الحجار في عيد الأمن العام: لنسر موحدين نحو لبنان أفضل

الحجار في عيد الأمن العام: لنسر موحدين نحو لبنان أفضل
شقير: لحظة إستثنائية مفصلية ونجحنا بتجاوز مطبات كثيرة

أحيت المديرية العامة للأمن العام الذكرى الـ80 لتأسيسها، في احتفال أقيم في المركز الرئيسي في المتحف، برعاية وزير الداخلية والبلديات العميد أحمد الحجار وحضوره والمدير العام للأمن العام اللواء حسن شقير والضباط الكبار.

القى شقير كلمة، قال فيها: “في هذا اليوم المميز من عمر الأمن العام اللبناني، نقف وقفة وفاء وتقدير، نستذكر فيها المسيرة الطويلة التي سلكتها هذه المؤسسة منذ ولادتها، مرورا بمحطات من التحديات والتحولات، وصولا إلى ما أصبحت عليه اليوم من حضور وفاعلية ودور ريادي على المستويين الوطني والدولي”.

أضاف: (…) لا يمكن أن نحيي هذه الذكرى من دون التوقف عند الثقة الغالية التي أولاها فخامة رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون وكل اركان السلطة لهذه المؤسسة، كمرتكز من مرتكزات وحدة القرار الوطني”.

وتوجه بالتحية والتقدير إلى وزير الداخلية والبلديات العميد أحمد الحجار، الذي “أثبت منذ اليوم الأول لتوليه مسؤولياته الوزارية، إلتزاما عميقا بإرساء الأمن المؤسساتي وتعزيز التنسيق بين الأجهزة كافة، وكان حاضرا بدعمه، حكيما برؤيته ومصرا على تحصين الأمن من كل الخروق والتجاذبات”.

وتوجه الى الحضور قائلا: “نجتمع اليوم في لحظة استثنائية ومفصلية يمر فيها وطننا، تتكاثف فيها التحديات من كل اتجاه نتيجة الاعتداءات الاسرائيلية المستمرة على ارضنا وشعبنا، إلى المخاطر الأمنية المتربصة، وصولا إلى التحديات الاقتصادية والاجتماعية المتفاقمة التي تواجه مؤسسات الدولة (…)”. 

وأكد انه “نجحنا رغم الازمات بتجاوز مطبات كثيرة بفضل تفاني العسكريين وإخلاصهم للوطن الذي تعمد بالدم من خلال سقوط شهداء اثناء تأديتهم مهامهم الوطنية، وكنا حاضرين في كل الميادين، من الأمن الوقائي، إلى ضبط الحدود، مرورا بإدارة النزوح ومكافحة التهريب، وصولا إلى حماية السلم الأهلي”. وقال: “في هذا الإطار، لا بد من التوقف عند ملف النزوح السوري الذي حمل لبنان أعباء هائلة على مدى سنوات، وكنا من أوائل المبادرين إلى تنظيم هذا الملف وتقديم الحلول العملية الواقعية، انطلاقا من حق الدولة في فرض سيادتها وتنظيم شؤونها ومن منطلق إنساني وحقوقي متوازن”.

وجدد اللواء شقير “العهد والوعد، أن نكون على قدر الأمانة، ثابتين على القسم، لا نلين أمام الترهيب ولا ننكفئ امام التهديد، بل نواصل الليل بالنهار لنصون هذا الوطن ونحمي استقراره ونحفظ وجهه الحضاري (…)”.

ثم تحدث الوزير الحجار،فأِشار الى ان المناسبة” محطة سنوية لها رمزية كبيرة وبعد وطني جامع”. وقال: “لا أبالغ إذا قلت بأن الأمن العام هو واجهة لبنان (…)”، متوجها الى الحاضرين: “(…) تقع مسؤولية كبيرة عليكم قيادة وضباطا وأفرادا لناحية إعطاء الصورة المشرفة عن الدولة اللبنانية. فالقيام بهذه المسؤولية له متطلبات كثيرة، لعل أهمها الخدمة الملتزمة بالنزاهة والكفاية المقرونة بالتضحية. فشعاركم “تضحية – خدمة” يجب أن يكون واقعا معاشا في كل تفصيل من تفاصيل عمل هذه المؤسسة العريقة، لتكونوا الصورة المشرقة عن لبنان الذي نصبو إليه جميعا”.

اضاف: “المطلوب منكم الآن، أكثر من أي وقت مضى، بأن تكونوا على أهبة الاستعداد للتصدي ومعالجة مواضيع ذات أولوية قصوى، وعلى رأسها موضوع إدارة وضبط المعابر الحدودية الشرعية وفقا لأعلى معايير الفاعلية والحوكمة المعلوماتية، كما وإقفال غير الشرعية منها بالتعاون والتكامل مع الجيش اللبناني الذي يبذل جهودا جبارة في هذا الاتجاه”. 

ولم ينس الحجار “أزمة النزوح السوري وما تضعه من أثقال على كاهل الوطن على الصعد كافة”، مؤكدا انه “لا بد من تطبيق حلول مبتكرة تحاكي الخطة الحكومية التي تم إقرارها مؤخرا لمعالجة هذا الملف لمرة واحدة وأخيرة، بما يريح الجانبين اللبناني والسوري ويعزز من التواصل والتعاون بينهما”.

واوضح أن “لبنان أمام مرحلة مفصلية ومصيرية لم يسبق أن مر بها على امتداد وجوده الضاربة جذوره في عمق التاريخ، لبنان بحاجة إلى كل أبنائه لأي فئة أو طائفة أو حزب انتموا، إننا عند المفترق الذي يجب ألا يفرقنا، بل أن يجمعنا بإرادة واحدة صلبة، لنسر موحدين نحو لبنان أفضل، نبنيه بأنفسنا ودون منة من أحد، وطنا جامعا لأبنائه مانعا للفرقة والعزلة، وطنا أزليا أبديا لنا ولأبنائنا وللأجيال المقبلة (…)”.

وقال: “كلنا يعلم أن بناء الوطن يبدأ بالمؤسسات وينتهي إليها، فلا تتساهلوا مع المخالفات مهما صغر حجمها، ولا تتجاهلوا التجاوزات مهما كانت طبيعتها، ولا تتغاضوا عن الموبقات بصرف النظر عن فاعلها، فالتساهل والتجاهل والتغاضي مقبرة المؤسسات وعلة اندثارها، والأمن العام أبعد ما يكون عن ذلك، لا بل وأنا أشهد على أن المؤسسة في تطور مستمر وفي سعي دؤوب الى خدمة لبنان واللبنانيين على أحسن ما يكون (…)”.

وانتقل الحجار وشقير والضباط إلى دائرة ألامن العام في الكرنتينا، حيث تم افتتاح المبنى الجديد، وكانت جولة في أرجاء المبنى واطلع  الوزير على الاجراءات والترتيبات المتخذة واستمع إلى المواطنين.

Spread the love

adel karroum