شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – موقف «الحزب» ثابت
رفع سفير إحدى الدول الأوروبية الغربية التي يمثلها في لبنان تقريراً إلى مرجعيته رداً على استفسارها اياه عن موقف حزب الله من الاستحقاق الرئاسي. التقرير ليس سرياً وإن كان مدموغاً بعبارة «سري جداً»، وهو تقليد إداري غالباً ما يُعتَمَد في المراسلات الديبلوماسية من دون أن تكون بالغة السرية، لذلك سمح السفير لنفسه أن يتحدث في الموضوع خلال لقاء مغلَق اقتُصِر عليه وأحد الصحافيين وصديق الطرفين اللذين تناولا العشاء الى مائدته في منزله.
قال السفير إنه كان يجيب على السؤال الآتي الذي طرحته عليه المرجعية: إلى أي مدى يمكن التأكيد على أن حزب الله متمسك بترشيح السيد سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية؟ وهل ثمة مجال للتراجع عن هذا الموقف؟
قال: أجريتُ مروحة اتصالات واسعة شملت زملاء لي في التمثيل الديبلوماسي وسياسيين لبنانيين بينهم اثنان من قادة الأحزاب البارزين، وإعلاميين، ولم يفتني أن أتواصل مع أحد القياديين المعروفين في حزب الله، كما تواصلتُ مع أحد الأجهزة اللبنانية «الناجحة»، وهو جهاز «فاعل ومرموق»، ثم قاطعتُ المعلومات التي تلقيتُها من تلك الأطراف كلها (للإنصاف لم يذكر أي اسم من الجهات التي عدّدها أعلاه) مع ما توافر من معلومات رفعها إليّ فريق عملي في السفارة، وهو فريق فاعل ومميز، فوصلتُ إلى خلاصة واحدة: إن حزب الله متمسك بفرنجية ولن يفقد الصبر وطول الأناة حتى يقنع السيد جبران باسيل بتأييد فرنجية أيضاً، فيما أخذ الرئيس نبيه بري على عاتقه «سحب» السيد وليد جنبلاط من «لائحة» مؤيدي السيد ميشال معوض. وفي تقديري أن إقناع جنبلاط أسهل من إقناع باسيل.
ومما قاله السفير إنه بعد 24 ساعة على التقرير اتصلت به مرجعيته تريد جواباً عن السؤال الآتي: لماذا يتصلب باسيل، وماذا يريد في مقابل التراجع وتأييد فرنجية؟ وضمّن الجواب شرحاً طويلاً يمكن اختصاره بالآتي: باسيل يريد مبادلة فرنجية بالمثل لأن الأخير لم يؤيد الجنرال عون وعارضه طوال عهده وأقام «حلفاً» ضده مع بري، أما الثمن الذي يطلبه ليؤيد فرنجية فأهم بنوده ثلاثة هي: حاكم مصرف لبنان، وحضور وزاري وازن في حكومات العهد، وتعهُّد والتزام بعدم معارضته في الانتخابات النيابية… وختم السفير: وهذه ليست صعبة على السيد حسن نصرالله.