شدياق: الرئيس عون سخّر العهد لإيصال باسيل إلى الرئاسة وتحالفه مع حزب الله اوصلنا الى “جهنم”
اكدت الوزيرة السابقة مي شدياق، ان التدقيق الجنائي يفضح المستور، مشيرة الى ان الفساد والسياسات المالية والهندسات الخاطئة أوصلت البلاد إلى ما هو عليه لذا طالبت “القوات اللبنانية” بالتدقيق الجنائي في الوزارات الى جانب حسابات وسياسات مصرف لبنان.
وشددت على اهمية ان يتحمل كل فاسد مسؤولياته، وقالت، “نحن لا نحمّل شخصا واحد مسؤولية هذه الأزمة، وكل من يثبت عليه تهمة فساد يجب ان يحاسب. واقترحنا كتكتل تعديل قانون رفع السرية المصرفية عن كل الحسابات لمدة سنة كي ينجح التدقيق الجنائي”.
شدياق لفتت في حديث عبر “الجديد”، الى ان “المشكلة برئيس الجمهورية العماد ميشال عون أنه سخّر العهد لإيصال رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل الى الرئاسة، بدل ان يركز على ان يكون عهدا مزدهرا ويحقق النمو والسلام للبلد”.
وذكّرت ان “القوات” من خلال دعمها للعماد عون ساهمت في وصوله الى سدة الرئاسة، سائلة، “لكن هل عون ممنون من عهده؟ وهل حقق الاصلاح والتغيير والدولة الحديثة؟ اين وصلنا؟ لو اتبع نهجا آخر لما كنا وصلنا إلى هنا. ان تحالفه مع حزب الله المرتهن للخارج ودخوله في المحور الايراني اوصلنا إلى الهاوية والى جهنّم”.
وشددت على انه عند الوصول الى رأس السلطة يجب تحمل المسؤولية، معتبرة ان خطاب الرئيس بالأمس، خطاب مرشح للرئاسة لا رئيس مر من عهده 4 سنوات، اذ لا يمكن لوم الآخر على سوء ادارة شؤون البلاد في وقت هو يملك الكتلة الأقوى والتحالفات التي منحته وكتلته الثلث المعطل.
واعتبرت ان عون قام بتسوية مع الرئيس سعد الحريري “وما ادراكم هذه التسوية!”، والتي ادت الى قلب الحريري الطاولة، مذكّرة ان “القوات” في مجلس الوزراء رفضت كل التسويات والمخالفات التي سادت، ما جعل “تسجيل اعتراضها” امر سائد ومعروف. واعادت التأكيد انها اليوم مع تشكيل حكومة اخصائيين مستقلين تنجح بمهمة انقاذ البلد.
ورأت ان “القوات” تتميز بطريقة العمل المنهجية التي كانت تُحسد عليها من الأطراف الأخرى، لأنها تحضر الملفات بشكل كبير مع فريق العمل المتخصص قبل انعقاد الجلسات كي تبني رأيها وفقا للقانون والدستور والمصلحة الوطنية.
وعن مفاوضات ترسيم الحدود، ركزت على ضرورة اعتماد مبدأ الحياد الذي ينادي به البطريرك الراعي، معتبرة ان التحالفات التي تؤدي الى الخراب ليست لمصلحة البلد، فلبنان يمكن ان يكون الدولة الاخيرة التي توقع الصلح مع اسرائيل الا انه في هذا الوقت يجب ان يتجنب فتح الجبهات على الحدود لإقحام البلد في مشاكل ليس مضطرا للخوض فيها. ويجب ان نعي اننا بتنا نفتقد لعلة وجود لبنان وما يميزه كمستشفى الشرق وجامعة الشرق والسياحة واهمية مرفأ بيروت وامور اخرى.
وفي ما خص التحالفات الانتخابية، اعادت التذكير ان “القوات” تطالب بانتخابات نيابية مبكرة ولكن اذا لم ينجح ذلك فالانتخابات بعد سنتين وبالتالي الحديث عن تحالفات مبكر ولكن من المهم الاحتفاظ بالقانون الانتخابي الحالي لأن التوصل إليه أتى بعد جهد جهيد.
