أقلام طرابلسية
قبلان المصري
مَساءَ الخيرِ يا مَعْشَرَ السَّمَرِ
نَدامى النُّجومِ وَهَذا القَمَرِ
لَقَدْ طابَتْ خمورُ الكُرومِ هَلا
سَقَيْنا الرّوحَ مِنْ سُلافِ النَّظَرِ
فَلي سَكْرَةٌ مِنْ لِحاظٍ نَثَرَتْ
عُطوراً أَنْعَشَتْ وُرودَ الْخَفَرِ
وَأُخْرى مِنْ كُرومِ الْعَوالي هَمَتْ
أيَا كَأْساً رَشَفْتُها في السَّحَرِ
أَلْهَبَتْ فُؤاداً أَخْمَدَتْهُ السِّنونُ
وَالشِّعْرُ قَدْ هَاجَ بَعْدَ الْخَدرِ
وَانْطَوَتْ ذِكرياتُ الأَسى أَبَداً
وَعادَتْ تَضُجُّ الْمُنى بِالْفِكَرِ
كَأَنَّ الشَّبابَ عَلى عَوْدٍ مَعي
فَالْمَشيبُ يَزْهو بِخَمْرِ الوَطرِ
عَشِقْتُ الْجمالَ وأَحْمالُ الهَوَى
تُثْقِلُ الْمَنكِبينِ مُنْذُ الصِّغَرِ
فَلا راحةً ذُقْتُ وَلا هُدوءاً
رُمْتُ بين ثَغْرٍ وَخَدٍّ نَضِرِ
تَمُرُّ اللَّيالي مُرورَ الثَّواني
في وِصالِ بدري كَحُلْمٍ نَزِرِ
وَلَيْلٌ يَلي غارِباً لا نَأْسَفُ
عَلى ماضي أيّامٍ بِلا حَذَرِ
نُعيد البَريقَ لِكَأْسٍ عَبَسَتْ
لِجَوْفٍ خَوى مِنْ أحْمَرَ عَطِرِ
وَخصْرٌ مُطيعٌ لِلَحْنٍ يَتَمايَلُ
في دَلالٍ ساحِرٍ خَطِرِ
كَأَنَّ النُّواسِيَّ في صَفْوَتِهِ
بَيْنَنا وَسَلاّمَةَ لِلْوَتَرِ
تُناجي أُمَّ كُلثوم فِي لَيْلِنا
وَنَحْنُ النَّدامى رِفاقَ السَّهَرِ
لَنا في مَراسي النُّجومِ الزُّهْرِ
أُمنياتُ شَوْقٍ لِرَوْضِ الزَّهَرِ