سوريا.. قصف مدفعي على مشفى بريف حلب وغارات روسية وتركية وإشباكات عنيفة بعين عيسى

سوريا.. قصف مدفعي على مشفى بريف حلب وغارات روسية وتركية وإشباكات عنيفة بعين عيسى

شهدت ثلاث مناطق، على الأقل، في سوريا توتّرًا داميًا جديدًا، إذ تعرّض مشفى في ريف حلب للقصف، بينما دارت إشتباكات عنيفة قرب بلدة عين عيسى، شمال سوريا، في وقت

قُتل خمسة مدنيين، اليوم الأحد (21 مارس/ آذار 2021)، في قصف مدفعي شنّته قوات النظام السوري، وطال مدخل مشفى في مدينة الأتارب، في ريف حلب الغربي، المحاذي لمحافظة إدلب، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.

غير أنّ مصدرًا طبّيًّا، في مشفى المغارة، قال لوكالة الأنباء الالمانية أن 7 أشخاص، على الأقل، قتلوا، وأصيب أكثر من 20 آخرين، بينهم 7 من الكادر الطبي، مضيفًا أنّ القوات الحكومية، المتمركزة في بلدة أورم الصغرى، والفوج 46 قصفت، بشكل مباشر، بعشرات القذائف الصاروخية والمدفعية الثقيلة، مشفى المغارة الذي يقع شمال مدينة الاتارب بريف الغربي، وخرج المشفى عن الخدمة بالكامل، وطال التدمير أغلب أجزاء المشفى إضافة إلى السيارات والمعدات التابعة للمشفى.

وقال مصدر في الدفاع المدني التابع للمعارضة أنّ فرق الإسعاف والدفاع المدني تعرّضت للقصف خلال عمليات إجلاء الجرحى ورفع الانقاض، وتم إخراج جثة طفل من تحت الانقاض.

وشاهد مراسل لفرانس برس أضرارًا طالت مدخل المشفى، وقد إخترقت قذيفة سقفه، كما تكسّر زجاج غرفة الإستعلامات، وإنتشرت بقع دماء في المكان.

هجوم روسي هو الأول من نوعه هذا العام

وبعد ساعات من قصف مشفى مدينة الأتارب، قال شهود ومصادر من المعارضة أنّ طائرات روسية قصفت معسكرات تدريب للمعارضة في شمال غرب سوريا بالقرب من الحدود التركية. وقالت المصادر أن صاروخًا روسيًّا أرض- أرض أصاب أيضًا قرية قاح، بينما إقتربت الضربات الجوية الروسية من مخيمات اللاجئين المكتظة على إمتداد الحدود مع تركيا.

وقال المتحدّث بإسم الجيش الوطني، وهو تحالف من المعارضة مدعوم من تركيا في شمال غرب سوريا، أن روسيا، التي تدعم الحكومة في دمشق، سعت لزعزعة إستقرار آخر معقل للمعارضة في سوريا، لكنّ الضربات لا تشير إلى هجوم كبير وشيك على إدلب.

وقال الرائد يوسف حمود لرويترز “حتى الآن مستمرة الضربات الروسية. أيضًا صواريخ باليستية قرب مناطق تجمع المدنيين”، مضيفًا “هي ضربات على منشآت إقتصادية بهدف خلق بلبلة”.

وتسيطر “هيئة تحرير الشام” وفصائل مقاتلة أقل نفوذًا على نحو نصف مساحة إدلب ومناطق محدودة محاذية لها. ويقطن في تلك المنطقة نحو ثلاثة ملايين شخص غالبيتهم من النازحين.

ومن جهتها، أفادت وكالة الأنباء الرسمية (سانا)، بعد ظهر اليوم، بمقتل إثنين من المدنيين، وإصابة “عدد آخر بجروح، بينهم أطفال، جرّاء سقوط قذائف أطلقتها التنظيمات الإرهابية المدعومة من الإحتلال التركي على مدينة حلب”.

وقالت الوكالة، في وقت سابق، أنّ القذائف سقطت على حي الفردوس شرق مدينة حلب. ولم تعلن أيّ جهة مسؤوليتها عن القصف.

