“مؤسسة طرابلس القديمة” أطلقت “درب المماليك من القاهرة الى طرابلس”كريمة: المدينة تنبض في اسواقها القديمة في رائحة

“مؤسسة طرابلس القديمة” أطلقت “درب المماليك من القاهرة الى طرابلس”كريمة: المدينة تنبض في اسواقها القديمة في رائحة

محمد سيف

صابونها وفي نقش نحاسها مع اعمارها وفي ذاكرة اهلها
فهمي : القاهرة وطرابلس مدينتين تشبهان بعضهما لا في الحجر فقط بل في الروح ايضا
سلامة: مسؤوليتنا الاهتمام بإرثهم المعماري العظيم

أطلقت “مؤسسة طرابلس القديمة” فعالية “درب المماليك من القاهرة الى طرابلس” في احتفال اقيم في “خان العسكر” وسط مدينة طرابلس الاثرية، برعاية وزير الثقافة غسان سلامة وحضوره والنواب اشرف ريفي، فيصل كرامي، طه ناجي وجميل عبود، الوزيرين السابقين محمد الصفدي وعمر مسقاوي، محافظ الشمال بالانابة ايمان الرافعي، المدير العام لوزارة الثقافة الدكتور علي الصمد، مفتي طرابلس والشمال الشيخ محمد طارق امام، نقيبي الاطباء ابراهيم مقدسي والمهندسين شوقي فتفت، المفتي السابق مالك الشعار، رئيس اتحاد بلديات الفيحاء وائل زمرلي، رئيسي بلديتي طرابلس عبد الحميد كريمة والميناء عبد الله كبارة، نائب رئيس المجلس الوطني للاعلام ابراهيم عوض، رئيس مجلس إدارة “معرض رشيد كرامي الدولي” المدير العام الدكتور هاني الشعراني، رئيس مجلس المنطقة الاقتصادية الخاصة حسان ضناوي، رئيس اتحاد نقابات العمال في الشمال شادي السيد ووفد من “مبادرة سيرة القاهرة” برئاسة عبد العظيم فهمي وفاعليات.

الحسن

بعد النشيد الوطني، رحب الاعلامي محمد الحسن بالحضور، شاكرا لوزير الثقافة “عنايته الصادقة بطرابلس وما يبذله من جهد لايجاد تمويل لاستئناف اعمال ترميم تراثها المعماري والثقافي”.

مسقاوي

والقت الدكتورة لبنى مسقاوي كلمة “مؤسسة طرابلس القديمة”، قالت فيها: “اليوم تتبنى وتمتن المؤسسة في هذا اللقاء الذي يجمعنا، دربا طويل من المجد والحضارة، دربا سار عليه المماليك من القاهرة حاضره العلم والفن والعمارة الى طرابلس مدينة البحر والعلم والجمال، حاملين معهم تجربة معمارية فريدة جعلت المدينتان تتخايلان في الحجر والروح وتتناغمان في الجمال والبهاء. هذا الدرب لم يكن مجرد طريق للتجارة او للجيوش، بل كان جسرا حضاريا نابضا بالحياه امتزجت عليه التجارة بالعلم والعمارة بالفكر والروح بالجمال ومن على هذا الجسر تبرز طرابلس المملوكية مدينة تشهد على قدره الانسان على جعل الحجر ناطقا بالتاريخ وعلى جعل المدينة مرآة للزمان، طرابلس التي ما زالت رغم كل ما مر بها تحمل ملامح العصر المملوكي في ازرقتها واسواقها وخانتها ومدارسها، مدينة اذا سرت في احيائها القديمة، شعرت ان التاريخ لا يسكن الجدران فحسب بل يتحرك مع الناس ويتنفسوا في تفاصيل حياتهم من الجامع المنصوري الكبير الى المدرسة القرطاوية ومن الاسواق الى الخانات والحمامات تتحدث طرابلس بلغة خالدة لغة الجمال والنظام والاتقان”.
واشارت الى “أهمية استثمار تراث طرابلس المبني على خدمة الغد. فالتراث ليس عبئا بل قيمة مضافة قادرة على تحريك الاقتصاد وتنشيط السياحة واحياء الاحياء القديمة”.

