سوريا تفتح صناديق إنتخابات تراها دول غربية غير نزيهة

سوريا تفتح صناديق إنتخابات تراها دول غربية غير نزيهة

توجه السوريون في مناطق سيطرة بشار الأسد وحلفائه داخل البلاد إلى صناديق الاقتراع في انتخابات تبدو محسومة لصالح الأسد، الذي أدلى بصوته في معقل سابق للمعارضة. ونددت دول غربية بالانتخابات معتبرة أنها “لن تكون حرة ولا نزيهة”.

فتحت مراكز الاقتراع أبوابها في مناطق سيطرة القوات الحكومية في سوريا الأربعاء (26 أيار/ مايو) لانتخابات رئاسية هي الثانية منذ اندلاع النزاع المدمر قبل أكثر من عقد من الزمن من شأنها أن تمنح الرئيس بشار الأسد ولاية رابعة لمدة سبع سنوات إضافية.

وأعلنت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن مراكز الاقتراع فتحت أبوابها عند الساعة 07:00 (04:00 بتوقيت غرينتش) بينما عرض التلفزيون السوري لقطات لصفوف طويلة من الناخبين تتشكل أمامها في عدد من مناطق البلاد. وسيستمر التصويت حتى الساعة 19:00 (16:00 ت غ) على أن تصدر النتائج خلال 48 ساعة من إغلاق صناديق الاقتراع.

واتخذ الأسد (55 عاماً) عبارة “الأمل بالعمل” شعاراً لحملته الانتخابية، في محاولة لتسليط الضوء على دوره المقبل في مرحلة إعادة الإعمار، بعد عقدين أمضاهما في سدّة الرئاسة.

وأدلى الرئيس بشار الأسد بصوته اليوم الأربعاء في مركز اقتراع في دوما، المعقل السابق للمعارضة المسلحة. كانت دوما قد شهدت بعضا من أعنف المعارك في الحرب الأهلية لكنها عادت الآن تحت سيطرة الحكومة. ودوما جزء من منطقة الغوطة الشرقية التي تقع على مشارف العاصمة دمشق. وكانت بلدة الغوطة الشرقية هي المكان الذي وقع فيه ما يشتبه بأنه هجوم بالأسلحة الكيماوية في نيسان/ أبريل 2018، دفع الغرب إلى توجيه ضربات صاروخية إلى العديد من المواقع التي يعتقد أنها منشآت أسلحة كيماوية في سوريا.

إلى جانب الأسد، يخوض مرشّحان السباق الرئاسي هما وزير الدولة السابق عبد الله سلوم عبد الله (2016- 2020) وكان نائباً لمرتين في مجلس الشعب، والمحامي محمود مرعي، من معارضة الداخل المقبولة من النظام، وسبق أن شارك بين ممثليها في إحدى جولات المفاوضات برعاية الأمم المتحدة في جنيف، والتي اتسمت بالفشل.

وخلال مؤتمر صحافي سبق الانتخابات، قال وزير الداخلية محمّد خالد رحمون الثلاثاء إن “عدد من يحق له الانتخاب في كامل المناطق السورية وخارجها يتخطى 18 مليون شخص.

لكن الانتخابات ستجري الأربعاء في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة والمقدرة بأقل من ثلثي مساحة البلاد، ويقطن فيها حوالي 11 مليون شخص. ويبلغ عدد المراكز الانتخابية، وفق الداخلية، أكثر من 12 ألفاً، ويحق للناخب أن يُدلي بصوته في أي مركز، على اعتبار أن “سوريا دائرة انتخابية واحدة”.

وستغيب الانتخابات عن مناطق سيطرة الإدارة الذاتية الكردية في شمال شرق سوريا، كما عن مناطق تسيطر عليها هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) وفصائل موالية لأنقرة في شمال وشمال غرب البلاد.

“لن تكون حرة ولا نزيهة”

ونددت الولايات المتحدة وقوى أوروبية كبرى الثلاثاء في شكل مسبق بالانتخابات الرئاسية في سوريا، معتبرة أنها “لن تكون حرة ولا نزيهة”. وقال وزراء خارجية الولايات المتحدة وألمانيا وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا في بيان مشترك “نحض المجتمع الدولي على أن يرفض من دون لبس هذه المحاولة من نظام الأسد ليكتسب مجدداً الشرعية من دون أن يوقف انتهاكاته الخطيرة لحقوق الإنسان ومن دون أن يشارك في شكل ملحوظ في العملية السياسية التي سهلتها الأمم المتحدة بهدف وضع حد للنزاع”.

وأكد الوزراء أنهم يريدون “القول بوضوح” إن هذه الانتخابات “لن تكون حرة ولا نزيهة”. وأضاف الوزراء ، وهم الأمريكي أنتوني بلينكن والألماني هايكو ماس والبريطاني دومينيك راب والفرنسي جان ايف لودريان والايطالي لويجي دي مايو: “ندين قرار نظام الاسد إجراء انتخابات خارج الاطار الوارد في قرار مجلس الامن الدولي الرقم 2254 ونؤيد أصوات جميع السوريين، وخصوصاً منظمات المجتمع المدني والمعارضة السورية، الذين نددوا بهذه العملية الانتخابية بوصفها غير شرعية”.

وتابع الوزراء: “بموجب القرار، ينبغي إجراء انتخابات حرة ونزيهة بإشراف الأمم المتحدة عبر احترام أعلى المعايير الدولية على صعيد الشفافية”. وأكدوا أنه “لتكون الانتخابات ذات صدقية، يجب أن تكون مفتوحة لجميع السوريين”، بمن فيهم النازحون داخل البلاد واللاجئون خارجها والمغتربون، ونبهوا إلى أنه “من دون توافر هذه العناصر، فإن هذه الانتخابات المزورة لا تمثل أي تقدم نحو حل سياسي”.


AFP | Reuters| DPA

Spread the love

صحيفة البيرق

اترك تعليقاً