العلامة فضل الله: لا يُبنى الوطن إلاّ بالحوار لا بنصب المتاريس والحواجز
أقامت جمعية «المبرات الخيرية»، برعاية العلامة السيد علي فضل الله، احتفالا في قاعة الزهراء في مجمع الإمامين الحسنين، في حارة حريك، لأكثر من أربعمائة فتاة لبلوغهن سن التكليف الشرعي في مدارسها في بيروت، في حضور المدير العام للجمعية الدكتور محمد باقر فضل الله وشخصيات علمائية واجتماعية وثقافية ومدراء المدارس وأهالي المكلفات. استهل الحفل بآيات قرآنية فالنشيد الوطني، ثم دخلت الزهرات المكلفات على وقع الموسيقى بعدها قدمت زهرات مدارس المبرات باقة من الأناشيد ومسرحية من وحي المناسبة.
وتحدث العلامة فضل الله، ومما قاله: «(…) عندما نتحدث عن الحجاب فإننا لا نراه شكلا فحسب إنما في الأساس هو مضمون يعبر عن الالتزام بأمر الله سبحانه وتعالى». مؤكدا «أن الحجاب، لا يقف عند حدود الرأس بل أيضا هو حجاب للعقل عن كل فكر منحرف ينهى عن الحق والصواب ويسيء إلى الآخرين وإلى سلامة الحياة (…)». واعتبر «أن فتياتنا اليوم بدأن رحلة المسؤولية وسيواجهن فيها تحديات وصعوبات كبيرة ممن يترصدهن لإبعادهن عن الطريق المستقيم (…)». وشدد على إننا نريد في أجواء ميلاد السيد المسيح الذي هو مناسبة إسلامية، كما هي مسيحية، لإيماننا بأنه واحد من أنبياء الله الأصفياء، أن نتعلم منه كما من رسول الله (ص) المحبة والرحمة والتسامح والبذل والعطاء وحب الوطن والانفتاح على الآخر لا مواجهة الآخر». وأشار الى «أننا بهذه التربية القائمة على القيم والمفاهيم الأصيلة، قادرون على بناء وطن، نريده وطن الإنسان، وطن يعيش فيه الإنسان إنسانيته التي هي عنوان الرسالات السماوية». وفي الشأن الداخلي، قال: «إن هناك عدوا يتربص بأرضنا ما يقتضي منا ويفرض علينا أن نتوحد في مواجهته، وبالوحدة نحن قادرون على استعادة أرضنا واستقلالنا، لكن نحن للأسف دائما نركز على نقاط الخلاف والاختلاف بدلا من الإضاءة والتركيز على ما يجمعنا، فلا يمكن أن يبنى هذا الوطن إلا بالحوار وتقديم التنازلات لحساب إنسانه».
ودعا فضل الله الى «أن نتحاور في مواقع الاختلاف بدلا من نصب المتاريس والحواجز، لأن عدونا يهدد جميع مكونات هذا الوطن، وكما علمتنا التجارب المرة، فإن أطماع العدو تطاول الأرض والسيادة والثروة والهيمنة وتهدف إلى تمزيقنا وتفتيتنا».
