معفيّين من الأزمة الإقتصادية وكل الشعب اللبناني يعاني”.