بنود اثارت جدلا كبيرا وتجب مراجعتها لخطورتها . كيف تفاعل المغاربة مع مدونة الأسرة الجديدة ؟
بقلم : الصحافي حسن الخباز
ترأس امس عاهل البلاد الملك محمد السادس نصره الله أشغال جلسة عمل خاصة بمدونة الاسرة في نسختها الجديدة بعد مرور عقدين على العمل بالنسخة الاولى ، وتهدف لتعزيز اكبر لدور الاسرة كمؤسسة مركزية .
هذا الورش قاده ملك البلاد منذ اعتلائه العرش وعين لإنجاحه نخبة من مختلف شرائح المجتمع المدني ، وتم رفع بعض المسائل التي تحتاج للإفتاء للمجلس العلمي الأعلى الذي يترأسه امير المؤمنين ويتكون من خيرة علماء المغرب .
بعد الإعلان عن بنود المدونة المنقحة استقبلها البعض بصدر رحب كما انتقدها الكثيرون ، ووصفوها بمدونة المرأة لا مدونة الاسرة لكونها حسب اعتقادهم تخدم المرأة فقط وليست في صالح الرجل .
ومع انها حظيت بموافقة هيأة المجلس العلمي الأعلى ، اي انها لا تخالف تعاليم ديننا الحنيف فهناك بنود مثيرة للجدل ، وقد أثارها رواد المنصات الاجتماعية وأبدوا عدم رضاهم عليها .
ومن أكثر البنود التي خلقت نقاشا واسعا وجدلا كبيرا البند الذي وصفه البعض بالخطير والذي لن يقبل به الازواج وخاصة الرجال وهو عدم قبول المجلس العلمي الاعلى الخبرة الجينية لالحاق النسب يعنيADN وهذا الرفض سيحمي خيانة الزوجة لزوجها وبالتالي اختلاط الانساب وانتشار الفساد الاخلاقي في المجتمع .
ولذلك هناك مطالب باعادة النظر فيه لانه سيحدث فتنة في المجتمع ويضرب اعرافه ومثله العليا في العمق ، فهل سيتم تدارك الأمر بهذا الخصوص سيما وأن المدونة لم تعتمد بعد بشكل رسمي .
هناك مسألة اخرى تفاعل معها الرواد بشكل كبير ويتعلق الأمر بالنفقة على الأولاد بعد الطلاق وهم في ذمة زوج امهم الجديد ، من يضمن ان النفقة سيستفيد منها الابناء لا الزوج الجديد .
بنود كثيرة أخرى تفاعل معها رواد التواصل الاجتماعي واكدوا انها ستخلق الفتنة في المجتمع ولا يتسع المجال هنا لذكرها ، ولابد من الوقوف عليها فعلا والتريث في فرضها لانها مثار جدل واسع بالفعل ولن يختلف اثنان حولها .
هناك تخوفات من عزوف الشباب عن الزواج بسبب المدونة الجديد التي اعتبر الكثيرون انها ليست في صالح الرجل وتفرض عقوبات كثيرة عليه ، وهذا قد يشجع اكثر على العلاقات الرضائية التي يحرمها ديننا الحنيف .
أغلب آراء رواد وسائل التواصل الاجتماعي.ذهبت إلى ان مدونة الأسرة لايهتم بها إلا المتزوجون من اجل المصلحة لكن المتزوجون على اساس صحيح ومتين وقوي فلن تؤثر عليهم المدونة لانهم لن يضطروا للجوء إليها باي حال من الاحوال لان زواجهم مبني على أساس متين من التقوى والمودة والرحمة والإحترام المتبادل .
” زواجهم ميثاق غليظ فهم يعرفون حقوقهم وواجباتهم إنطلاقا من شرع الله يعيشون في سعادة دائمة في غنى عن المدونات أو القوانين لأنهم يستمدون أصول العشرة الحسنة من شرع الله فلا يظلم الزوج زوجته ولاتظلم الزوجة زوجها لأنهم يتقون الله في بعضهم البعض بعيدا عن الطمع وسوء العشرة …” كما كتب احد المعلقين .
في رأيي الشخصي ، المدونة الجديدة حظيت بموافقة المجلس العلمي الأعلى وبذلك لن تكون مخالفة لتعليم ديننا ، أي ان العلمانيين لم يفرضوا بندا يتعارض مع الإسلام وحتى إن فرضوه فقد مر عبر تصفية مجلس امير المؤمنين ، والناحية الدينية هي المهمة في كل مناحي حياتنا كمغاربة ميلمين و كمجتمع محافظ .
المدونة بالفعل لن تضر إلا سيء النية واللي “,فكرشو لعجينة” أما ابناء الاصل ، الذين يريدون قضاء نصف الدين وإكماله فلا تعنيهم النسخة الجديدة من مدونة الأسرة ما داموا يعرفون حقوقهم وواجباتهم انطلاقا من ديننا الحنيف الذي استوصى بالمرأة خيرا .