شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – المكّوك الفرنسي
ما إن انتهى الفصل الجديد من مسرحية انتخاب رئيس الجمهورية، امس، حتى رن جرس الهاتف ليكون المتكلم عبر البحار صديقي الديبلوماسي الغربي، عاشق لبنان المتيّم، وليقول، ورنّة الألم تجرّح في صوته: يا رجل ماذا دهاكم؟ الى أين تمضون في هذه المسرحية التي لا نهاية لها في ما أرى من أفق مسدود! ألا يخجل النواب اللبنانيون من أن يبقوا مجرد أدوات في هذه المسرحية – المأساة – الملهاة السطحية؟ ألا يخجل هؤلاء الممثِّلو الشعبَ المشاركون، كل يوم خميس، من هذا الدور المسخ الذي يؤدونه على خشبة ساحة النجمة؟!.
قلت: مهلاً يا عزيزي… وخفّف من حماستك التي أعرف أنها صادرة عن قلب يحب لبنان بلا حدود… وبدلاً من أن تحمل على المتحركين على خشبة المسرح عندنا، وجّه سهامك الى جماعاتك في الغرب… أنا أحترم منطلق كلامك القاسي واعذرني أن أصارحك بأنه غير مألوف منك، وأنا لا أدافع عن نوابنا الأشاوس، ولكنني اسألك: ماذا فعلتم، أنتم، لمساعدة وطننا، وقد تركتموه في مهب العواصف الهوجاء تتفرجون عليه يغرق… وعلى سبيل المثال لا الحصر عمّاذا أسفر الحراك الفرنسي؟
أجابني: بما أنك حصرت كلامك بباريس فأصدقك القول إنني لست من المعجبين بالرئيس إيمانويل ماكرون، ولكنه بادر الى حراك لم ينقطع أقله منذ جريمة تفجير المرفأ حتى اليوم، وايّاً كانت دوافع هذا الحراك فيجب أن يكون مدار تقدير. أوليس أنه زاركم مرتين والتقى الجميع عندكم الذين أقل ما يمكنني القول فيهم إنهم أخلّوا بوعودهم له على الصعيدين الحكومي والرئاسي، كي لا أستخدم تعبيراً أشد قساوة فتضاعف اتهامك لي بأنني خرجت على الأسلوب الديبلوماسي. ثم تحركت السفيرة الفرنسية في لبنان تحركاً مكوكياً بين قصر الصنوبر وسائر المقار الرسمية والسياسية والقيادية والأمنية وغير الزمنية، والتقت أندادها الديبلوماسيين الأجانب. وفي الوقت ذاته كان موفدو الإليزيه يجولون بين الفاتيكان وواشنطن والرياض والقاهرة وطهران وعُمان. إضافة الى لقاءات ماكرون شخصياً مع بايدن وابن سلمان والسيسي والبابا فرنسيس الأول الخ… وأيضاً الزيارات غير المنقطعة من قيادات لبنانية الى باريس…
قاطعته: والنتيجة؟!.
فأجاب: اذا كنتم لا تساعدون أنفسكم فلا تنتظرون من أحد أن يحلّ محلكم، وأن يقودكم قسراً الى الحلول.