شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – الترشح الثابت والمتحولات
بعد غياب نحو أسبوعين اتصل الديبلوماسي الغربي الصديق، عاشق لبنان، فتداولنا حديثاً مطولاً حول الاستحقاق الرئاسي وبعض القضايا اللبنانية ذات الصلة، فأكّد على أن رئيساً جديداً للجمهورية سيحل سعيداً في قصر بعبدا، بعدما ثبت للمتصارعين اللبنانيين والأجانب، أن استمرار الواقع الحالي ليس في مصلحة أي طرف على الإطلاق وأن تمديده لا يقدر أحد على حمل تداعياته. أدناه نقط أثارها الديبلوماسي، تستحضرها الذاكرة من الحديث الذي تبادلنا، ولن أدخل في بعض التفاصيل لاعتبارات أهمها احترامي رغبة صديقي الديبلوماسي الأوروبي الغربي:
– أبرز النقط تأكيد الصديق على أن جريمة تفجير مرفأ بيروت هي إنتاج إسرائيلي مئة في المئة لأن الولايات المتحدة الأميركية اطلعت عليها من الجانب الإسرائيلي قبيل التنفيذ بوقت قليل، فتحفظت عنها وطلبت التريث الذي لم يكن رفضاً ولا موافقة، ولكن الجانب الإسرائيلي لم يتريث، لذلك بادر الى التنفيذ. من هنا قول الرئيس الأميركي ترامب أن جنرالاته أبلغوه بأن التفجير عملية إسرائيلية، وعادت واشنطن فسحبت هذا الكلام الرئاسي من التداول. أما لماذا لم يبادر حزب الله الى تبني هذا الاتهام فلأنه سيكون مضطراً الى تنفيذ تعهده بالرد بالمثل، وهذا سيترتب عليه نشوب حرب لم يكن مستعداً لها يومذاك. (بحسب رأي الديبلوماسي الأوروبي الغربي).
– بالانتقال الى الملف الرئاسي قال الآتي :
ترشُّح النائب ميشال رينيه معوض يراوح مكانه، وليس ثمة خرق في الأفق لمتابعته وبالتالي تعذر تأمين دعم نيابي أخر، اذ لم تبلغ محاولات الحصول على تأييد له من تكتل «لبنان القوي»، ربما لأن مطالب رئيسه النائب جبران باسيل صعبة التنفيذ، وعليه فإن الاتجاه لدى داعمي معوض هو البحث عن البديل، وهذا ليس سراًّ أو لم يعد سراً، ومَن يتابع أدبيات تكتل «الجمهورية القوية» يتبين له بوضوح أن الدكتور سمير جعجع يغربل بضعة أسماء يُجرى التباحث بشأنها مع جهة عربية فاعلة وأيضاً مع الجانبين الأميركي والفرنسي.
– صورة الوضع لدى حزب الله بالنسبة الى مرشحه الوزير السابق سليمان فرنجية ليست بعيدة عن هذا المشهد، خصوصاً بعدما تعذر الحصول على دعم مباشر من الجهة العربية الفاعلة التي أبلغت الوسطاء أنها لن تتدخل في أمر يفترض أنه شأن لبناني، وفهم الوسطاء من هذا الجواب بأنه عدم موافقة.
– المعلومات المتداولة في دوائر قصر الإليزيه تفيد أن التأييد المسيحي الداخلي للعماد جوزاف عون بات قوياً، وفي هذه المعلومات أن البطريرك بشارة الراعي يؤيد ويدعم، وأن عقبة تحفظات جبران باسيل أخذة في الزوال، وأن «مزحة» سمير جعجع بتأييد القائد ماضية لأن تصبح جدية، وأن «زيارة رفع العتب» من حزب الله الى اليرزة ستعقبها زيارات، لأن حارة حريك أبلغت الى بعض ممن يعملون للعماد قائد الجيش أنها «تدرس الموضوع» (…).