فهمي

وبعد عرض فيلم وثائقي من اعداد رئيس “مؤسسة طرابلس القديمة” الدكتور منذر حمزة، القى فهمي كلمة “مبادرة سيرة القاهرة”، قال فيها: “أن اكون واقفا هنا ممثلا مدينتي القاهرة المحروسة في هذه الفاعلية الثقافية التي تحتضنها طرابلس العريقة المدينة الابدية فهذا امر مقدر، فهناك مدن لا تنسى والتاريخ يفوح منها ممزوجا بعطر الليمون، وطرابلس التي قيل فيها في نص وقفية المدرسة الخاتونية طرابلس المحروسة على نفسها مدى حياتها. جئناكم من القاهرة حاضرة السلطنة المملوكية، فكاننا لم نغادر المدينة من قلعة الجبل الى قلعة طرابلس العامرة ومن بين القصرين والنحاسين الى الجامع المنصوري الكبير، ومن برج السباع بداخل قلعة صلاح الدين الايوبي الى برج سباع السلطان بارسباي. ومن قصر الامير سيف الدين طينال الى جامعه الكبير، هنا من افخم مساجد المدينة، من المعلقة وماري جرجس الى مارميخائيل وسيدة النجاة ومار جاورجيوس، من خان الخليلي المفعم بالفن والحياة الى خان الخياطين، من حارات القاهرة وازقتها الى حارات طرابلس ودروبها، وكأنها مدينة واحدة تحلق بجناحين، فكل دروب القاهرة نافذة الى طرابلس، ولم تتوقف المدينة عن الصخب والتشبث بالحياة، حاملتين التاريخ والمستقبل. فالبحث في تراث المدن والعودة الى ماضيها ما هو الا ترسيخ للحاضر وتأكيد للهوية والجذور وصناعه المستقبل”.
اضاف: “لقد اجمع المؤرخون والرحالة والجغرافيون على ان طرابلس تجمع في بساتينها من الفواكه والثمار ما لا يوجد في سائر الاقاليم، اذ لا يوجد فيها دار بغير شجر كما لم يجمع بين القاهرة وطرابلس فنون العمارة المملوكية فقط بل تاريخ عتيد وروابط ثقافية مشتركة. واليوم نحاول ان نعبد الطريق مرة اخرى بين المدينتين لانهما تحملان التاريخ والمستقبل”.

وختم مشيرا الى ان “القاهرة وطرابلس مدينتين تشبهان بعضهما، لا في الحجر فقط بل في الروح ايضا. مدينتان كتبتا فصولا من الحكاية العربية حكاية العلم والعمران والتجارة والناس الذين عبروا الطرق حاملين الضوء والكلمة”.

كريمة

بدوره، لفت كريمة الى ان “طرابلس لا تقاس عظمتها بمساحتها، بل بما مر فيها من حضارات. فهي مدينة لا تزال تنبض في اسواقها القديمة، في رائحة صابونها وفي نقش مع اعمارها وفي ذاكرة اهلها. واليوم لا نأتي لنستحضر الماضي بل لنستدعيه شريكا في المستقبل. فهذه الدروب ليست طرقا من حجارة فقط، انها طرق من ذاكرة واصوات ووجوه ومن مهن ذكرت واخرى تنتظر من ينقذها. وهنا يأتي دور البلدية، ليس كادارة بل كحارس للهوية. فنحن لا نريد لتراجع القديم بل نريده ملهما لاننا نؤمن ان المدن التي تفقد ذاكرتها تفقد بوصلتها، ولكننا ايضا نطل على الغد برؤية لا تقل شاعرية عن تاريخ المدينة، ونريد لطرابلس القديمة ان تتوهج من جديد وان تعود درة ثقافية على ساحل المتوسط مدينة تستقبل الباحثين والفنانين والسياح”.
اضاف: “من طرابلس الى القاهرة ومن القاهره الى طرابلس، يمتد هذا الخيط الثقافي الذي نعيد غزله اليوم بخيط من محبة، من ذاكرة مشتركة ومن ايمان بان المدن لا تتقدم اذا انقطعت صلتها”.

ثم قدم كريمة مفتاح مدينة طرابلس للوزير سلامة مكرما مقدرا دوره.

سلامة

واستهل الوزير سلامة كلمته بالترحيب بـ”الاخوة المصريين ونركز على حسن العلاقة بين لبنان ومصر التي كان لي شرف زيارتها بمعية رئيس مجلس الوزراء نواف سلام منذ نحو شهرين، حيث زرنا المتحف المصري الكبير وابدينا اعجابنا به”، مؤكدا ان “العلاقة بين مصر وطرابلس، بين القاهرة وطرابلس بالذات، علاقة التوأمين المملوكيين والاثار المملوكية. فالقاهره عظيمة وواسعة وتعتبر طرابلس المدينة المملوكية الثانية. ولنحو قرنين ونصف من الزمن كانت طرابلس مدينة مملوكية، فكانت على مستوى من الامان جعلها لا تحتاج لسور خارجي لحمايتها، كانت ثالث المضلع الثالث المثلث الذي كان يضم دمشق وحلب تحت سيطرة المماليك الذين تركوا لنا إرثا معماريا عظيما، ومسؤوليتنا ان نهتم به اهتماما شديدا”.

اضاف: “ما يهمني في هذه المرحلة هو عدم الاكتفاء بترميم ما تبقى من المعالم المملوكية الـ35 الموجودة في هذه المدينة، وبعضها عظيم، الجامع المنصوري او هذا الخان”العسكر” او غيره، لكن بالانتقال من الترميم الى اعادة الحياة للأبنية المرممة يكون من خلال ادخالها في عملية التعافي الاقتصادي التي تحاول الحكومة القيام بها”.

ثم تم تكريم مؤرخ مدينة طرابلس الدكتور عمر عبد السلام تدمري والدكتورة راوية مجذوب بدرعين تقديريتين.

Spread the love

adel karroum