عون: استقرار سوريا ضروري لاستقرار لبنان

عون: استقرار سوريا ضروري لاستقرار لبنان

باستثناء الاجتماع الروتيني للجنة الميكانيزم وقد تحول “حائط مبكى” يعرض فيه لبنان مسلسل الخروقات الاسرائيلية الاسبوعية من دون ان يلقى تجاوباً، فيقتصر عملها على ادارة الازمة لا أكثر، لم يُسجل المشهد السياسي والامني جديدا يُذكر، فيما ينتظر لبنان وصول مستشارة الرئيس الفرنسي لشؤون الشرق الأوسط آن كلير لوجاندر لتلمّس ما في جعبتها من معلومات او معطيات، جراء التواصل الفرنسي –السعودي وتوازياً داخل اللجنة الخماسية الدافعة في اتجاه انقاذ لبنان من براثن حرب تتهدده.
اما الطرح الرئاسي التفاوضي فلم يلق حتى الساعة اي رد او تجاوب من الجانب الاسرائيلي في حين دعا رئيس الجمهورية جوزاف عون الى اعتماد قوة المنطق بدل منطق القوة، مؤكدا ان الحوار الوطني قبل الانتخابات مثابة حوار طرشان.
وعلى وقع التهديدات والخروقات الاسرائيلية والتحذيرات الاميركية والدولية، وفيما اعلنت وسائل إعلام إسرائيلية ان “الجيش ينقل معدات عسكرية ثقيلة ودبابات إلى الحدود الشمالية مع لبنان”،عقدت لجنة الميكانيزم اجتماعها الدوري الثالث عشر في الناقورة برئاسة الجنرال الأميركي جوزيف كليرفيلد وفي غياب الموفدة الاميركية مورغان اورتاغوس، تخلله عرض لبناني للخروقات الاسرائيلية خصوصا الانتهاكات التي حصلت خلال الأيام الاخيرة وعودة الانذارات لعدد من الابنية في البلدات الجنوبية ومنها زوطر وطيردبا والطيبة ثم استهدافها ما يشكل خرقا فاضحا لاتفاق وقف النار.
لم نتسلم ردا
في الموازاة، أكد رئيس الجمهورية ان لبنان لم يتسلم بعد اي رد اسرائيلي على خيار التفاوض الذي كان قد طرحه لتحرير الارض، مشيراً الى ان” منطق القوة لم يعد ينفع، وعلينا ان نذهب الى قوة المنطق”.
لتضطلع بدورها
من جانبه، جدد رئيس المجلس النيابي أمام وفد موسع من اللقاء الروحي العكاري زاره في عين التينة “المطالبة بوجوب أن تضطلع لجنة الميكانيزم بدورها وكذلك الدول الراعية لإتفاق وقف إطلاق النار لجهة إلزام إسرائيل بوقف عدوانها على لبنان وانسحابها من الأراضي التي لا تزال تحتلها في الجنوب”. وقال: صدقوني بأن لبنان لن يكون لبنان من دون هذه الصيغة الفريدة في المنطقة والتي تمثل نقيضاً لعنصرية إسرائيل، وإن الجنوب اللبناني ومنذ نشأة الكيان الإسرائيلي دفع ثمن التاريخ والجغرافيا ليس لأن أبناءه من طائفة محددة، بل العكس فالجنوب بتعدد طوائفه يشبه إلى حد كبير عكار وإقليم الخروب، وإن المخاطر الإسرائيلية التي هددته ولا تزال تهدده إنما هي مخاطر تهدد كل اللبنانيين الذين هم مطالبون بمقاربة هذه المخاطر والتحديات والتداعيات مقاربة وطنية وبأن يكونوا جميعاً جنوبيين في الجرح والهم والألم والأمل.
جعجع يرد