ويسري، منذ السادس من مارس/ آذار 2020، وقفًا لإطلاق النار، في إدلب ومحيطها، أعلنته موسكو الداعمة لدمشق، وأنقرة الداعمة للفصائل، وأعقب هجومًا واسعًا شنّته قوات النظام بدعم روسي على مدى ثلاثة أشهر، دفع بنحو مليون شخص إلى النزوح من منازلهم، وفق الأمم المتحدة. ولا يزال وقف إطلاق النار صامدًا إلى حدّ كبير، رغم خروقات متكرّرة يتضمّنها قصف جوي روسي.

إشتباكات قرب بلدة عين عيسى

وفي إتجاه آخر، تدور إشتباكات عنيفة بين قوات سوريا الديموقراطية، بقيادة وحدات حماية الشعب الكردية، من جهة، والقوات التركية والفصائل الموالية لها، من جهة ثانية، قرب بلدة عين عيسى الإستراتيجية في شمال سوريا.

وتنتشر قوات تركية، وفصائل سورية موالية لها، شمال بلدة عين عيسى في ريف الرقة الشمالي منذ هجوم شنّته ضد المقاتلين الأكراد في تشرين الأول/ أكتوبر 2019، وسيطرت خلاله على منطقة حدودية واسعة.

وتدور، بين الحين والآخر، إشتباكات بين الطرفين شمال البلدة الواقعة تحت سيطرة قوات سوريا الديموقراطية التي كانت تتّخذ منها مقرًّا رئيسيًّا لها. ويتزامن التصعيد في محيط عين عيسى مع إحتفال الأكراد، الأحد، بعيد النوروز، رأس السنة الكردية المصادف في 21 آذار/ مارس من كل سنة.

وأورد المرصد السوري لحقوق الإنسان أنّ الإشتباكات إندلعت منذ الجمعة بعدما حاولت القوات التركية، والفصائل الموالية لها، التقدّم في قريتي المعلق وصيدا، شمال غرب بلدة عين عيسى، إثر “إنتهاء قوات سوريا الديموقراطية من تفكيك ألغام في القريتَين تمهيدًا لعودة المدنيين”.

مصادر: غارات تركية هي الأولى منذ سنتين

وكان المرصد أفاد، ليل السبت/ الأحد، أنّ الطيران الحربي التركي شنّ غارة إستهدفت قرية صيدا، هي الأولى في تلك المنطقة منذ هجوم العام 2019.

ونفت مصادر أمنية تركية شنّ الطيران التركي غارات في المنطقة، وإعتبرت أنّ “الإرهابيين (…) يحاولون خلق تصوّر أنّ القوات العسكرية التركية شنّت غارات”، لكن وزارة الدفاع التركية أعلنت أنّ قواتها “ردّت” على وحدات حماية الشعب الكردية “التي فتحت النيران” عليها.

وتصنّف أنقرة وحدات حماية الشعب، العمود الفقري لقوات سوريا الديموقراطية، منظمة “إرهابية”، وتعتبرها إمتدادًا لحزب العمال الكردستاني، بينما تعتبر واشنطن قوات سوريا الديموقراطية الشريك الرئيس في الحرب ضدّ “تنظيم الدولة الإسلامية”، الأمر الذي طالما أثار إنتقاد أنقرة.

وأوضح مدير المرصد، رامي عبد الرحمن، أنّ “قوات سوريا الديموقراطية تمكّنت، حتى اللحظة، من منع أي تقدّم للفصائل الموالية لأنقرة”، مشيرًا إلى تبادل للقصف بين الطرفين.

وتتكرّر، بين الحين والآخر، الإشتباكات بين الطرفين في تلك المنطقة، برغم نشر النظام السوري قوات فيها بموجب إتفاق مع الأكراد، كان الهدف منه وقف التقدم التركي إثر هجوم العام 2019. كما تتواجد فيها قوات روسية بموجب إتفاق تم التوصل إليه مع أنقرة.

وتشهد سوريا نزاعًا داميًا، منذ العام 2011، تسبّب بمقتل أكثر من 388 ألف شخص، وألحق دمارًا هائلًا بالبنى التحتية والقطاعات المنتجة، وأدّى إلى نزوح وتشريد ملايين السكان داخل البلاد وخارجها.


DPA | AFP | Reuters

Spread the love

عادل كروم

اترك تعليقاً