صحيفة “الرياض”: ديبلوماسية بن سلمان بالملف السوري إمتداد لرؤية الاستقرار بالشرق الأوسط لا يفرض بالقوة

صحيفة “الرياض”: ديبلوماسية بن سلمان بالملف السوري إمتداد لرؤية الاستقرار بالشرق الأوسط لا يفرض بالقوة

أشارت صحيفة “الرياض” السعودية إلى أن رفع العقوبات الأميركية عن سوريا لم يكن قراراً إجرائياً منفصلاً عن سياقه، بل لحظة سياسية كاشفة لتحول عميق في هندسة التأثير الإقليمي، في هذه اللحظة برزت الديبلوماسية السعودية بقيادة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، بوصفها قوة إعادة تشكيل، لا مجرد وسيط عابر في نزاع طويل.

وأوضحت أن التحرك السعودي لم ينطلق من منطق المساومة، ولا من خطاب عاطفي، بل من قراءة استراتيجية تعتبر أن بقاء سوريا تحت طوق العقوبات لم يعد يخدم الاستقرار الإقليمي، بل يوسع دوائر الفوضى ويؤجل الحلول، لافتة إلى أنه “من هنا، أعادت المملكة طرح السؤال الجوهري على الطاولة الدولية: هل تدار الأزمات عبر العقاب المفتوح، أم عبر تفكيك أسباب الانهيار وإعادة إدماج الدول في منظومة الاستقرار؟”.

واعتبرت أن “رفع العقوبات، بما شمل قانون قيصر ومؤسسات سيادية وقطاعات حيوية، لم يكن مكسباً سياسياً لسوريا بقدر ما كان إعادة ضبط لمسار المنطقة بأكملها، ففتح المجال أمام المصارف، والطاقة، والنقل، والبنية التحتية، يعني كسر حلقة الشلل الاقتصادي التي غذت التطرف، والهجرة، والاقتصاد غير المشروع، وهو ما يجعل القرار جزءاً من مقاربة أمن إقليمي شامل، لا استجابة ظرفية لضغوط سياسية”.

ورأت أن “ما يميز الدور السعودي في هذا الملف أنه لم يفصل بين البعد الإنساني والبعد السيادي، المملكة لم تطالب برفع العقوبات بوصفها إجراء إنسانياً، بل بوصفه مدخلاً ضرورياً لاستعادة الدولة السورية قدرتها على أداء وظائفها الأساسية. وهنا، تحولت الديبلوماسية من خطاب أخلاقي إلى أداة هندسة سياسية، توازن بين الواقعية والمبدأ”. ولفتت إلى أن “هذا المسار يعكس فلسفة أوسع في السياسة الخارجية السعودية، تقوم على خفض التصعيد، ومنع تمدد الفوضى، وإعادة بناء التوازنات بدل استدامة الصراعات. فالمملكة، في أكثر من ملف، أثبتت أن النفوذ الحقيقي لا يمارس بالضجيج، بل بالقدرة على إقناع القوى الكبرى بإعادة النظر في أدواتها”.

وأشارت إلى أن “ديبلوماسية محمد بن سلمان في الملف السوري ليست لحظة استثنائية، بل امتداداً لرؤية ترى أن استقرار الشرق الأوسط لا يفرض بالقوة، بل يبنى عبر قرارات شجاعة تعالج الجذور لا الأعراض، وفي عالم تتسارع فيه التحولات، تبدو هذه المقاربة السعودية أقرب إلى صياغة مستقبل لا إدارة أزمة”.

Spread the love

adel karroum