في الاثناء، بقيت مواقف الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم التي رفض فيها تسليم السلاح واكد ان اتفاق وقف النار محصور بجنوب الليطاني تتفاعل. اليوم، رد عليه رئيس حزب “القوّات اللبنانية” سمير جعجع، في بيان جاء فيه “قال الشيخ نعيم قاسم إنّ “الاتفاق المعقود في 27 تشرين الثاني 2024 هو حصراً في جنوب نهر الليطاني”. شيخ نعيم، حفاظًا على مصداقيتك فحسب، وليس لأي سبب آخر، نؤكّد على التالي: أولًا، ينصّ البند الثالث من القرار 1701 على ما يلي: “بسطُ سيطرة حكومة لبنان على جميع الأراضي اللبنانية وفقًا لأحكام القرارين 1559 و1680، والأحكام ذات الصلة من اتفاق الطائف.”
ثانيًا، تؤكّد مقدّمة اتفاق 27 تشرين الثاني 2024 على نزع سلاح جميع الجماعات المسلّحة في لبنان، بحيث تكون القوات الوحيدة المخوّلة حمل السلاح هي القوات المسلحة اللبنانية..
ثالثًا، ينصّ البند السابع من الاتفاق ذاته على التالي: “تفكيك جميع المنشآت غير المصرّح بها لاستخدام الأسلحة، وتفكيك جميع البنى التحتية العسكرية، بدءًا من جنوب الليطاني.”
رابعًا، جاء في قرار مجلس الوزراء الصادر في 7 آب 2025: “تأكيد تنفيذ لبنان لوثيقة الوفاق الوطني المعروفة باسم اتفاق الطائف والدستور اللبناني وقرارات مجلس الأمن، وفي مقدّمها القرار 1701، واتخاذ الخطوات الضرورية لبسط السيادة الكاملة على جميع الأراضي اللبنانية.
..و«الكتائب» ايضا
ايضا، صدر عن حزب الكتائب اللبنانية بيان اعتبر فيه ان “الأمين العام لحزب الله أطلّ علينا ليُطمئن الإسرائيلي بأن لا خطر يهدّد مستوطناته الشمالية، ويُبدي استعداد حزبه لإخلاء جنوب الليطاني من السلاح طمأنةً لإسرائيل، مؤكّدًا في الوقت نفسه أنه لن يسلّم سلاحه شمال الليطاني”. أضاف البيان “والسؤال البديهي، ما وظيفة هذا السلاح بعد كل ذلك؟ وأين فكرة “مقاومة إسرائيل” إذا كانت أولويته اليوم طمأنتها لا مواجهتها؟ في المقابل، يوجّه تهديداته إلى الحكومة والداخل اللبناني، اللذين يعتبرهما “خدّام إسرائيل”، متوعدًا بأنّ نزف الجنوب، إن استمرّ، فسينزف معه كل لبنان بسبب أميركا وإسرائيل. هذا الخطاب التصعيدي لا يستهدف العدو، بل الداخل اللبناني والدولة ومؤسساتها.
الجدار
في الميدان، قام الجيش الإسرائيلي ببناء جدار إسمنتي على طول المساحة المقابلة لسهل يارون حتى موقع “الحدب” العسكري داخل الاراضي الاسرائيلية والذي غطته البلوكات الاسمنتية بالكامل. الجدار الجديد يبنيه الجيش الاسرائيلي على الحدود الدولية وخلف الخط الأزرق من دون خرق الجدار، لكنه خرق بآلياته الأراضي اللبنانية والخط الازرق بتنفيذها عملية تجريف واسعة في محيط تشييد الجدار.
لوجاندر
في ظل هذه الاجواء الضاغطة، ومن ضمن سياق حركة الموفدين الدوليين المكوكية الى لبنان لمواكبة تطوراته الميدانية في ظل قرع اسرائيل طبول الحرب من جديد، تصل الى بيروت اليوم مستشارة الرئيس الفرنسي لشؤون الشرق الأوسط آن كلير لوجاندر، لاجراء محادثات مع كبار المسؤولين.

Spread the love

adel karroum