لبنان سيسقط نهائيًّا.. الجوزو: أن يكون الرئيس مارونيًّا فليس معناه أن يستأثر بكل شيء
قال مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو في تصريح: “ليس صحيحًا أن لبنان بلد ديموقراطي، وأنه بلد الحريات بكل أشكالها، السياسية، والاقتصادية والإجتماعية. لبنان بلد طائفي مغرق بالتعصب والعنصرية، والحكم فيه ديكتاتوري لا يحترم الدستور ولا القانون، ولا يؤمن بالمساواة بين الطوائف في السياسة، وفي الكياسة، وفي احترام حقوق الآخرين”.
أضاف: “لقد رأينا كيف أن التفرّد بالحكم قد أدى الى انهيار البلد، وضياعه، وسقوطه، لأن الحاكم لا يعترف بحقوق الطوائف الأخرى، ولا يعترف حتى بحقوق طائفته التي ينتمي إليها. لبنان يرفض حكم الفرد، لأنه يعطل الحياة السياسية، ويعتدي على الدستور وما نص عليه الدستور من صلاحيات لبقية الطوائف ومن يمثل هذه الطوائف. حكم لبنان يقوم على الكيدية. الديكتاتورية أدت الى افلاس لبنان اقتصاديا، والى افقار الشعب اللبناني، ووضع اليد على اموال المواطنين اللبنانيين وتهريبها الى الخارج، ما تسبب في انتشار الكوارث الإجتماعية، والإنسانية، والأخلاقية، وتعريض الشعب كله للجوع، والعوز، والمرض، وتعطيل الحياة الإقتصادية وانهيارها”.
وتابع: “أليس من العار أن يتعرض رجل العهد، والصهر المقرب الى رئيس العهد، الى العقوبات الأميركية واتهامه بالفساد، والإنحراف، وتعطيل الحياة السياسية؟ اذا كان اللبنانيون قد وافقوا على أن يكون رئيس الجمهورية مارونيا، فليس معناه أن يستأثر الرئيس بكل شيء، ويلغي صلاحيات الآخرين، لأن هذا مسيء إلى الشراكة بين الطوائف في لبنان، ويسيء إلى الطائفة المارونية بشكل خاص، ويسيء إلى المسيحيين بشكل عام”.
وقال: “ليس من حق فخامته الإعتداء على صلاحيات رئيس مجلس الوزراء، ومحاولة تعطيل الدولة من خلال تعطيل صلاحيات رئيس مجلس الوزراء السني، هذا يدفع الشعب اللبناني إلى رفض هذه الشراكة، التي تلغي دور السنة، وتسيء إلى الطوائف بأكملها، لأن نهج الرئيس تحول إلى نهج طائفي لا يعترف بحقوق الآخرين”.
أضاف: “نحن نرفض، رفضا قاطعا، هذا الأسلوب الذي يتعمد الإساءة إلى أهل السنة، ونطالب الأخوة الموارنة، وعلى رأسهم الكنيسة المارونية أن تقف إلى جانب أهل السنة قبل أن تسقط الشراكة بين الطوائف كلها، وينقسم الحكم على نفسه، وتفشل التجربة اللبنانية. أهل السنة مكوِّن رئيسي، وهم يمثلون الاكثرية بين الأقليات، وإذا كان هناك محاولات مكشوفة للاساءة إليهم، فإن التركيبة اللبنانية كلها ستكون في خطر، والنظام كله سيكون في خطر”.
وختم: “كارثة كبرى يتعرض لها لبنان اليوم، واذا كان الفشل في إدارة الحكم وصل إلى هذه الدرجة من الاعتداء على حقوق الاخرين، فإن لبنان سيسقط نهائيا، ولن يقتصر الحكم على مرحلة معينة، بل سيتعداها إلى ما هو أخطر وأبعد”.