صور الأطفال في الإنترنيت لقمة سائغة للمتحرشين!
كشف تحقيق صحفي ألماني بأن مصدر أغلب صور الأطفال التي يتم تداولها في المنتديات التي يرتادها المتحرشون هو مواقع وسائل التواصل. فكيف يمكن للآباء منع استغلال صور أطفالهم؟ وما هي إجراءات وسائل التواصل للتصدي لذلك؟
يجهل غالبية الآباء والأمهات أن صور أطفالهم على فايسبوك أو إنستغرام قد ينتهي بها المطاف في منتديات المهووسين بالجنس. هذه هي الخلاصة التي توصلت بها المجلة السياسية التلفزيونية للقناة الألمانية الأولى” إي آر دي” (ARD) وتقرير لإذاعة شمال ألمانيا “إن دي آر” (NDR)، حسب ما أعلنت عنه هذه الأخيرة اليوم ( الخميس 22 نيسان/ أبريل 2021).
ومن بين الأمثلة على ذلك منصة الصور غير القانونية “Cutie Garden” التي يرتادها المتحرشون ومستغلوا الأطفال جنسيا. فكل أربع صور تقريبًا تنشر في تلك المنصة يتم أخذها من مواقع التواصل الاجتماعي. ويقوم مستخدمو تلك المنصة بكتابة تعليقات فاحشة تحت الصور، كما يطلقون أحيانا أسماء على الأطفال الموجودين في الصور ويحددون أعمارهم.
وبناء على ذلك ينصح المكتب المركزي الألماني لمكافحة جرائم الإنترنت بعدم نشر صور الأطفال على الإنترنيت، حسبما ذكر موقع صحيفة “دي فيلت” الألمانية.
وبعد فحص ملايين الصور في مختلف منتديات مستغلي الأطفال جنسيا لمعرفة أصل الصور التي يتداولونها، رصد فريق البحث مئات الآلاف من الحالات واكتشفت أدلة تثبت أن مصدر تلك الصور هي فايسبوك أو إنستغرام.
وهناك أمثلة أخرى على استغلال صور الأطفال التي تنشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي مثل تلك الصور التي يتم تداولها في منتديات تنشر المواد الإباحية فيما يسمى الشبكة المظلمة (دارك نيت). ووقف فريق البحث على العديد من الصور من الحياة اليومية للأطفال. ويتم تحميل صور وفيديوهات في نافذة خاصة تحمل اسم “ليس عارياً”. ويظهر في في هذه النافذة، حسب موقع صحيفة “دي فيلت”، مقطع فيديو لطفلين يلعبان لعبة الغميضة مع تعليق يقول: “عبيد جنس”.
وفي جوابهما على استفسار المجلة التلفزيونية “بانوراما” حول تلك الثغرات أحال فيسبوك و إنستغرام على إعدادات الخصوصية لمستخدمي الموقعين، وأوضحا أن الوالدين يمكنهما تحديد مع من يريدون مشاركة صورهم اليومية وصور أبنائهم. وأحال الموقعان على تقنية تمكن من اكتشاف العري والمحتوى الاستغلالي للأطفال أثناء تحميل الصور والفيديوهات. ومن جانبه قال موقع يوتيوب إنه يستثمر في التكنولوجيا التي من شأنها حماية الأطفال والعائلات بشكل أفضل.
لكن الصعوبة المطروحة أمام مواجهة هذه المعضلة هي أن السلطات لا يمكن أن تتدخل إلا في حالات نادرة، حسب جوليا بوسفيلر المدعية العامة لدى المكتب المركزي الألماني لمكافحة جرائم الإنترنت.
وتضيف بوسفيلر، نقلا عن موقع فيلت، أن التسجيلات نفسها لا يعاقب عليها القانون، بل على التعليقات ذات الطابع الجنائي. بالإضافة إلى ذلك من حق كل شخص تم تصويره بدون موافقته الدفاع عن الحق في صورته الخاصة. لكن معظم المعنيين – تقول جوليا بوسفيلر – لا يعرفون أصلا أن صور أبنائهم تعرضت للسرقة ويتم تداولها في منصات مشبوهة.
DW