أميركا تسحب فريقها من مفاوضات الدوحة بعد ردّ ”حماس” وتلمّح لخيارات بديلة
أعلن المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الخميس، أن بلاده قررت إعادة فريقها من الدوحة لإجراء مشاورات بعد رد حركة “حماس” الأخير، معتبراً أنه “يكشف عدم رغبة الحركة في التوصل لاتفاق بشأن غزة”. وأشار إلى أن واشنطن ستدرس الآن “خيارات أخرى لإعادة الرهائن إلى ديارهم ومحاولة إيجاد بيئة أكثر استقرارا لسكان غزة. من المؤسف أن تتصرف حماس بهذه الطريقة الأنانية”.
وفي مؤتمر صحافيالخميس، امتنع المتحدث باسم وزارة الخارجية تومي بيغوت عن تقديم تفاصيل حول “الخيارات البديلة” التي تفكر فيها الولايات المتحدة.
وعندما تم الضغط عليه لتوضيح ما إذا كانت الولايات المتحدة ستواصل المحادثات وكيف، لم يقدم بيغوت أي توضيح وقال: “هذا موقف ديناميكي للغاية”. وأكد أن التزام الولايات المتحدة بوقف إطلاق النار لم يكن موضع شك أبدا، ولكن التزام حماس هو ما كان موضع تساؤل.
بدوره، ادعى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مساء الخميس، أن حكومته تعمل على إنجاز صفقة جديدة لاستعادة الأسرى المحتجزين في غزة. وجاء حديث نتنياهو عقب سحبه الوفد المفاوض من الدوحة، وبُعيد إعلان ويتكوف.
وبحسب ما نقلته القناة 13 الخاصة، جاءت تصريحات نتنياهو في كلمة له لدى مشاركته بمراسم إحياء ذكرى زعيم صهيوني (لم تذكره) بمدينة القدس.
وزعم نتنياهو عمل حكومته “على تحقيق صفقة تحرير جديدة للأسرى، لكن إذا اعتبرت حماس هذا التحرك دليل ضعف، فهي مخطئة”، دون تفاصيل عن تلك الصفقة. وأضاف: “بعد السابع من أكتوبر (2023)، وعدتُ بتغيير وجه الشرق الأوسط، وهذا ما نقوم به، أعداؤنا يواجهون حربا متعددة الجبهات، ونحن نتحرك كقوة إقليمية فاعلة في سبع ساحات”، وفق زعمه.
وفي السياق، أكد مسؤول إسرائيلي بارز أن وفد تل أبيب لن يعود إلى قطر إلا عند وجود فرصة حقيقية للتوصل إلى اتفاق، مشيرا إلى أن رد حماس لا يسمح بالتقدم دون مرونة أو تنازل، لكنه أوضح أن إسرائيل تعتزم مواصلة المحادثات رغم الجمود الحالي.
وفي تطور موازٍ، نقلت ”هيئة البث” الإسرائيلية عن مصدر سياسي تأكيده عدم وجود انهيار في المحادثات المتعلقة بقطاع غزة، وأن إسرائيل ستعود إلى قطر لاستئناف المفاوضات عندما تتوفر فرصة لتحقيق تقدم ملموس.
ولم تكشف حماس عن فحوى ردها، لكن صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية وموقع “تايمز أوف إسرائيل” نقلا عن مصدرين إسرائيليين إن رد الحركة الفلسطينية “أفضل من سابقه”، و”يمكن أن يشكل أساسا للمفاوضات” مع تل أبيب. فيما نقلت صحيفة “يسرائيل هيوم” العبرية الخاصة، عن مصادر أمنية لم تسمها، قولها إن الجيش الإسرائيلي “يستعد لتوسيع المناورة في غزة في ضوء رد حماس على مقترح وقف إطلاق النار”.
حماس: الكرة في ملعب إسرائيل
وفي سياق متصل، قال مصدر في حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، مساء الخميس، إن التوصل إلى اتفاق مؤقت لوقف إطلاق النار مع إسرائيل “ممكن” إذا أظهرت إسرائيل “المرونة الكافية”، مؤكدا أن “الكرة الآن في ملعب إسرائيل”.
وتابع المصدر: “نشعر بالصدمة من تصريحات المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، والتي لا تعكس حقيقة الأجواء الإيجابية التي سادت الجولة الأخيرة من المحادثات. سلمنا ردّنا، وكان الوسطاء متفائلين به، وننتظر الآن التوضيحات حول ما جرى”.
وأكد المصدر الحمساوي أن المفاوضات لا تزال قائمة، وأن فريق التفاوض الإسرائيلي عاد إلى تل أبيب للتشاور الداخلي بعد استلام ردّ الحركة.
من جهتها، قالت حركة ”الجهاد” ان تصريحات ويتكوف انعكاس لموقف الحكومة الاسرائيلة، وتظهر نيات مبيتة لاستمرار العدوان.
