الهروب الكبير.. خمسة من السجناء يلقون حتفهم بعد فرار جماعي من سجن بعبدا
في ظل وضعية اقتصادية صعبة، يعاني لبنان كذلك من ترّدي الأوضاع الأمنية، ما أدى إلى فرار عشرات السجناء. وتعاني السجون اللبنانية من مشاكل كبيرة، خاصة في ظل انتشار فيروس كورونا في البلاد.
كثفت عناصر من الامن الداخلي وشعبة المعلومات وأمن الدولة من دورياتها في بلدة الحدث وجوارها، حيث وقع حادث سير على أوتوستراد بولفار كميل شمعون قرب المجلس الدستوري الذي أودى بحياة خمسة من السجناء الفارين من سجن بعبدا صباح اليوم (السبت 21 تشرين الثاني/ نوفمبر 2020) في سيارة أجرة p 409386 من نوع داسيا، بيضاء اللون وتحمل الرقم 409386.
وأقام الجيش، حواجز ظرفية على الطرق كما كثفت الشرطة البلدية في الحدث من دورياتها في المكان، ووجهت تحذيرا للقاطنين في البلدة وجوارها وأخذ الحيطة والحذر وعدم فتح الابواب لاحد، إلا بعد التأكد من هويته، فهناك بين الفارين سجناء يصنفون بالخطيرين.
وتم نقل جثث ثلاثة من الفارين الى براد مستشفى بعبدا الحكومي، واثنين الى مستشفى الحياة، كما تم نقل الجريح أيضا إليها. وألقي القبض على 15 فارا منهم في جوار المنطقة، ولا يزال البحث جاريا حتى إلقاء القبض على الجميع.
هذا، وعمد بعض الاهالي الى إعادة أبنائهم الفارين الى سجن بعبدا، متمنين على القضاء الاسراع في إصدار الاحكام في حقهم، إما بتخليتهم أو الحكم عليهم.
قوى الامن
في الغضون، صدر عن المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي البلاغ التالي:
“صباح اليوم 21-11-2020 أقدم 69 سجيناً على الفرار من نظارة مخفر قصر عدل بعبدا. وقد تم توقيف 15 منهم، فيما سلّم 4 أنفسهم.
كذلك وقع حادث سير في محلّة بولفار كميل شمعون- الحدث، حيث اصطدمت سيّارة من نوع نيسان لون أبيض عمومية، بشجرة، تبيّن ان عدداً من السجناء الفارّين كان على متنها بعد سلبها من سائقها. أدّى حادث السير إلى وفاة خمسة وجرح واحد، تتم معالجته في أحد المستشفيات.
التحرّيات والاستقصاءات مكثّفة، ولا تزال عمليات البحث جارية لإلقاء القبض على باقي السجناء الفارّين، وعددهم، حتى ساعة صدور هذا البلاغ، 44 فارّاً. التحقيقات بملابسات الحادثة جارية بكل دقّة، بإشراف القضاء المختص.
وطلبت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي من المواطنين الذين لديهم أي معلومة عن مكان تواجد أحد من الفارّين، الاتصال على رقم النجدة 112، علماً بأن كل مواطن يساهم في إعطاء أي معلومة يبقى أسمه طي الكتمان، وفقاً للقانون.”.
عون – فهمي
في الاثناء، اطلع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون من وزير الداخلية والبلديات العميد محمد فهمي على تفاصيل فرار عدد من السجناء من سجن بعبدا، وطلب التشدد في البحث عنهم والقبض عليهم والتحقيق في ظروف فرارهم.
متابعة قضائية
في المتابعة القضائية، انتقل مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية بالإنابة القاضي فادي عقيقي، وبعد التنسيق مع النائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات، الى قصر العدل في بعبدا، حيث حصلت عملية فرار 69 موقوفا من داخل النظارة، فعاين النظارة واطلع على كيفية حصول الفرار، في حضور النائب العام الاستئنافي في جبل لبنان القاضية غادة عون والمحامي العام الاستئنافي في جبل لبنان القاضي أنطوان سغبيني.
وبعد الكشف الميداني عقد القاضي عقيقي اجتماعا أمنيا في مركز قيادة سرية بعبدا في قوى الأمن الداخلي حضره القاضي سغبيني، وكل من قائد الدرك في قوى الأمن الداخلي، آمر مفرزة استقصاء جبل لبنان، رئيس فرع المعلومات في جبل لبنان، آمر مفرزة بعبدا القضائية، قائد سرية بعبدا في قوى الأمن، آمر فصيلة بعبدا في قوى الأمن، ومسؤول منطقة بعبدا في مخابرات الجيش، وكان استعراض لعملية الفرار والإجراءات المتخذة لتوقيف الفارين.