ووجهت شدياق التحية للشعب اللبناني بمناسبة عيد الاستقلال وهو يمر بمعاناة كبيرة، قائلة، “بمئوية لبنان الكبير 22-11-2020 رقم جميل ولكن في الواقع وضعنا المهترئ يجعلنا نقول بأي حال عدت يا عيد!”.
واشارت الى أن كل ما تقوم به من أعمال إعادة إعمار بيروت ليس وراءه أي حافز سياسي، فهي فقط تريد استرجاع المدينة التي أمضت فيها طفولتها وشبابها، مجددة التأكيد انها لن تترشح في دائرة بيروت الأولى، مضيفة، “قلتها واكررها، لن أترشح بالأشرفية ولن أترشح لأنافس إبن بشير الجميل، مؤسس حزب القوات اللبنانية. هذا القرار مقتنعة به ولدَيّ احترام لمؤسس حزب القوات، هذه مسألة رمزية، انا من جيل يحترم هذا الموضوع.”
وفي ذكرى استشهاد بيار الجميل، قالت، “شعلة 14 آذار وثورة الأرز لن تنطفئ بسهولة وسننقلها الى الأجيال فنحن دفعنا ثمنًا باهظا لقناعاتنا وايماننا بالقضية”.
ولفتت الى انها لا تحب الصراع بين حزبي “القوات” و”الكتائب” فهما من رحم واحد ولهما تاريخ مشترك، خصوصا في ما يتعلق بموضوع الإستشهاد من أجل القضية، إلا أن لكل حزب منهما اليوم اعتباراته.
وتابعت: “كل فريق يخوض الانتخابات على طريقته والقوات نجحت بتشكيل كتلة من 15 نائب في الانتخابات الماضية. الكتائب تعتبر نفسها اليوم انها متماهية مع الثورة، كذلك القوات هي من الثورة ومعها وعلى علاقة جيدة مع مجموعات من الثوار.”
من هنا، ذكرت ان الاستقالة من مجلس النواب كانت الأمر الأسهل ولكن في هذه المرحلة الدقيقة يجب ممارسة العمل السياسي والدستوري والتشريعي وان تكون في المكان المناسب فالتغيير والمعارضة الفعلية تكون من الداخل.
واردفت: “القوات تستقيل عندما ترى ان هذه الخطوة يمكن ان تأتي بنتيجة ولقد استقالت سابقا من مجلس الوزراء إيماناً منها بأهمية الإصغاء لصوت الشارع اللبناني. وكانت جاهزة للاستقالة من مجلس النواب لو لم تتبدل في اللحظة الاخيرة مواقف تيار المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي بعد استقالة حكومة حسان دياب.”
وعلقت شدياق على تغريدات امين عام تيار المستقبل أحمد الحريري بالقول انه ربما حصل سوء تفاهم بالنسبة لبعض التصاريح، فاستراتيجياً الحزبان على نفس الهوى، كاشفة عن اتصالات حصلت بين بيت الوسط ومعراب في الآونة الأخيرة.
ورأت انه لو كان للحريري تحالفات مختلفة في الانتخابات الماضية لحقق فريق “14 آذار” الاكثرية ولما كنا اليوم في موضوع التسميات ونيل الثقة تحت رحمة حزب الله وحلفائه الذين نالوا الاكثرية النيابية بسبب التحالفات الخاطئة.
وعن اتفاق معراب، اشارت الى انه نجح بنسبة كبيرة في تخفيف الاحتقان ورواسب حرب الالغاء التي ادت الى علاقة سيئة جدا بين قواعد الحزبين.
وحول العقوبات الجديدة، أكدت انه لا يمكن استباق ما سيكشف عنه العقوبات وهي متعددة الاوجه بين ماغنتسكي، اوفاك، قانون قيصر وغيرها، وما يحكى اليوم مجرد تسريبات. وعندما تُعلَن الاسماء يكرم المرء او يهان. اما عن العقوبات على باسيل، فقد قال انه سيطلب المعلومات ليبنى على الشيء مقتضاه ولكن بالنسبة الى راية مكافحة الفساد التي لطالما حملها ربما هناك علامات استفهام.