باسيل إنتصر قبل أن ينكسر.. درغام: لن تكون هناك حكومة في حال التعاطي بكيدية
قال عضو تكتل “لبنان القوي” النائب أسعد درغام في حديث لتلفزيون OTV: “إن موقف التيار الوطني الحر واضح، فنحن مع حكومة إصلاح من اختصاصيين. وفي حال تمثيل كتل نيابية معينة وأفرقاء سياسيين، فهذا يجب أن ينطبق على الجميع من ضمن وحدة المعايير، والرئيس المكلف اليوم سياسي بامتياز، فكيف يطالب بحكومة اختصاصيين؟”.
أضاف: “إن المنظومة التي انتصرت اليوم هي المنظومة التي حكمت البلد على مدار 30 عاما، والتي أوصلت البلد الى الانهيار، واختفى الثوار الجدد من الساحات، ولم يبق من يطالب بالاصلاح. اليوم، عاد التيار الى جذوره، كما كنا وحيدين يوم 13 تشرين و7 آب، وهذا لا يزعجنا لأن الحق دائما وحده”.
وتابع: “لقد شاركنا في الحكم، ولكن لم نكن أبدا ضمن هذه المنظومة التي حكمت وأوصلت لبنان إلى هذه الحال”.
وعن العلاقة مع الرئيس المكلف سعد الحريري، أشار درغام الى أن “لا مشكلة شخصية بين الرئيس الحريري ورئيس التكتل جبران باسيل على الاطلاق على صعيد العمل السياسي”، وقال: “لدينا تجربة معه في الحكم ولم تكن مشجعة على الاطلاق، ونتمنى أن يتغير الآداء”.
أضاف: “سنعيد قراءتنا ونظرتنا للأمور، ولن يكون تعاملنا مع الأطراف إن كانوا حلفاء أو خصوما كما كان في السابق، فنحن لم نحتاج الى خصم لإفشال الاصلاحات التي كنا نسعى إليها لأن حلفاءنا تكفلوا بذلك”.
وتساءل: “عن أي إصلاح نتحدث؟ التحقيق الجنائي أفرغ من مضمونه، حاكم مصرف لبنان ممنوع المساس به، الاصلاح يحتاج إلى دخول الصناديق والمؤسسات، وهذه محميات للأسف”.
وتابع: “إذا كان المطلوب كسر جبران باسيل فهو انتصر قبل أن ينكسر، إعادة إنتاج التركيبة نفسها قبل التسعينات دليل على هذا الأمر، موقفنا واضح وأكدنا مرارا وخلال تكليف مصطفى أديب أن ما يهمنا الانتاجية وانقاذ البلد ولم نضع أو نطلب أي شيء”.
وأكد درغام “عدم وجود خلاف داخل التيار، وانما نقاش جدي حول الكثير من الملفات”، وقال: “موقفي الشخصي كان مع عدم تسمية الحريري، وإنما انتظار التأليف لنحسم الموقف من إعطاء الثقة للحكومة”.
وأشار إلى أن “رئيس الجمهورية عندما وصل الى الحكم تصرف على أنه بيّ الكل، لا يمكن لأحد أن ينكر أن الحريري هو المكون السني الأساسي في البلد، لكنه لم يتصرف على أساس الانفتاح على الجميع، ليس المفروض إقصاء المكونات الأساسية وتذكير المسيحيين بحقبة التسعينات”.
وتابع: “يجب إحترام الكتل النيابية، وتطبيق الميثاقية ووحدة المعايير، والحريري يتحاور مع مختلف الكتل: الثنائي الشيعي والحزب الاشتراكي، وحتى القومي وفرنجية ويجب التشاور مع جميع الأفرقاء”.
وقال: “ما رأيناه في التكليف لا يطمئن ولا يوحي بأننا ذاهبون باتجاه شراكة حقيقة، رغم أن واقع البلد الحالي، في ظل الأزمات الاقتصادية والمالية والاجتماعية، يتطلب تعاون الجميع”.
وعن فحوى الاستشارات يوم غد، قال درغام: “إننا لا نطالب بأي وزارة، ما يهمنا في هذه المرحلة إنقاذ البلد وإعادة إعمار ما تهدم، نحن سنتمنى التعاطي بمعايير موحدة مع مختلف الكتل، ولن نقبل بالتعامل معنا بكيدية. وفي حال تم التعاطي مع أكبر تكتل نيابي بكيدية، لن تكون هناك حكومة”.
وأشار الى ان “المشاركة هي بهدف الانقاذ، وليس بالضرورة المشاركة في الحكومة، المطلوب من الحريري إن كان يريد تشكيل حكومة التحاور مع الجميع”، وقال: “نحن غير متمسكين بأي وزارة، نحن مع المداورة، وهذا الكلام سابق لأوانه، سنتكلم غدا بالمبادئ العامة، والتجاذبات والنكايات السياسية لا تنقذ البلد، فالمطلوب خطة عمل ومقاربة مختلفة عن السابق، والأهم تغيير عدة العمل”.
وسأل: “أين الأموال التي أهدرت؟ أين التبرعات والقروض؟ الرئيس الحريري وعد باجراء الاصلاحات المالية والاقتصادية المطلوبة، فكيف سيقوم بهذا الأمر؟”.
وفي ما يتعلق بالشق المالي، أكد درغام أن “إنخفاض الدولار آني، وهذا يؤكد أن حاكم مصرف لبنان لم يكن يتعامل بشفافية، بل بكيدية لأهداف سياسية”، وقال: “من هنا، ندعو الرئيس الحريري إلى التحلي بالارادة والانفتاح على الجميع لأن الناس تعبوا وبحاجة إلى الحاجات الأساسية، بحاجة إلى الدواء الذي انقطع، بحاجة إلى عدم رفع الدعم عن المواد الغذائية”.
ورأى أن “هناك أزمة نظام”، وقال: “نحن بحاجة إلى اعادة بحث في نظامنا السياسي الذي يجب أن يقوم على اللامركزية الموسعة المالية والادارية”.
وعن العلاقة مع “حزب الله”، أكد “عدم وجود خلاف استراتيجي مع حزب الله”، وقال: “لسنا ذاهبين باتجاه التفاوض السياسي مع إسرائيل، فهناك اختلاف في وجهات النظر حول الملفات الداخلية، ولكن ما زال الحليفان يحميان ظهر بعضهما البعض”.