حلم برئاسة الجمهورية خارج السياق.. تناوش بين الأمين العام لـ«تيار المستقبل» و«القوات اللبنانية»
ردت الدائرة الإعلامية في حزب “القوات اللبنانية” على تغريدات الامين العام لـ”تيار المستقبل” أحمد الحريري، في بيان جاء فيه:
“فاجأنا السيد أحمد الحريري بسلسلة تغريدات من خارج السياق الوطني للأحداث، وحرصا منا على وضع الأمور في نصابها نؤكد الآتي:
أولا، لقد قلت في تغريداتك يا سيد أحمد إن “القوات اللبنانية” تنشط على خط التهجم على الرئيس سعد الحريري، ولكن نتمنى لو تدلنا على تصريح واحد للقوات يهاجم فيه الرئيس الحريري، إلا أنه في الواقع ما يفعله وزراء ونواب “القوات” السابقون والحاليون هو تأكيد موقفنا الذي يمثِّل الأكثرية الساحقة من اللبنانيين، ومن ضمنها قاعدة تيار المستقبل بالذات لجهة أن لا خلاص مما نحن فيه إلا بحكومة جديدة كليا، تشكل على أسس مختلفة وبعيدة كل البعد من المحاصصات التي كانت تحصل في السابق.
إن المحاصصة بأوجه جديدة لا تعني أبدا أنها ليست محاصصة، فيما النتيجة ستكون كما رأيناها مع حكومة الرئيس حسان دياب، وفي مطلق الأحوال، نحن لا نحكم إلا على النتائج، وموقفنا النهائي من الحكومة سيكون بعد تشكيلها، ولكن المتداول لغاية اليوم لا يطمئن إطلاقا.
وانت تخلط، يا سيد أحمد، بين الموقف السياسي الذي يحق لكل فريق اتخاذه انطلاقا من قناعاته الوطنية والسياسية، وبين التهجم على الرئيس سعد الحريري الذي لم يحصل إطلاقا.
فليس كل من اتخذ موقفا سياسيا لا يتلاءم مع موقفك السياسي يعني أنه هاجم الرئيس الحريري، ونذكرك يا سيد أحمد، بأن جدول أعمال معراب هو جدول أعمال قيام الجمهورية القوية الخالية من السلاح والفساد.
ثانيا، اتهمت ايضا في تغريداتك “القوات اللبنانية” بشكل غير مباشر بأنها تراهن على الفراغ من أجل الوصول الى كرسي بعبدا، ولكن قل لنا بربك هل نعيش الملء الآن؟ فنحن في قعر قعر الفراغ، ولم تبق شائبة أو صعوبة أو ملمة الا وأصابت المواطن اللبناني من جراء الفراغ الذي نعيشه خصوصا منذ سنة حتى اليوم.
ثالثا، ألمحت أيضا في تغريداتك أكثر من مرة إن مواقف “القوات اللبنانية” نابعة من حلم سمير جعحع بالرئاسة، ولو كان جعحع يحلم بالرئاسة فعلا، لكان تموضعه السياسي مختلف كليا عما هو عليه في الوقت الحاضر ودائما، ولو كان يحلم بالرئاسة لكان بدى المسايرة على المبدئية وفتح باب المسايرة يمينا ويسارا وتحديدا مع الرئيس سعد الحريري الذي هو ثاني أكبر كتلة نيابية، وجعجع بحاجة إليه ولغيره ليتمكن من الوصول الى رئاسة الجمهورية، بينما على ارض الواقع، يتخذ سمير جعحع المواقف الأكثر وضوحا، والأكثر التصاقا بالمطالب الشعبية، والأكثر ابتعادا من قوانين اللعبة السياسية من فوق.
ان اتهامك سمير جعحع بالسعي الى الرئاسة هو باطل الى أقصى الحدود.
وأخيرا اذا كان الرئيس الحريري قد قرر وضع يده من جديد مع الثلاثي الحاكم، فهذا شأنه، ولكننا نحن في “القوات اللبنانية” غير مقتنعين بتاتا بهذه التجربة، ولا يجوز أن تدفعونا ثمن هذه القناعة”.
أحمد الحريري
بالمقابل، رد الأمين العام لتيار “المستقبل” أحمد الحريري، على رد “القوات اللبنانية” عليه، بخمس تغريدات عبر “تويتر” استهلها بالقول: “إلى الدائرة الاعلامية في القوات اللبنانية: سنغض النظر عن الحملة التي يشنها الموقع القواتي “نحنا قدا” على الرئيس سعد الحريري والأكاذيب التي يسوقها يوميا، لكن من المفيد تذكير الدائرة الاعلامية للقوات اللبنانية بالكلام الذي فاض به أمس الوزير السابق حاصباني”.
أضاف سائلا: “كيف يمكن أن تفسروا قول حاصباني إن الرئيس الحريري رفض أن يسمع ما قاله له الناس: “ما بدنا ياك”. وهل هذا يقع في سياق التحليل أم في سياق من ينصب نفسه ليكون ناطقا بإسم الناس ومدخلا للطعن بصدقية تمثيل الحريري التي تدركها قيادة القوات وتعرف وقائعها على الأرض قبل أي طرف آخر”.
وتابع: “وكيف يمكن للدائرة الاعلامية أن تفسر حملة نواب القوات بشأن تشكيل الحكومة، والإصرار على أن الرئيس الحريري يقوم بتشكيل حكومة محاصصة، وصولا إلى القول إن الاعتذار عن التشكيل أفضل من تأليف الحكومة؟”.
واستطرد: “لقد صرح الرئيس الحريري غير مرة أنه يعمل لحكومة اختصاصيين غير حزبيين، وأنتم تصرون على رميه يوميا بسهام المحاصصة، وتفترضون أن تعطيل تشكيل الحكومة سيفتح الطريق أمام انتخابات مبكرة”.
وفي التغريدة الخامسة ختم: “وليس سرا على أي لبناني أنكم تريدون الانتخابات المبكرة بفرضية قلب الطاولة التي لن تقلبها مع الأسف انتخابات مبكرة تعبد طريق الحكيم إلى بعبدا”.