كما عاين مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية، موقع الحادث الذي قتل فيه خمسة من الموقوفين أثناء فرارهم على متن سيارة أجرة قرب مقر المجلس الدستوري في الحدث. وأعلن القاضي عقيقي، أنه تم توقيف 16 شخصا من أصل جميع الفارين، وكلف الأجهزة الأمنية كافة، بإجراء التحقيقات والتحريات اللازمة لتوقيف جميع الفارين، وتحديد كيفية حصول الفرار وتبيان ما إذا كان ثمة تواطؤ في هذه العملية تمهيدا لاتخاذ الإجراءات اللازمة بحقهم.
وضربت عناصر من القوى الأمنية طوقا في محيط قصر عدل بعبدا والمنطقة المحاذية له بعد الفرار. وتوجهت المدعية العامة في جبل لبنان القاضية غادة عون الى مكتبها في بعبدا، للمباشرة بالتحقيق في الفرار الجماعي للسجناء.
وأكدت القاضية غادة عون لـ”فرانس برس” فتح “تحقيق فوري” في الحادث. ولم تستبعد “إمكانية التواطؤ بين السجناء الهاربين والحراس المكلفين بحماية زنزاناتهم”.
بلدية الحدث
وسط هذه الاجواء، أصدرت بلدية الحدت بيانا تحذيريا للمواطنين بعد عملية الفرار ومما جاء فيه: “بنتيجة عملية هروب عدد كبير من السجناء من سجن بعبدا صباح اليوم، وما تلاها من عمليات تعقب وملاحقة يقوم بها عناصر من الجيش والقوى الأمنية في منطقتي بعبدا والحدت والجوار، وبالنظر الى خطورة الفارين وإحتمال تسللهم الى الشوارع والأبنية، تحذر بلدية الحدت جميع المواطنين وتطلب منهم التنبه لهذا الخطر وعدم فتح أبواب المنازل لأي طارق قبل التثبت من شخصه، والابلاغ فورا عن أية شبهة”.
بلدية بعبدا
وأصدرت بلدية بعبدا – اللويزة، بيانا جاء فيه: “يتابع جهاز الشرطة في بلدية بعبدا- اللويزة بالتنسيق مع القوى الامنية أمر ملاحقة عدد من السجناء الفارين من سجن بعبدا.
وأفاد مفوض الشرطة في البلدية أن “جهاز الشرطة البلدي تمكن من توقيف حتى الساعة ستة من الفارين وتسليمهم الى جهاز أمن الدولة”. أضاف: “إن جهاز الشرطة قد كثف من دورياته ويدعو المواطنين الى التنبه لكل ما هو غير مألوف وعدم فتح الابواب قبل التأكد من هوية الطارق، وإبلاغ مركز الشرطة عن كل ما يدعو الى الشبهة على الارقام التالية: 920604/05، 03/674002.
وتأتي الحادثة في وقت يُطالب فيه سجناء وموقوفون في أنحاء البلاد، بإقرار قانون عفو عام، من شأنه أن يُطلق سراح الآلاف منهم. وتشهد السجون ومراكز التوقيف في لبنان اكتظاظاً كبيراً، ما يفاقم المخاوف مع تفشي وباء كوفيد-19.
وفي نيسان/ أبريل، قالت منظمة العفو الدولية إن أعمال شغب جرت داخل سجون لبنانية وإن أهالي للسجناء نظموا اعتصامات للمطالبة بالإفراج عن ذويهم بسبب مخاوف من انتشار كوفيد-19 في السجون المكتظة.
وأضافت المنظمة أنه بينما اتخذت الحكومة اللبنانية عدة إجراءات، منها الإفراج عن بعض السجناء، فإنه ينبغي على السلطات إعطاء الأولوية لإطلاق سراح السجناء الذين قضوا مدد عقوبتهم والإسراع بمراجعة حالات المحتجزين قبل محاكمتهم.
وحسب آخر بيانات جامعة جون هوبكنز الأمريكية، فعدد الإصابات بكورونا في لبنان يقترب من 114 ألف حالة، بينها حوالي 884 حالة وفاة. وهناك تحذيرات من انفجار الوضع الصحي.
ويواجه لبنان أسوأ أزمة اقتصادية منذ الحرب الأهلية (1975- 1990)، وارتفاع لمعدلات الفقر والبطالة. وشهدت البلاد قبل عام تقريباً انطلاق حراك واسع ضد الفساد والمحاصصة الطائفية، غير أن كورونا أضعف كثيرا خروج المظاهرات.
Reuters | AFP | DPA | AP