استئناف مفاوضات ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل
بعد توقف دام لأشهر، استؤنفت مفاوضات ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل بوساطة أمريكية، في خطوة وصفتها واشنطن بـ”الإيجابية”. واتهمت إسرائيل لبنان بعرقلة المفاوضات، فيما قال مصدر لبناني إنهم بانتظار “ما سيقدمه الوسيط”.
استأنف لبنان وإسرائيل الثلاثاء (الرابع من أيار/ مايو 2021) مفاوضات ترسيم الحدود البحرية برعاية الولايات المتحدة بعد توقف دام أشهر عدة جراء سجالات حول مساحة المنطقة المتنازع عليها، وفق ما أفادت الوكالة اللبنانية الوطنية الرسمية للاعلام.
وبدأ الوفدان اجتماعهما بحضور الوسيط الأمريكي عند الساعة العاشرة صباحاً (السابعة بتوقيت غرينتش) في نقطة حدودية تابعة لقوة الأمم المتحدة في جنوب لبنان (يونيفيل) في مدينة الناقورة التي أجريت فيها جولات التفاوض السابقة العام الماضي.
وأعلنت الولايات المتحدة الشهر الماضي أن فريقها برئاسة جون ديروشر، الذي اضطلع بدور الميسر في الجولات السابقة، سيتولى الوساطة بين وفدي لبنان وإسرائيل بدءاً من الثلاثاء. واعتبرت واشنطن “استئناف المفاوضات خطوة إيجابية بانتظار حل طال انتظاره”.
ولم تتضح الأسباب أو الظروف التي دعت إلى استئناف المفاوضات المتوقفة منذ تشرين الأول/ نوفمبر 2020 بعد ثلاث جولات فقط، فيما ما زالت الخلافات قائمة بين الطرفين حول مساحة المنطقة المتنازع عليها.
وكان من المفترض أن تقتصر المفاوضات على مساحة بحرية من حوالى 860 كيلومتراً مربعاً، بناء على خريطة أرسلت في 2011 إلى الأمم المتحدة. لكن لبنان اعتبر لاحقاً أن هذه الخريطة استندت الى تقديرات خاطئة، ويطالب اليوم بمساحة إضافية تبلغ 1430 كيلومتراً مربعاً وتشمل أجزاء من حقل “كاريش” الذي تعمل فيه شركة يونانية لصالح إسرائيل.
ويُعرف الطرح اللبناني الحالي بالخط 29. واتهمت إسرائيل لبنان بعرقلة المفاوضات عبر توسيع مساحة المنطقة المتنازع عليها. واتهم وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينتس لبنان بـ”تغيير موقفه سبع مرات” وباتخاذ “مواقف ترقى إلى الاستفزاز”.
مساعٍ للتوصل إلى نقاط مشتركة
من جانبه أوضح مصدر في الرئاسة اللبنانية لوكالة فرانس برس أن “البحث سينطلق من النقطة التي توقفنا عندها، أي من الخط 29 بالنسبة لنا”، وأضاف: “نحن لن نقبل بالخط الذي يطرحونه، وهم لن يقبلوا بخطنا، فلذلك سنرى ما سيقدمه الوسيط. سيكون هناك أخذ ورد بهدف التوصل إلى نقاط مشتركة”.
وإثر اجتماع مع الوفد المفاوض الإثنين، شدد الرئيس اللبناني ميشال عون “على أهمية تصحيح الحدود البحرية وفقاً للقوانين والانظمة الدولية”، واعتبر أن “تجاوب لبنان مع استئناف المفاوضات غير المباشرة … يعكس رغبته في أن تسفر عن نتائج ايجابية”.
والشهر الماضي، وقع كل من رئيس حكومة تصريف الأعمال ووزيري الدفاع والأشغال مرسوماً يقضي بتعديل الحدود البحرية. إلا أن مشروع المرسوم لم ينل موافقة مجلس النواب بعد، كما أنه يحتاج توقيع عون حتى يصبح سارياً.
في 2018، وقّع لبنان أول عقد للتنقيب عن الغاز والنفط في رقعتين من مياهه الإقليمية تقع إحداها، وتعرف بالبلوك رقم 9، في الجزء المتنازع عليه مع إسرائيل.
اتفق لبنان وإسرائيل على بدء المفاوضات بعد سنوات من الجهود الدبلوماسية التي قادتها واشنطن. وعقدت أول جولة من المحادثات التي يصر لبنان على طابعها التقني وعلى أنها غير مباشرة في تشرين الأول/ أكتوبر 2020.
ولبنان، الذي لم يكتشف أي احتياطيات غاز كبيرة في مياهه، في أمسّ الحاجة لأموال المانحين الأجانب ويواجه أسوأ أزمة اقتصادية منذ حربه الأهلية التي دارت من عام 1975 إلى عام 1990.
DPA | AFP | Reuters